ترك برس

قالت صحيفة كويتية إن للدراما التركية نكهة خاصة شرقية، تحمل في طياتها العادات والتقاليد والدين المشترك، وإن كانت تتبنى الفكر المنفتح كبروازٍ عام في معظم أعمالها، إلا أنها تبقى أقرب للمشاهد العربي عمومًا والخليجي خصوصًا.

وفي تقرير بعنوان "الدراما التركية بين السياسة ومكاسب التسويق"، قالت صحيفة "القبس"، إن الدراما التركية كانت مفتاح المواطن الخليجي لبوابة السياحة في تركيا، والتعرف على الكثير في هذا البلد الذي بات وجهة سياحية مهمة للعائلة الخليجية.

وتطرقت الصحيفة إلى قرار مجموعة (mbc) السعودية إيقاف عرض الاعمال الدرامية التركية، والذي فسره البعض بأنه جاء على خلفية المواقف السياسية التركية تجاه العديد من القضايا المرتبطة بالمنطقة وسياساتها الخارجية، حيث لم يجد أي من المتابعين تفسيرا آخر لذلك.

وأضافت: "اتفقنا ام اختلفنا مع السياسة التركية، هناك اجماع على ان الاعمال الدرامية التركية مسوق جيد ومهم للقنوات الفضائية، حيث استطاعت ان تحقق نسب مشاهدة عالية لهذه الاعمال اينما عرضت، الى جانب جذب المعلن بشكل كبير لبث رسائِله التسويقية لمنتجاتِه في أوقات عرض هذه الأعمال".

وتعتبر قنوات (mbc) من اوائل القنوات الفضائية التي تبنت هذا النوع من الدراما في المنطقة، بعد عرضها مجموعة من الأعمال الدرامية المكسيكية المدبلجة، لكنها لم تفلح فلاح الدراما التركية على الاصعدة كافة.

وبحسب الصحيفة الكويتية، فإن الإعلان والتسويق عاملان مهمان في عالم الفضائيات، خصوصا تلك الخاصة التي تعتمد على المعلن لتعبئة رصيدها المالي.

واعتبرت أن إيقاف هذا النوع من الدراما بالتأكيد سيؤثر سلبا في هذا الرافد المادي لحين استقطاب أعمال أخرى، وخلق شريحة جديدة من المشاهدين، حيث ارست الدراما التركية قواعدها عربيا، واصبح هناك ايقونات للمشاهد العربي من النجوم الأتراك يتتبّعونهم أينما كانوا.

وتابعت "فهل سينطبِق المثل القائل «من صادها عشى عياله» في محاولة بعض القنوات الاستفادة من هذا الإيقاف لجذب المنتج التركي لها لرفع نسب المشاهدة وتحقيق مكاسب مادية؟.

قنوات فضائية أخرى مازالت تعرض الأعمال التركية، من أبرزها قناة دبي من خلال مسلسل "السلطانة قسم" والتي قد تختلف سياسيا مع المواقف التركية، فهل سيكون هناك اجراء مماثل لـ«mbc»؟

في حين أن دبي تستعين كثيرا بالممثلين الاتراك لاعلانات خاصة بشركات تجارية مهمة، الى جانب استقطابها العديد من الفنانين من عدة دول عالمية.

محليا، كانت وما زالت قناة الراي المحلية من القنوات السباقة في عرض الأعمال التركية عبر شاشتها، مما أوجد حالة تنوع في العرض اليومي على شاشتها وجذب المشاهد لمتابعتها، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه حتى الان لمَ لم يبث تلفزيون الكويت احد الاعمال الدرامية التركية عبر شاشته الفضية، وهل سيكون هناك جديد على هذا الصعيد قريبا؟

في سياق متصل، أشار تقرير في شبكة الجزيرة القطرية إلى أن وقف (mbc) المسلسلات التركية المدبلجة، والتي كانت السباقة إلى إدخالها للبيوت العربية، سيكلفها خسائر مادية.

بعض الجهات تقدر تلك الخسارة بملايين الدولارات، إذ عليها ملء الفراغ التركي بمسلسلات برازيلية ومكسيكية وغيرها وفق ما نقلته بعض وسائل الإعلام والمواقع.

مؤيدو الإجراء غير المسبوق، برروا ذلك بأنه مصلحة المشاهد السعودي وبيئته المحافظة، ولكن ألا تروج المملكة لمرحلةِ انفتاح لا مثيل لها في تاريخها علما أن جرعة عدم المحافظة والجرأة أكبر بكثير في المسلسلات البرازيلية والمكسيكية المرشحة لتعويض الإنتاج التركي، بحسب الجزيرة.

ودون سابق إنذار، تقرر وقف عرض جميع المسلسلات الجديدة والقديمة على قنوات (mbc)، كما حذفت كل الحلقات والروابط والصور والأخبار المرتبطة بها على شاهد دوت نت، ومواقع القنوات.

بعد القرار الدرامي، بالنسبة لبعض مشاهدي (mbc)، لن يتمكن الجمهور من مواصلة متابعة ثلاثة مسلسلات على الأقل، وهي "أنت وطني" و"حب للإيجار" و"الدخيل".

ولم تعلن مجموعة (mbc) عن قرارها بشكل رسمي، ولم تفصح عن الجهة المباشرة وراء الخطوة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!