ترك برس

استقبل وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الإثنين، نظيره الروسي سيرغي شويغو، في العاصمة أنقرة، قبل أيام قليلة من القمة الثلاثية المقررة بين زعماء تركيا رجب طيب أردوغان، وروسيا فلاديمير بوتين، وإيران حسن روحاني.

وزارة الدفاع التركية، قالت في بيان لها، إن الوزير أكار بحث مع نظيره الروسي شويغو آخر المستجدات بسوريا في إطار تفاهمات أستانة وسوتشي.

وأكد الوزيران على أهمية مواصلة التعاون الاستخباراتي والعسكري لإرساء السلام والاستقرار في إدلب رغم كافة الاستفزازات، وفق البيان.

كما تبادلا وجهات النظر بشأن التدابير لضمان الأمن داخل المنطقة منزوعة السلاح بإدلب، حسب ما أوردت وكالة الأناضول الرسمية.

وأوضح البيان أنه جرى خلال اللقاء، مراجعة ما تم بحثه بين وفدي البلدين في روسيا الاتحادية بين 31 يناير/كانون الثاني الماضي و2 فبراير/شباط الجاري.

كما تم التنسيق خلال المباحثات بخصوص القمة الثلاثية بين زعماء تركيا وروسيا وإيران في سوتشي، المرتقبة في 14 فبراير الجاري.

وأشار البيان إلى أن الجانبين أكدا على التزامهما بتعهدات تفاهم أستانة، ومواصلة التعاون بشأن إرساء الأمن والاستقرار في إدلب.

وتوافقت وجهات نظر الجانبين فيما يتعلق بضرورة تبديد هواجس تركيا الأمنية على خلفية التهديدات الناجمة عن منظمات "PKK / YPG"، و"داعش" الإرهابية، من منطقتي منبج وشرق الفرات.

وجدد الطرفان تأكيدهما على التعاون في مكافحة كافة أشكال الإرهاب في إطار احترام وحدة أراضي سوريا وكيانها السياسي.

حول أسباب زيارة الوزير الروسي في هذا التوقيت يقول الدكتور باسل الحاج جاسم الباحث في الشؤون الروسية التركية إن أبرز عناوين الزيارة هي بحث ملف إدلب الذي كان وفق تفاهم روسي تركي، بالإضافة لموضوع الانسحاب الأميركي من سوريا والمنطقة الآمنة التي تستعد تركيا لتنفيذها.

ويشير الحاج جاسم، في حديث لوكالة "أنا برس"، إلى أن زيارة شايغو تأتي قبل أيام من قمة سوتشي لثلاثي أستانا، وكما أنها تأتي بعد أسبوع من زيارة قام بها وزير الدفاع التركي إلى روسيا.

وأضاف أن "الدلائل تشير إلى وضع اللمسات الأخيرة على ملفين، الأول إدلب والآخر ضرب المشروع الانفصالي الاستيطاني الذي قام بجرائم ضد العرب وصفتها منظمة العفو الدولية لجرائم حرب في مناطق شرق شمال سوريا".

ويرى الخبير بالشأن التركي الروسي أن أي عمل عسكري محتمل ليس بالضرورة أن تكون مع الانسحاب الأميركي، فالمنطقة الأولى للتحرك حتما ستكون فارغة من أي تواجد أجنبي..

كما أن هناك أكثر من استحقاق تجعل توقع العمل العسكري قريب جدا، سواء أكان المسمى، تنفيذ اتفاق أضنة، أو إقامة منطقة آمنة.

وبحسب الحاج جاسم فأن موسكو لا تضع في حساباتها حاليا مواجهة الجماعات الانفصالية التي تنشط داخل أراضي الجمهورية العربية السورية، وهي تخدم مصالح واشنطن أكثر من موسكو، كما أنها تقفز على كل الحبال، لذلك تصرفت روسيا بحنكة عندما تركت هذه المهمة لأنقرة الدولة العضو في حلف الناتو.

ويختم الحاج جاسم حديثه بقوله إنه ليس مستغربا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إعادة طرح فكرة إحياء اتفاق أضنة بين دمشق وأنقرة، والهدف الأبرز فيه بين أمور كثيرة أخرى، الحفاظ على وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية وكذلك مراعاة مخاوف تركيا الأمنية تجاه المنظمات المصنفة ارهابية في حلف الناتو وتحاربها منذ سنين داخل وخارج حدودها.

ومن جهة أخرى يرى الخبير بالشأن التركي، عبد الله أوغلو سليمان، أن من أهم أسباب زيارة وزير الدفاع الروسي لأنقرة قبيل انعقاد القمة في سوتشي، أنها تأتي في ظل التذمر الروسي من التطورات الميدانية الحاصل على الأرض ومن سيطرة هيئة تحرير الشام على أجزاء كبيرة من مدينة إدلب وريفها.

ويوضح أوغلو أن من أهم القضايا العالقة بين تركيا وروسيا هي فتح طريق حلب دمشق وتوزيع نقاط المراقبة التركية..

كما أن التنسيق الروسي التركي بشأن الانسحاب الأمريكي من منطقة شرق الفرات، كل هذه المواضيع سيتم مناقشتها بين الوزيرين ووضع اللمسات الأخيرة قبل مؤتمر سوتشي.

وكان وزير الدفاع التركي قال إن تركيا تجري اتصالات دائمة مع روسيا من أجل صون السلم والاستقرار في المنطقة وضمان وقف إطلاق النار في سوريا.

من جهته، قال وزير الدفاع الروسي إن بلاده تأمل في التوصّل مع وزير الدفاع التركي إلى تفاهمات حول المسائل الأساسية في سوريا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!