ترك برس

تحت عنوان "لماذا اغتيل جمال خاشقجي في داخل القنصلية" نشر موقع “ذا كونفرزيشن” الأمريكي، مقالا للباحثة فيكتوريا ريس، تطرقت فيه إلى الأسباب التي تجعل محاكمة قتلة الصحفي السعودي الراحل أمام القضاء التركي أو الدولي مسالة معقدة، وحتى غير محتملة.

وتشير ريس في بداية مقالها إلى عنصرين مهمين في مقتل خاشقجي جديرين بالبحث:

الأول هو حقيقة أن قتله وقع داخل قنصلية أو سفارة.

الثاني هو حقيقة أن قاتليه  كانوا من الأشخاص الذين يسافرون بجوازات سفر دبلوماسية، والذين لم يخضعوا بالكامل لقوانين الدولة "تركيا" التي كانوا يزورونها.

وتوضح أنه عملا بالامتيازات الدبلوماسية التي تقرها اتفاقية فيينا لعام 1961 تعد القنصلية رمزا للدولة الأجنبية، تحكمها قوانين منفصلة عن قوانين الدولة المضيفة، ولا يمكن للمسؤولين من الدولة المضيفة الدخول إليها دون إذن.

وهذه الحقائق الثلاث تساعد في تفسير سبب اغتيال خاشقجي داخل السفارة، حيث لن يخاف القتلة من الإمساك بهم، ويستطيعون قتل خاشقجي وقطع رأسه وأوصاله والإفلات من العقاب.

ولم تتمكن السلطات التركية من دخول السفارة دون إذن من المملكة العربية السعودية. وعندما سمح أخيرا للمسؤولين الأتراك بدخول القنصلية ، كان ذلك بعد أن دخل عمال النظافة بالفعل. كما ورد أن مناطق القنصلية أُعيد طلاءها وأُبلغ المسؤولون الأتراك بأن بعض المناطق في القنصلية يحظر دخولها.

وتضيف الباحثة أن أعضاء فريق الاغتيال السعودي وصلوا إلى إسطنبول قبل تنفيذ الجريمة بوقت قصير، وغادروا إسطنبول بعد اغتيال جمال خاشقجي على الفور.و سافر معظم أعضاء المجموعة على جوازات سفر عادية.

لكن شخصا واحدا على الأقل من الأشخاص السبعة العائدين إلى المملكة العربية السعودية كان يحمل جواز سفر دبلوماسي ، في حين حمل اثنان منهم جوازات سفر حكومية "خاصة"، مما يشير إلى الصفة الحكومية والدبلوماسية لهما. وهذا هو السبب في أن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، ذكر أن رفات خاشقجي ربما تكون قد أخرجت خارج البلاد في حقائب لم تخضع للتفتيش.

ووفقا للباحثة الأمريكية، هناك طريقة واحدة يمكن بها محاكمة قتلة خاشقجي، وهو أن ترفع المملكة العربية السعودية عنهم الحصانة الدبلوماسية وتسمح بمحاكمتهم في تركيا. ولكن ليس هناك ما يشير إلى أن السعودية ستفعل ذلك.

أما أعضاء فريق الاغتيال الآخرون الذين غادروا تركيا بجوازات سفر عادية ليست دبلوماسية، فإن الحكومة التركية لم تتمكن من إحضار أي منهم للمحاكمة على أراضيها، لأن السعودية رفضت تسليمهم.

وخلصت الباحثة الأمريكية إلى أن قتل خاشقجي داخل القنصلية كان مقصودا من البداية، الأمر الذي منح القتلة الوقت والمكان الآمن اللازم لقتله دون أي خوف من تدخل السلطات التركية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!