ترك برس - ديلي صباح

استضافت السيدة الأولى أمينة أردوغان السفيرات التركيات ومسؤولات دبلوماسيات إضافة إلى زوجات الدبلوماسيين الأتراك من كل أنحاء العالم أمس في القصر الرئاسي في أنقرة. وافتُتِح اللقاء الأول من نوعه بكلمة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكّد فيها على الحاجة في انخراط النساء في جهود الدولة التركية في إطار القوة الناعمة في العلاقات مع الدول الأخرى.

وإضافة إلى الدبلوماسيات وزوجات الدبلوماسيين، دُعيت مُمثّلات عن أجهزة الدولة الأخرى التي تعمل خارج البلاد مثل وكالات الإغاثة والصحفيين إلى تناول وجبة غداء. كما حضرت اللقاء زوجة رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو سارة داود أوغلو، وزوجة وزير الخارجية مولود تشاويش أوغلو هوليا تشاويش أوغلو، وزوجة وزير الشؤون الأوروبية فولكان بوزكير نازلي بوزكير.

وفي كلمة لها، قالت السيدة الأولى إنّ دخول النساء في العمل الدبلوماسي من شأنه أن يشكّل فرقاً، مضيفةً أنّ "بإمكانكنّ كعاملات في السلك الدبلوماسي جعل قوة تركيا الناعمة أكثر فعالية في المنابر الدولية. وكمواطنين في دولة أثبتت أنّ بإمكان الإسلام التعايش مع الديمقراطية، دولة لم تكن أبداً مُستَعمَرَة، يُمكنكم جعل قيمنا المحلية تلتقي مع التوجهات الدولية".

ودعت أمينة أردوغان زوجات الدبلوماسيين إلى تطوير العلاقات مع سيّدات الأعمال، وأعضاء المجتمعات الثقافية والفنيّة في الدّول التي يخدم فيها أزواجُهم وذلك من أجل "جذب اهتمامهم إلى تركيا". وقالت إنّ الدبلوماسيات وزوجات السفراء يمكنهنّ أن يُشكّلن قناةً لرواد الأعمال الأتراك الذين يسعون لتوسيع أعمالهم في الخارج.

ونقلت من كلمات جلال الدين الرومي "مجاز البوصلة"، التي شبّه فيها نفسه ببوصلة تتجه إحدى يديها لجهة واحدة، في حين تطوف الأخرى حول العالم، مشيرةً إلى أنّ "اليد الثابتة" للمرأة في السلك الدبلوماسي يجب أن تكون راسخة في الثقافة والقيم التاريخية والتقاليد التركية، في الوقت الذي تُراكِمُ فيه الأُخرى خبرة عالمية. وصرحت بأنّ عملاً مثل هذا يمثّل قيمة عالية للمصالح التركية.

وقالت السيدة أردوغان إنّ تركيا ارتقت إلى مكانة بارزة في العالم خلال العقد الماضي، لكنّها عانت كذلك من حملات ضدّها، خاصة في عام 2014. وذكرت أنّه "لم يكن الدّفاع عن الحرية والنّضال في وجه الظالمين الذين يجبرون الناس على دفع الثّمن أمراً سهلاً أبداً على مرّ التاريخ. وعلى الرغم من الحملات التي واجهتها تركيا، فقد دافعت عن النّظام المبني على أساس وعي الشّعب وإنسانيته، ووقفت إلى جانب المظلومين دون تمييز. لقد تحلّينا بالصّبر والفضيلة، ووقفنا إلى جانب الحقيقة لأنّ الحقيقة قُوّة بِذاتِها تتجاوز التّحيّز. حان الوقت لإبلاغ العالم كيف صمدت تركيا في وجه التحديات بطريقة صحيحة وصوّبت الأخطاء والصّورة السلبية الّتي رسمها الإعلام الغربي لها".

كما صرّحت أمينة أردوغان بأنّ النساء في المناصب الدبلوماسية يضطلعن بواجب مهم في وقت تتدهور فيه الظروف في الشرق الأوسط، وتتصاعد فيه الإسلاموفوبيا في أوروبا. وقالت: "علينا أن ننقل التجربة التركية إلى العالم بأبهى صورة". وأضافت أنّ حساسية النّساء، وتعاطفهم وقدرتهم على التّضحية بأنفسهم من شأنها أن تُساعد في حلّ عدد من المشاكل التي يواجهها العالم الآن. وذكرت السيدة أردوغان مشروعاً لمساعدة الأطفال المُحتاجين ترأسُه بالتّنسيق مع زوجات وُلاة المُحافظات التركية، وقالت إنّ بإمكان زوجات المُحافظين أن يُطلِقوا مشاريع شبيهة في الدّول التي يعمل فيها أزواجُهنّ.

وقد صُنِّفت تركيا في زمن تولي رجب طيب أردوغان رئاسة الوزراء من بين أول عشرين دولة من حيث امتلاك قوة ناعمة مؤثّرة وفقاً لدراسة أجرتها مجلّة "مونوكل Monocle". وتسعى حكومة حزب العدالة والتنمية التي تدخل عامها الثالث عشر في السلطة هذه السّنة، إلى سياسة خارجية أكثر فعّالية مقارنة بسابقاتها من حيث نهج القوة الناعمة. وقد تمكّنت الحكومة من تعزيز الاستثمار الخارجي في البلاد والاعتراف بتركيا كطرف مؤثّر في الشؤون الدولية والإقليمية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!