ترك برس

بعد النجاح الذي حققه مسلسل "The Protector" (الحامي)  وهو أول مسلسل تركي تنتجه نتفليكس، سلط تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الضوء على الانتشار الكبير للدراما التركية في جميع أنحاء العالم، واعتبرتها رمزا للقوة الناعمة التركية.

وقالت الصحيفة إن مسلسل الحامي هو أحدث دليل على انتشار الدراما التلفزيونية التركية في جميع أنحاء العالم، حيث تطرح في تركيا كثير من المسلسلات الدرامية التي تتنافس على المشاهدين، وارتبط بعضها بارتفاع النبرة القومية في البلاد، وأغضبت أخرى قطاع المحافظين بإظهار الشخصيات التاريخية بصورة غير لائقة.

وأضافت الصحيفة أن هذه المسلسلات أصبحت  ظاهرة في الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية ، وصارت رمزًا للقوة الناعمة التركية، واستخدمت كأداة في النزاعات السياسية. ففي الأول من آذار/ مارس الماضي أوقفت قناة MBC الفضائية السعودية فجأة عرض جميع المسلسلات الدرامية التركية، ردا على ما يبدو على الدعم التركي لقطر.

ووفقا للصحيفة تنتشر المسلسلات التركية في جميع أنحاء أوروبا. وفي هذا العام، اجتذبت نسخة من مسلسل "فاطمة غُل" وهي دراما مشهورة عن آثار الاغتصاب الجماعي، ما يقرب من مليون مشاهد لكل حلقة في إسبانيا، على الرغم من عرضها على قناة Nova، وهي قناة صغيرة متخصصة في عرض مسلسلات أمريكا اللاتينية. كما لاقت مسلسلات أخرى نجاحا مماثلا في عدة دول من بلغاريا إلى السويد.

وقال فريدريك إف. م. مالمبورغ، المدير الإداري للموزع التلفزيوني "إيكوريغتس"، في مقابلة هاتفية، إن فرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة هي الدول الوحيدة في العالم التي لم تغزها المسلسلات التركية التي تدور عادة حول قضايا عائلية وقضايا أخلاقية.

وأشار مالمبورغ إلى أن نتفليكس دخلت عالم الدراما التركية في عام 2016 بعرض مسلسلات تركية، ولكن تحولها إلى إنتاج مسلسلات خاصة بها يظهر الجاذبية المتنامية للدراما التركية.

وقررت شركة نتفليكس بالفعل إنتاج موسم جديد من مسلسل الحامي، كما تعمل على إنتاج مسلسل جديد من بطولة بيرين سات، إحدى أشهر الممثلات في تركيا.

وقالت ياسمين شيليك كول التي تدرس الدراما التركية في جامعة بنسلفانيا، إن بعض المسلسلات أحدثت صدى كبيرا في بعض البلدان الأخرى. ومن بينها مسلسل الأوراق المتساقطة (Yaprak Dökümü) الذي حقق نجاحا كبيرا في بلغاريا، لأن القصة تدور حول الفظائع التي تلاقيها العائلات عندما تنتقل إلى المدن. وقد تلاقى ذلك مع موجة كبيرة من الهجرة الداخلية في بلغاريا، فوجد المسلسل صدى لدى الناس.

وأضافت الباحثة أن الدراما أعادت صياغة صورة تركيا في روسيا أيضا، حيث اجتذبت كثيرا من الروس للسفر إلى تركيا لقضاء العطلات، أو للبحث عن زوج أو طلب العلاج الطبي. ولكن ذلك أحدث ردة فعل عنيفة، ففي عام 2016، أنتجت محطة تليفزيون روسية مسلسل "شرق/ غرب" حول زوجين روسيين يزوران عيادة تركية للخصوبة، وينتهي المسلسل بالمرأة الروسية زوجة ثانية غير سعيدة للطبيب التركي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!