ترك برس

تعليقا على نتائج الانتخابات التركية الأخيرة، رأت مجلة "نيو إيسترن أوت لوك" الروسية، أن فوز الرئيس أردوغان خبر سيء للغرب، حيث إن مسار السياسة التركية الخارجية في الأوقات الأخيرة شهد تحولا عن سياسة التكامل مع أوروبا، والتوجه نحو اندماج محتمل مع أوراسيا، ولهذا كان الكثيرون في الغرب يأملون في وقف هذا التحول إذا هُزم أردوغان في الانتخابات الأخيرة.

وأضاف الموقع أن هناك تحديات أمام اندماج تركيا في أوراسيا، مثل الأزمة السورية حيث يتوقع أن تشهد مساومات شاقة، ولكن الخبر السار على الرغم من التحديات هو أن الواقع على الأرض يؤيد إعادة تشكيل أوراسيا من خلال الاندماج التركي.

وفي مقابل علاقات تركيا المتوترة مع الغرب، فإن علاقاتها مع إيران أكثر من مستقرة، وكذلك مع روسيا في مجال الطاقة والدفاع مع روسيا. وعلى عكس الزعماء الأوروبيين الآخرين، لم يتأخر بوتين لحظة في توجيه رسالة تهنئة إلى أردوغان على فوزه في الانتخابات.

ويلفت التقرير إلى أن إشارة بوتين في تهنئته إلى موقف تركيا من السياسة الخارجية ذات مغزى كبير، ليس لأن روسيا وتركيا تعاونتا في سوريا فقط، بل لأن روسيا تفهم أن علاقاتها مع تركيا تحمل المفتاح للقضاء على التيار المتطرف الذي تمدد في المنطقة بأكملها، وما يزال يهدد بالانتشار في آسيا الوسطى.

وأوضح أن بيت القصيد في رسالة بوتين هو أوراسيا، وليس أوروبا، مما يؤكد على ما تسعى إليه تركيا، لأنه باندماجها في أوراسيا يمكنها أن تضع نفسها على المستوى الإقليمي باعتبارها الرابط الإقليمي الأساسي في طرق الحرير الجديدة. وبالفعل تغريها روسيا والصين بالانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون، ما  يعني أن هذا العرض أفضل بالتأكيد من محاولة الانضمام إلى نادي الاتحاد الأوروبي الذي لا يريدها ويعدها "ديمقراطية غير ليبرالية".

ويشير التقرير إلى أن النظرة الغربية لأردوغان على أنه مستبد، ليست فقط ما يدفع تركيا نحو أوراسيا، إذ تتصاعد المعارضة من داخل تركيا للانضمام إلى الاتحاد. وهناك بعض الشخصيات من حزب الحركة القومية الذي انضم إلى الائتلاف الحاكم الذين لا يريدون أن يكونوا جزءًا من الاتحاد الأوروبي.

ويخلص التقرير إلى أن الطريق أصبح ممهدا أمام اندماج تركيا في أوراسيا، حيث كانت مصالح تركيا في سوريا والعراق وليس الاتحاد الأوروبي هي التي وجهت الحملة الانتخابية لأردوغان. وفي المقابل، فإن المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي قد وصلت إلى طريق مسدود بالفعل.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!