علي خيري - مدونات الجزيرة

الانتخابات التركية مزورة، تلك حقيقة مؤكدة لا تقبل الجدل، وهذا اليقين جائني من المصدر الذي أمدني بتلك المعلومة الخطيرة، ذلك المصدر الذي لم يقتصر علي القول بتزوير الانتخابات، بل إنه تفضل وحدد الفائز الحقيقي بهذة الانتخابات، التي لفتت أنظار الجميع.

أعرف عزيزي القارئ أنك تتسائل عن هذا المصدر الذي أتي بمعلومات لما يسبقه إليها أحدا من العالمين، ولكني علي ثقة أنك ستتأكد من صحة هذه المعلومات، عندما أقول لك أن مصدرها هو ما يطلق عليه "الإعلامي" أحمد موسي، هذا "الإعلامي" الذي تفرد باكتشاف وفضح التزوير الفادح الذي قام به أردوغان وحزبه في الانتخابات وهو جالس علي مقعده بالقاهرة.

ولقد تفضل الأستاذ أحمد موسي بالكشف عن الطريقة التي زور بها أردوغان الانتخابات قائلا: إن أردوغان فتح التصويت لجميع من يؤيده، وذلك بغض النظر عن جنسيته –عزيزي القارئ لا تضحك الآن فأنا أعدك أن القادم أظرف بكثير– فلو أنك مصريا إخوانيا عميلا صهيونيا، وتحارب مصر بحروب الجيل الخامس، وتؤيد أردوغان ولا تحمل الجنسية التركية، فأنت تستطيع المشاركة في الانتخابات التركية، والتصويت لصالح أردوغان، كل ما عليك هو إعلام أردوغان برغبتك في التصويت لصالحه، وهو سيقوم بإدخالك إلى اللجنة وإشاركك في العملية الانتخابية" هكذا قال الأستاذ أحمد موسى.

وبناء على هذة الجرائم الأردوغانية قام الأستاذ أحمد موسى بتوجيه نداء إلى الشعب التركي بالوقوف في وجه هذا الاستبداد والقهر، والنزول إلى الشوارع لمجابهة الظلم والتزوير، ولكني لا أعلم لماذا لم يستجب الشعب التركي لهذا النداء؟، مع أن الأستاذ أحمد موسى كان صوته مرتفعا للغاية، أمن الممكن أن يكون الشعب التركي لا يفهم العربية مثلا!

لكن الأستاذ أحمد موسى لم يتوقف على مجرد التنديد بالتزوير الفج الذي قام به المدعو رجب الطيب أردوغان، بل إنه تفضل وقام بتنصيب السيد محرم إنجي رئيسا "شرعيا" للجمهورية التركية، على الرغم من خروج محرم إنجي منذ اللحظات الأولى بتصريح يقر فيه بفوز أردوغان، وعلى الرغم من أنه خرج في اليوم التالي بخطاب قال في أجزاء منه: "إن الأرقام والنتائج واضحة، وعدم الاعتراف بها سيكون خيانة للديمقراطية - أردوغان فاز، سأهاتفه للتهنئة وربما أزوره.- إن لم تكن مستعدا لتهنئة الفائز حين تخسر، فلا يجب أن تدخل السباق"، فإن الأستاذ أحمد موسى صمم على رأيه واستمر في عدم اعتبار أردوغان رئيسا شرعيا للجمهورية التركية، الأمر الذي أظن أنه سيؤثر جدا في الموقف القانوني لأردوغان ونظره العالم لشرعيته كرئيس!.

ولم يكن الأستاذ أحمد موسى هو المكتشف الوحيد للطوام! التي حدثت في الانتخابات التركية، فقد كتب الإماراتي حمد المزروعي تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر كشف فيها عن الطريقة التي وصل بها أردوغان إلى النجاح في الانتخابات وقد أوضح فيها أن المدعو أردوغان يقوم بإجبار المساجين على التصويت لصالحه! –ألم أعدك بالمزيد من الضحك- وأفضل الردود التي قرأتها على هذة التغريدة المضحكة، هو قول أحد الأصدقاء: "إن أردوغان وحزبه هددوا المسجاين بإخراجهم من السجن إذا لم يصوتوا لهم!.

هذة أمثلة بسيطة لحالة الهيجان والسعار التي انتابت أبواق الاستبداد والقمع بعد نتيجة الانتخابات التركية ، وأنا بطبيعة الحال لم أتفاجئ من غضبهم أو انزعاجهم لأن أردوغان فاز برئاسة الجمهورية التركية، ولكني استغربت جدا من الطرق التي عبروا بها عن هذا الانزعاج.

 استغربت من سخافة حججهم والتي تدل على مدى احتقارهم لعقول من يتابعهم ويسمع لهرائهم، ألا يخجلون ونحن نعيش في بلاد ينجح فيها الرئيس أو الزعيم أو القائد بنسبة 99.9999%، ألا يخجلون ونحن في بلاد لا تعرف بعض أقطارها معنى الانتخابات في الأساس، لست هنا في معرض المقارنة بين رئيس نجح بنسبة 52.7% وأخر يضع بقلمة نسبة نجاحه، ولست هنا حتى لمطالبه هؤلاء بالإنصاف، ولكني أريد منهم فقط أن يتعبوا رؤسهم وينقبوا عن حجج بها الحد الأدني من المنطق، كحجة أن أردوغان أغرى الناس بالزيت والسكر لينتخبوه مثلا!.

أخيرا أقول للشعب التركي ولكل شعب عرف طريق الحرية واستطاع أن يحافظ عليه ولا يتوه في سبل المؤمرات، إني أغبطكم وأدعو الله  أن أقف قريبا أمام صندوق الانتخابات كما وقفتم لاختار من يحكمني، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس