هاشمت بابا أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

"التحالف التركي الممتد 60 عامًا انتهى".

هذا تصريح قديم بعض الشيء.

متى أُدلي بهذا التصريح؟

في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015..

أي في عهد باراك أوباما..

من أدلى به؟

دانيال بايبس، الذي يُقال إنه كان عنصر استخبارات في شبابه، وأقام لفترة من الزمن في تركيا، وهو أكاديمي ومؤرخ مختص بشؤون الشرق الأوسط.

تصريح بايبس هذا جاء في معرض رده على أسئلة لصحيفة آيدن التركية، وأضاف فيه: "تركيا لم تعد تستمع لكلام واشنطن".

أود أن ألفت انتباهكم إلى أن بايبس كان آنذاك مستشار وزارة الخارجية الأمريكية.

***

هناك البعض بيننا ممن يعشقون أمريكا يبذلون الجهود لتحميل ترامب الذنب كله وتبرئة ساحة الولايات المتحدة..

وهم نفسهم يسعون لإقناع الشارع التركي بأن المياه ستعود إلى مجاريها فورًا إذا سلمنا القس برانسون إلى أمريكا..

لكن الأمر ليس كذلك!

لذلك بدأت المقال بالتذكير بتصريح بايبس.

لا يحدث أي شيء في العلاقات الدولية (السياسية والاقتصادية والعسكرية) فجأة.

تتطلب رؤية نتائج القرارات المتخذة وقتًا، لأن مرحلة تحضيرية طويلة تسبقها.

تصريحات الكثير من الدبلوماسيين والعسكريين المتقاعدين والأكاديميين في كوادر الإدارة الأمريكية جاءت ضد تركيا عقب المحاولة الانقلابية، وهذا ناجم عن معرفتهم بأن التحالف بين أنقرة وواشنطن أصبح طي النسيان.

بل إن مستشار الأمن القومي الحالي للبيت الأبيض جون بولتون قال آنذاك: "لا تنتظروا مني أن أذرف الدموع من أجل أردوغان".

***

إذا كنا لا نلتفت لهذه الأمور أو ننساها.. فعلى الأقل علينا أن في غاية الانتباه عندما نتذكرها.

إذا كان الموضوع مرتبط بالعلاقات التركية الأمريكية، فالأمر سيان سواء أكان ترامب في الرئاسة أم أوباما.

بطبيعة الحال تختلف أساليبهما واستراتيجياتهما وجماعات الضغط التي تقف وراءهما.

لكن هناك حقيقة لا يمكن إنكارها:

الدولة العميقة في أمريكا قررت منذ زمن بعيد أن التحالف مع تركيا لم يعد ساريًا وعليه بدأت بالتصرف.

الأمر نفسه يندرج على العلاقات الأمريكية الروسية والأمريكية الصينية.

وبمناسبة الحديث عن دانيال بايبس..

أود أن أذكركم بأمر آخر..

في اجتماع الجمعية البرلمانية لحلف الناتو في سبتمبر 2017، أمسك رئيس منتدى الشرق الأوسط دانيال بايبس بيد أيمره جليك،عضو تنظيم غولن، ورافقه إلى المنبر كي يلقي كلمة.

اعترض البرلمانيون الأتراك، فأجاب بايبس بعدم اكتراث: "إيمره سوف يلقي كلمته بأي حال"، على إثر الاعتراضات ألقى عضو تنظيم غولن كلمته أمام مقاعد خالية، لكنه تحدث.

هذا الحادث وحده كافٍ ليرينا الخيارات الاستراتيجية وشبكة علاقات الولايات المتحدة!

عن الكاتب

هاشمت بابا أوغلو

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس