ترك برس

رأى الدكتور محمد مختار الشنقيطي، أستاذ الأخلاق السياسية بجامعة حمَد بن خليفة في قطر، أنّ الأردن بدأ يقترب أكثر من المحور التركي القطري.

وخلال حديثه مع "شبكة رصد"، علّق الشنقيطي على توقيع مجموعة من النواب الأردنيين والقطريين، الأحد، على مذكرة مشتركة تطالب رئيس وزراء الأردن، هاني الملقي، بإعادة التمثيل الدبلوماسي في قطر إلى مستواه الطبيعي.

وقال الشنقيطي إنّ المستوى الرفيع وغير الاعتيادي لتمثيل الأردن في قمة إسطنبول الإسلامية بشأن القدس، مع غياب قادة معسكر "صفقة القرن" يدلان أيضًا على أنّ الأردن بدأ يقترب أكثر من المحور التركي القطري.

ورأى أستاذ الأخلاق السياسية بجامعة حمَد بن خليفة، أنّ إعادة العلاقات الكاملة بين الأردن وقطر مسألة وقت لا أكثر.

وشارك العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، مع أربعة من أمراء العائلة المالكة في قمة منظمة التعاون الإسلامي الطارئة التي انعقدت في مدينة إسطنبول الأسبوع الماضي، على خلفية قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

وحضّ العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال اتصال هاتفي سبق قمة إسطنبول، العالم العربي والإسلامي على تكثيف الجهود لوقف  اعتداءات وعنف إسرائيل ضد الفلسطينيين.

وأعلن الأردن في 6 يونيو/حزيران من العام 2017 عن تخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع قطر وسحب سفيره من الدوحة، فيما طالبت الحكومة الأردنية السفير القطري بمغادرة عمان.

وتعصف بمنطقة الخليج أسوأ أزمة في تاريخها إثر قيام السعودية والإمارات والبحرين ومصر، بقطع علاقاتها مع قطر، في 5 يونيو/حزيران 2017، بدعوى دعم الأخيرة لـ"الإرهاب"، وهو ما نفته الدوحة، معتبرةً أنها تواجه "حملة افتراءات وأكاذيب" تهدف إلى سلبها القرار الوطني.

وقبل أيام، حذّر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، من أن "قرار الولايات المتحدة هذا (نقل السفارة الأمريكية إلى القدس) خاطئ، وعلينا انتهاج موقف مشترك حياله، لكننا نلاحظ في الآونة الأخيرة نوعًا من التراجع والتردد داخل العالم الإسلامي في هذا الصدد وخاصة جامعة الدول العربية".

وقال جاويش أوغلو: "نلاحظ تراجعًا في مواقف بعض الدول بشأن الدفاع عن القضية الفلسطينية، جراء تخوفات من الولايات المتحدة، وهذا خطأ فادح جدًا لن يصفح عنه التاريخ والأمة، وعلى هذه الدول ألا تمارس ضغوطًا على الأردن وفلسطين".

وشدد على أن "تركيا لن تلتزم الصمت، وستواصل دفاعها عن القضية الفلسطينية حتى لو سكت الجميع حيال قضية القدس وأحجموا عن نصرة فلسطين".

في السياق، يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك، البروفيسور أنيس الخصاونة، أن الأردن أعاد حساباته ورأى أن ينسق مع جهات وازنة في المنطقة مثل تركيا، خصوصا بعد قرار ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، وبعد ضغوطات من دول عربية، خصوصا الخليجية؛ لذا فقدنا بعض التحالفات.

ويرى الخصاونة أن "هنالك تنسيقا أردنيا تركيا بدأ يتمحور بخصوص القضايا العربية والإسلامية، خصوصا القضية الفلسطينية، التي تحتاج إلى مؤازرة كبيرة جدا؛ كون الأردن المدافع الأكبر عن قضية القدس، وتشاطره تركيا بقيادة أردوغان الموقف ذاته، ما يشير إلى أن العلاقات بين الجانبين تتجه نحو التعزيز مستقبلا؛ بسبب وجود أهداف موحدة تعود بالخير على القضية الفلسطينية، التي تعيش أصعب أوقاتها".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!