كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

هناك هدف آخر للحرب الاقتصادية المعلنة ضد تركيا، وهي تقوية المعارضة في الداخل. فالقوى الخارجية تأمل أن يعزز حزبا الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطي والحزب الجيد قواهم في أجواء الأزمة. 

ويبدو أن القوى الخارجية بدأت التحرك من أجل إقامة تحالف بين حزبي الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطي في الانتخابات المحلية القادمة، بعد أن فشلت بذلك في انتخابات يونيو الماضي. 

نائب حزب الشعب الجمهوري عن إسطنبول دورسون جيجك قال: "يمكننا أن نرشح عن حزبنا من يتوافقون مع معاييرنا من أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي"، وهذا يوضح خارطة طريق المعارضة خلال الفترة القادمة.

مما لا شك فيه أنه ليس من السهل على حزب الشعب الجمهوري إقامة تحالف مع حزب يعتبر الجناح السياسي لبي كي كي. فعلى الأقل يتوجب إقناع الحاضنة الشعبية للحزب والرأي العام بمثل هذا التقارب. وهذا ما لا يمكن تحقيقه بين يوم وليلة، وإنما ممكن على المدى الطويل. 

من الملاحظ أن قيادة حزب الشعب الجمهوري مصممة على عقد هذا التحالف، وتتقدم على هذا الطريق خطوة خطوة. وتبذل الجهود في كل فرصة من أجل إقناع الحاضنة الشعبية وفروع الحزب وناخبيه بشكل عام. وتلجأ إلى الشخصيات المعروفة في الحزب من أجل حملة الإقناع هذه. 

سنرى إن كان بإمكان القيادة إقناع ناخبي الحزب خلال الفترة القادمة، لكن ما يتوجب التأكيد عليه حاليًّا هو أن القوة التي تجبر حزب الشعب الجمهوري على التحالف مع الشعوب الديمقراطي هي الولايات المتحدة.

تحاول الإدارة الأمريكية شرعنة وتقوية حزب الشعوب الديمقراطي عن طريق حزب الشعب الجمهوري، وبالتالي تخطط لتقسيم تركيا سياسيًّا أولًا، وجغرافيًّا فيما بعد.

رأينا أن الولايات المتحدة استخدمت هذا التكتيك في العراق وسوريا، وأنه جزء من خطتها لتقسيم الشرق الأوسط. أضعفت الإدارة الأمريكية النظامين في سوريا والعراق وأجبرتهما على عقد "تحالفات ديمقراطية" مع المجموعات الانفصالية، لتوفر الغطاء القانوني لهذه الأخيرة. وبعد ذلك أقامت دويلات لتلك المجموعات لتقويض البلدين بعد تقسيمهما.

بطبيعة الحال يمكن أن يكون هناك تقارب وتحالف بين الأحزاب السياسية. لكن مساعي التحالف بين حزبي الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطي يقف وراءها عقل غربي، ومخطط خبيث.

ليس هناك علاقة ديمقراطية وإنما مكيدة سياسية حاكتها الولايات المتحدة. سعي حزب الشعب الجمهوري لإقامة تحالف مع حزب يعتبر الجناح السياسي لبي كي كي، مبادرة خطيرة، ستلحق الضرر الأكبر بحزب الشعب الجمهوري، وربما تكون بداية النهاية له سياسيًّا.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس