ترك برس

ما يزال الاتفاق الثنائي بين الرئيسين التركي والروسي يوم الاثنين الماضي حول مدينة إدلب يحظى ببؤرة الاهتمام في الإعلام الدولي، لا سيما أن الاتفاق أبعد شبح عملية عسكرية كانت تهدد حياة ملايين السوريين في المدينة، وأعطى بارقة أمل في إمكان التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.

وفي هذا الصدد تناول موقع مركز المجلس الروسي للشؤون الدولية إيجابيات الاتفاق حول إدلب والمخاطر المحتملة التي قد تعرقله، في حوار مع جوست هيلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمجموعة الأزمات الدولية.

وفي تقييمه للاتفاق رأى هيلترمان، أن الاتفاق له أربع إيجابيات، أولها وأبرزها أنه منع هجوما عسكريا كان سيؤدي إلى خسائر إنسانية كبيرة بين المدنيين.

وأضاف أن ثاني هذه الإيجابيات، هو أن الاتفاق يبين أنه لا تزال هناك إمكانية للانتقال السياسي في سوريا، وهو يتطلب من روسيا وتركيا العمل معاً.

ووفقا لهيتلرمان، فإن الاتفاق أعطى بعض الوقت لحل المشكلات الصعبة في إدلب التي كان يمكن حلها بالوسائل العسكرية، ولكن بتكلفة ضخمة. أما الآن فهناك الوقت الذي يمكن من حل هذه المشكلات بطريقة مختلفة. ومن خلال الجهود المشتركة يمكن لروسيا وتركيا حل مشكلة المتطرفين في إدلب بطريقة لا تتسبب في كارثة إنسانية وهو ما لا تريده تركيا.

وأشار إلى أن من إيجابيات الاتفاق أيضا أنه سينشئ منطقة منزوعة السلاح ستمنع المناوشات التي كانت تحدث في الماضي، وكانت ترجح شن الهجوم العسكري، كما أن هذه المنطقة ستسمح بإعادة فتح الطريق السريع من دمشق إلى حلب.

وحول المخاطر التي تواجه التسوية في ظل وجود هيئة تحرير الشام في إدلب، قال هيتلرمان، إن هيئة تحرير الشام هي المجموعة الأقوى في المدينة، ولكنها ليست بمفردها هناك، حيث توجد قوات أخرى معارضة للنظام السوري وليست من الجهاديين.

وأضاف أن الجانب السلبي هو أن التسوية يمكن أن تنهار، إذا نظر إليها على أنها قصيرة الأجل وليست كشراكة استراتيجية بين روسيا وتركيا تهدف إلى معالجة الوضع السياسي، فإذا نظر إليها على أنها قصيرة الأجل، فستحدث العملية العسكرية عاجلاً أم آجلاً، وسنعود بعد ذلك إلى سيناريو كارثة إنسانية محتملة.

ولكن هيلترمان عاد وأبدى تفاؤله إزاء إمكانية أن تصمد التسوية، وتكون مقدمة لحل الصراع السوري بوسيلة سلمية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!