محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

هناك تهديد أشد سخونة من الاحتباس الحراري وأقرب منه، بدأ بالتأثير على السياسة العالمية بأسرها.

تمامًا كما كان الحال عليه بُعيد الحرب العالمية الثانية، بدأت موجة استقطاب في العالم، وكأنه يكتوي شوقًا إلى الحرب.

حكومة حرب

بدأت الولايات المتحدة من جهة وروسيا من جهة أخرى الكشف عن مدى تطور أسلحتهما النووية.

يصف الإعلام العالمي التشكيلة الجديدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها "حكومة حرب". أما أوروبا، التي تقف في الجبهة المقابلة في حرب التجارة ضد الولايات المتحدة، فيبدو أنها عادت لتبث على التردد نفسه مع واشنطن في قضية طرد الدبلوماسيين الروس.

الصين تقف إلى جانب روسيا

لكن روسيا بوتين لا تقف وحيدة في الميدان.. على سبيل المثال، تقف بكين بصراحة إلى جانب موسكو..

الناطق باسم الخارجية الصينية قال بخصوص طرد الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية الدبلوماسيين الروس: "ينبغي علينا اليوم التخلي عن الاستقطاب وأساليب الحرب البادرة".

الولايات المتحدة و"العمال الكردستاني"

تركيا واحدة من البلدان الأكثر دفعًا لثمن انعكاسات التوترات العالمية على المنطقة التي توجد فيها. وفي فترة التصعيد الجديدة المعروفة باسم "الحرب بالوكالة"، عملت الولايات المتحدة على تعزيز موقفها في مواجهة روسيا بضخ الأسلحة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي، فرع حزب العمال الكردستاني في سوريا، وكأنه دولة حليفة لها. وأنشأت المطارات من أجل تسهيل الوصول إلى الحزب.

جبهة جديدة

تسعى الولايات المتحدة، من جهة أخرى، إلى تشكيل جبهة جديدة في الشرق الأوسط تتكون من إسرائيل والسعودية والإمارات ولبنان. أما هدف هذه الجبهة فهو إيران وتركيا وقطر.

تعتبر هذه الجبهة عملية "غصن الزيتون" التي تنفذها تركيا من أجل حماية حدودها، وكأنها موجهة ضد كل البلدان.

ومن بين المتخوفين من العملية أيضًا الاتحاد الأوروبي، الذي نواجه معه من عدد لا يُحصى من المشاكل، أُضيف إليها مؤخرًا مسألة الخلاف على التنقيب عن الموارد الطبيعية في قبرص.

ماذا نفعل؟

ماذا ينبغي علينا أن نفعل؟ الإجابة عن هذا السؤال في الفترة الحالية تختلف من يوم لآخر. سنفعل كل شيء من أجل مصالح بلدنا وأمنه القومي.

علينا أن نتابع الوضع المتغير بسرعة كبيرة، ونشرح وجهة نظرنا للعالم بشكل جيد. لم يعد ممكنًا أن تكون تركيا دولة تابعة للتحالف الأمريكي، كما كانت في عصر الحرب الباردة.

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس