أكرم كيزيلتاش – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس

قدّم القائد العام لحزب العدالة والتنمية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان لناخبيه عهوداً عديدة خلال خطابه الأخير في ولاية اسطنبول قائلاً: "ستتفوّق تركيا على الحضارات المعاصرة وتتحوّل إلى قوة عظمى، كما ستنخفض نسبة الفوائد والضرائب وستعود قيمة العملة التركية للارتفاع، إضافةً إلى تحسين مدخول المواطنين وتحسين ظروف المعيشة في البلاد، وكذلك سيزداد استقلالنا السياسي عن القوى الخارجية وتتحوّل المدن التركية إلى مراكز سياحية وحضارية تمثّل الفن والثقافة في جميع أنحاء العالم".

لكن هل يمكن تحقيق جميع ما ذكره أردوغان خلال خطابه؟ بالطبع نعم، إذ نلاحظ خلال فترة حكم حزب العدالة والتنمية أن المدخول القومي قد ارتفع بنسبة 3.5 أضعاف عن السابق، إضافةً إلى ارتفاع نسبة التصدير بنسبة 5 أضعاف أيضاً، وكذلك انخفاض الفوائد والضرائب وزيادة استقلال تركيا على جميع الأصعدة في الساحات الدولية، لذلك فإن العهود التي يقدّمها أردوغان سيتم تحقيقها بالتأكيد، لأن حزب العدالة والتنمية لا يقدّم عهوداً يعجز عن تنفيذها.

إن مطالب الرئيس أردوغان من شعبه واضحة جداً، وهي الاتحاد والتآخي والهمّة وقوة الإرادة والتعاون من أجل إفساد المخططات التي أحيكت ضد تركيا، ووضّح أردوغان هذه الألاعيب من خلال العبارات التالية:

"ازداد غضب القوى الدولية وانفخضت قدرتها على التحمل تجاه تركيا، وذلك بسبب تقدمّ الاقتصاد التركي وانخفاض نسبة الديون لصندوق النقد الدولي وتأسيس الجسور والأنفاق والسدود والمطارات ومحطات القطار السريع وتطوّر مجالات التعليم والطب والطاقة وزيادة الاستثمارات في البلاد".

تهدف القوى الخارجية بشكل رئيس إلى دفع تركيا للتراجع والخفض من استقلاليتها وقوتها على جميع الأصعدة، لكن باءت جميع محاولات هذه القوى الإمبريالية بالفشل، وفي الوقت نفسه يتوضّح أنها لن تتوقّف عن سعيها وستستمر في الضغط على تركيا باللجوء إلى جميع الأساليب المشروعة والغير مشروعة من أجل الوصول إلى غايتها.

إن محاولات القوى الخارجية والسعي لتحقيق مصالحها الشخصية من خلال إجراء الحسابات المبنية على الوقوف في وجه مصالح تركيا هو أمر طبيعي جداً ويمكن إدراكه ببساطة، لكن لا يمكن إدراك سبب دعم بعض الجهات الداخلية للقوى الخارجية التي تحاول الوقوف في وجه نهوض تركيا وتحقيق اكتفاءها الذاتي.

إن عدم احتواء خطابات هذه القوى الداخلية على أي كلمة تشير إلى رغبتها في المساهمة بتقدّم تركيا أو على الأقل إبقائها في مركزها الحالي، وكذلك تقديمها للعهود المشيرة إلى اتخاذ خطوات ستؤدي لتراجع أرباح البلاد وهدم ما تم إنشاؤه إلى الآن، جميع هذه التطورات تُظهر أن هذه القوى مستعدّة لاتخاذ خطوات ستدفع بتركيا للتراجع بدلاً من التقدّم.

تمثّلت المرحلة الأولى من هذا العداء في إثارة الفوضى خلال مسيرة "تقسيم" التابعة لولاية إسطنبول بتاريخ 17-25 كانون الأول/ديسمبر وإيقاف شاحنات النقل التابعة لمنظمة الاستخبارت الوطنية وأخيراً محاولة انقلاب 15 تموز/يوليو 2016، وجاء الوصف لما بعد ذلك من الرئيس أردوغان على الشكل التالي: "بعد فشلهم في تدمير البلاد من الداخل لجؤوا إلى محاولة حصار تركيا من خلال تأسيس ممر إرهابي على الخطوط الحدودية، ولكننا تمكّنا من تدمير هذا الممر الإرهابي أيضاً".

كما وصف الرئيس أردوغان التغييرات التي ستشهدها تركيا مع الانتقال إلى النظام الرئاسي بالعبارات التالية: "اتخاذ القرارات وتنفيذها بسرعة أكبر والإحكام في إدارة الخطوات المتخذة، إضافةً إلى زيادة رفاهية المجتمع وسرعة النهوض، والسعي إلى تحقيق أهداف 2023 و2053 و2071 بخطى واثقة، وكذلك انخفاض الفرق الموجود بين أصناف مدخولات البلاد نتيجةً لارتفاع نسبة المدخول الوطني وتوزيعه على البنية التحتية للشعب ضمن مجال أوسع من السابق".

عن الكاتب

أكرم كيزيلتاش

كاتب في صحيفة تقويم


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس