ترك برس

الحرب الاقتصادية التي تشنها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تركيا لم تكن لها نتائج سلبية فقط على الاقتصاد التركي، بل كان لها ثمار إيجابية غير متوقعة، في مقدمتها أنها فتحت نافذة لإصلاح العلاقات بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.

ويقول الباحث التركي، جان بايدارول، نائب رئيس جمعية دراسات الاتحاد الأوروبي والعولمة، إن الخلاف الحالي بين الولايات المتحدة وتركيا، دفع الاتحاد الأوروبي إلى تبني سياسة أكثر نعومة تجاه أنقرة، بعد أن وجد نفسه في نفس القارب مع تركيا.

وأوضح بايدارول في حديث لوكالة سبوتنيك، أن قادة كبارا في الاتحاد الأوروبي رفعوا أصواتهم للدفاع عن تركيا بعد أن شنت إدارة ترامب حربا اقتصادية على تركيا.

وكانت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، قالت الأسبوع الماضي، إن عدم استقرار الاقتصاد في تركيا لن يكون من مصلحة أحد، وإن ألمانيا ترغب في رؤية الاقتصاد التركي في ازدهار. كما قال مستشار رئيس الوزراء الإيطالي، جيانكارلو جيورجيتي، إن بلاده قد تتعرض لهجوم اقتصادي مثل تركيا.

وأشار الباحث التركي إلى أن أنقرة ردت على هذه التصريحات الإيجابية بالإفراج عن الجنديين اليونانيين اللذين كانا محتجزين في تركيا منذ آذار/ مارس الماضي، وقد قوبلت هذه الخطوة الودية بترحيب من أثينا التي ردت بدعوة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار لزيارة اليونان.

ووفقا للباحث التركي، فإن هذا التوجه الإيجابي يعتمد على المنفعة المتبادلة، ولذلك فإنه يتوقع أن تحدث في المستقبل القريب انفراجة محتملة فيما يتعلق بقضايا مثل تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي وتحرير التأشيرات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.

ورأى بايدارول أن الولايات المتحدة لم تعلن الحرب الاقتصادية على تركيا فقط، ولكن أيضا على الاتحاد الأوروبي.

وأوضح أن هناك 22.000 شركة أجنبية تعمل في تركيا، سبعون في المئة منها من دول الاتحاد الأوروبي، ومن بينها 6000 شركة ألمانية. ومن ثم فإن الاتجاهات السلبية في الاقتصاد التركي تؤثر تاثيرا مباشرا في هذه الشركات، وتضرب مصالح ألمانيا ودول أوروبية أخرى.

ولفت بايدارول إلى أن الاقتصاد ليس السبب الوحيد لاهتمام الاتحاد الأوروبي بتركيا، ولكن أحد أكثر السيناريوهات المخيفة للاتحاد الأوروبي هو احتمال انسحاب تركيا من حلف شمال الأطلسي، علاوة على أن مراجعة أنقرة لسياستها الخاصة باللاجئين قد تتحول إلى كابوس لأوروبا.

وأعرب بايدراول عن اعتقاده بأن ذوبان الجليد بين تركيا والاتحاد الاوروبى ليس ظاهرة قصيرة الأجل، بل بداية مرحلة جديدة في العلاقات بين الجانبين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!