صلاح الدين تشاكرغيل – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

ذكر الصحفي المصري الراحل "محمد حسنين هيكل" أن الرئيس الأمريكي السابق "كارتير" اجتمع بممثلي أنظمة بعض الدول العربية، وقال لهم: "انشغلوا بإيجاد حل للأزمات الموجودة بين الدول العربية وليس بإسرائيل".

وفي هذا السياق نذكر التقرير الصادر عن إحدى مراكز الأبحاث الاستراتيجية في تل أبيب قبل عدة سنوات، إذ كان مضمون التقرير ينص على ضرورة تشكيل بعض المجموعات الرسمية من أجل إيجاد حل للخلافات الموجودة بين الفئات التركية والعربية والكردية والفارسية والسريانة وإلخ... الموجودة في المنطقة.

كما نرى منذ البداية كانت جميع التطورات تجري لصالح بقاء إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، وبذلك عندما تظهر أفكار جديدة لإيجاد حل للخلافات الطائفية والعسكرية والجغرافية والاقتصادية الموجودة بين دول وشعوب المنطقة تتم دعوة القوى الخارجية مثل أمريكا وإسرائيل وروسيا من أجل إنقاذ مصير المنطقة وإنهاء الفوضى الناشبة، ولذلك إن انشغال الشعوب الإسلامية بمشاكلها الأهلية وإهمالها للخطر الحقيقي لا يمكن تفسيره بشيء سوا العجز والضعف في إبصار الواقع.

خلال هذه المرحلة تستمر العداوة الناشبة بين السعودية-الإيرانية بالتزايد، بالضبط كما تريد أمريكا وإسرائيل، إذ تزعم معظم وكالات الإعلام العربية أن إيران أشد خطراً من إسرائيل، وهناك من يؤيد هذه المزاعم في تركيا أيضاً، في حين أن إيران تتظاهر بأنها تتبّع الدين الإسلامي الأكثر صحّةً، وتستغل هذه المزاعم في جذب الشعوب الإسلامية لطرفها وبالتالي في التغطية على مخططاتها الشيطانية.

في الوقت الحالي تسعى أمريكا ودولة الاحتلال لزيادة الضغط على إيران من خلال المواقف العدوانية والطائشة للرئيس الأمريكي "ترامب"، وتزعم أنها لا تمتلك أي خطة بديلة سوى الحرب.

يهتم النظام السعودي بضمان مصالحه الشخصية واستغلال الفرص المتشكّلة أمامه خلال هذه الفترة، ولذلك يساهم في الضغط على إيران من أجل تصفية حساباتها مع الأخيرة، وبالمقابل صرّح الضبّاط الإيرانيون بأن أي خطوة سيتخذها النظام السعودي في هذا الصدد ستدفع إيران لقصف المملكة السعودية إلى أن لا يبق منها أي ولاية عامرة عدا مكة والمدينة المنورة، وهذه التهديدات الصادرة عن الجهات الإيرانية تدفع السعودية للتقارب مع أمريكا بشكل أكبر.

في هذا السياق يتوضّح أن عدم توقّف إيران عن صناعة المفاعلات النووية والباليستية واستمرارها بالتدخّل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة مثل سوريا والعراق واليمن ولبنان سيدفع أمريكا إلى تشديد الحصار وزيادة العقوبات المفروضة على الحكومة الإيرانية، وبالمقابل أباحت الأخيرة بأنها ستضاعف سرعة تصنيع الأسلحة النووية رداً على الموقف الأمريكي.

ومن جهة أخرى طالبت روسيا بانسحاب الميليشات الشيعية التابعة لإيران وحزب الله من الأراضي السورية، مشيرةً إلى أن إيران ستبقى لوحدها أمام الاتفاق الأمريكي-الإسرائيلي-السعودي، ووكالات الإعلام الإيرانية تعكس القلق الناتج عن هذه المسألة خلال الفترة الأخيرة.

أما بالنسبة إلى موقف تركيا فقد أفاد الرئيس أردوغان بأن القرارات الأمريكية المتّخذة تجاه إيران غير صائبة، ويجب على ترامب إعادة التفكير في بعض النقاط الهامة، لكن في المقابل من الغريب أن بعض وكالات الإعلام الرسمية وغير الرسمية في إيران تصرّح ببيانات ضد تركيا وأردوغان، ولا يمكن إيجاد سبب واضح لهذا الموقف.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس