ناغيهان آلتشي – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

يظهر القرار الفضيحة الذي اتخذته الولايات المتحدة بفرض عقوبات على وزيري الداخلية والعدل التركيين أن الأمور انفلتت من عقالها في واشنطن، وأن الإدارة الأمريكية أصبحت تمامًا تحت سيطرة الإنجيليين.

كتبت في مقالة سابقة لي أن هناك أمور مثير للريبة في قضية القس الأمريكي أندرو كريغ برانسون. وكأن هناك يد خفية في الولايات المتحدة تسعى لاستغلال برانسون من أجل إلحاق الضرر بالعلاقات التركية الأمريكية.

وقلت إن هذه اليد الخفية عازمة على تحقيق هدفها إلى حد أنها قد تلجأ إلى قتل برانسون. كان لمقالتي المذكورة أصداء واسعة، حيث اتصل بي المدير العام للأمن جلال أوزون قايا، وأبلغني أن التدابير الأمنية أمام منزل القس رُفعت إلى أعلى المستويات.

قائد قوات حلف الناتو في أوروبا الفريق أول كورتيس مايكل سكاباروتي، وهو في الوقت نفسه قائد القوات الأمريكية في أوروبا، زار أمس مقر قيادة قوات الناتو في مدينة إزمير.

في الواقع، من الصعب التفكير بأن زيارة سكاباروتي إلى إزمير منفصلة عن قضية برانسون، الخاضع للإقامة الجبرية في المدينة المذكورة.

كانت إزمير جزءًا من زيارة إلى تركيا مخطط لها من قبل، لكن عندما يتعلق الأمر بهذه المدينة فإن الأنظار تتوجه لا إراديًّا إلى برانسون مباشرة.

فالتدابير الأمنية المفروضة حول منزل القس ارتفعت إلى أعلى المستويات مع توجه القائد الأمريكي إلى إزمير.

لا زلت أعتقد أن العقل السليم سوف يغلب على الأمر في نهاية المطاف. مهما فعل من يسعون إلى جر إدارة ترامب إلى القيام بعمل ما، فإن الولايات المتحدة لن تسمح بأن تنقطع علاقاتها مع تركيا، في وقت بدأت فيه عملية إعادة تشكيل سوريا، وأصبح الوضع في الشرق الأوسط من الغموض بحيث لا يمكن استشرافه.

حتى الأوساط التي تكره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في واشنطن، ستحول دون تعرض مصالح الولايات المتحدة لأضرار، قبل أن تلحق خسائر بتركيا.

لكن، ماذا سيحدث بعد الآن؟ التقى وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو بنظيره الأمريكي مايك بومبيو في سنغافورة. هذا اللقاء كان مخطط له مسبقًا وليس وليد الأحداث الراهنة، لكن المرجح أنه تناول قرار العقوبات ومسألة برانسون.

مصادر في الخارجية التركية أبلغتني أن:

* التعصب المفرط لنائب الرئيس الأمريكي مايك بنس واحد من أهم الأسباب التي أوصلت الأمور إلى هذه الحالة.

* هناك مشكلة في التواصل بين الجانبين، والخارجية التركية تعاني من صعوبات في توضيح الأمور التي يسيئ الجانب الآخر فهمها.

* لا يرتأي أي من رجال الدولة التركية تسليم القس، الذي سبب أزمة خطيرة في العلاقات التركية الأمريكية، إلى بلاده.

* تؤكد الخارجية في كل مناسبة أن تركيا ستصر على موقفها المبني على حسن النية وضبط النفس.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس