ترك برس

تناول تقرير في صحيفة ألمانية أبعاد القلق الذي ينتاب حلف شمال الأطلسي (ناتو) من التعاون العسكري بين تركيا وروسيا.

واستعرض تقرير صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ"، أبرز سمات التحالف العسكري الروسي التركي، حيث تسعى أنقرة لتطوير نظام دفاعي مشترك مع موسكو، وفق موقع "عربي21".

وقد أثار هذا الأمر قلق حلف الناتو وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن اقترح أردوغان على بوتين العمل بشكل مشترك لتطوير منظومة صواريخ "إس - 500" .

وقالت الصحيفة إن تركيا تسعى من خلال التعاون مع روسيا إلى تطوير نظام دفاع جوي جديد، لن يكون من الممكن إدماجه في المنظومة العسكرية لحلف الناتو.

وأضافت أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن في حوار تلفزيوني مساء الأربعاء، أنه اقترح على نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، العمل بشكل مشترك لتطوير نظام الدفاع الصاروخي "إس - 500".

وذكرت الصحيفة أنه في كانون الأول/ ديسمبر الماضي كانت موسكو قد منحت أنقرة قرضا بقيمة تناهز 2 مليار يورو، بغرض شراء منظومة الصواريخ "إس - 400"، التي ستدخل حيز الاستخدام بداية من سنة 2020.

وأوضحت الصحيفة أن أردوغان برر هذا القرار، برفض الدول الغربية بيع تركيا ما تحتاجه من أسلحة، أو مساعدتها على تصنيعها، على الرغم من أنها دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

كما اعتبر أردوغان أن هذا التعاون المشترك مع موسكو، بغض النظر عن انتقادات الدول الأعضاء في الناتو، يأتي كرد فعل على عرقلة مجلس الشيوخ الأمريكي لمشروع صفقة تزويد أنقرة بالطائرات المقاتلة "إف - 15". ويعزى هذا الرفض بالأساس إلى تواصل احتجاز قس أمريكي في تركيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقات بين واشنطن وأنقرة تشهد توترا متواصلا منذ وقت طويل. فقد وجه أردوغان انتقادات لواشنطن، على خلفية وجود رجل الدين فتح الله غولن على أراضيها. وقد اتهم غولن بأنه العقل المدبر وراء محاولة الانقلاب الفاشلة، التي حدثت في تموز/ يوليو 2016.

أما في سوريا، فتدعم واشنطن أيضا بعض الميليشيات المسلحة التابعة لمنظمة حزب العمال الكردستاني، التي تصنفها أنقرة على أنها منظمة إرهابية.

وذكرت صحيفة حرييت التركية، يوم الخميس، أن واشنطن طلبت من أنقرة عدم استخدام منظومة الصواريخ "إس - 400" وعدم نشرها على الأرض، حتى لو أتمت صفقة شرائها، وذلك على غرار ما طلبته من اليونان في السابق فيما يخص منظومة صواريخ "إس ـ 300" الروسية.

وفي الختام، أكدت الصحيفة أن أردوغان رفض هذا الطلب، معتبرا أنه من غير المنطقي أن تمتلك تركيا هذا النظام الدفاعي ولا تستخدمه. كما ذكر الرئيس التركي أن بلاده تواجه تحديات أمنية كبيرة في ظل ما تشهده المنطقة من توترات.

في السياق، يرى غريغوري كوبلي، رئيس تحرير الطبعة الأمريكية من مجلة Defense & Foreign Affairs أن من غير الواضح بعد مدى جدية واشنطن في عرقلة الاتفاق بين تركيا وروسيا.

وأضاف كوبلي أن "لدى الولايات المتحدة العديد من الأدوات للضغط على أي بلد. على سبيل المثال، فإن تركيا تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا الأمريكية"، وذلك، في رأيه، يمكن أن يكون قاتلا لصناعة الطيران والفضاء في تركيا، وقد يؤدي في النهاية إلى شلل في عمل المطارات التركية.

ومع ذلك، قبل الضغط إلى هذا الحد على أنقرة، سيكون على واشنطن الاتفاق على ذلك مع الاتحاد الأوروبي. فقد تعاني مصالح بلدان الاتحاد الأوروبي، وثيقة الصلة بالاقتصاد التركي، من العقوبات الأمريكية على أنقرة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!