ترك برس

أظهرت وثائق أرشيف عثمانية كشف عنها مسؤولون محليون في لبنان، المالك الحقيقي مزارع شبعا وتلال كفر شوبا، اللتين يُطالب لبنان الاحتلال الإسرائيلي بالانسحاب منهما.

وفي مقابلة مع وكالة الأناضول للأنباء، كشف رئيس بلدية شبعا جنوبي لبنان، محمد صعب أن هناك صكوكًا منذ العهد العثماني، تثبت لبنانية مزارع شبعا وتلال كفر شوبا.

وقال صعب إن هذه الصكوك صوّرت من المواطنين الذين ما زالوا يحتفظون بها، وأرسلها لبنان إلى الأمم المتحدة، لإثبات ما تنكره إسرائيل التي تدعي أن مزارع شبعا وتلال كفر شوبا تتبعان الجولان السوري.

وأفاد أن هذه الوثائق ما زالت في الأرشيف العثماني بتركيا.

وأشار صعب إلى أنه منذ احتلال إسرائيل للجنوب اللبناني، وحتى التحرير عام 2000 كان سكان شبعا، إذا أرادوا زيارة المزارع توجب عليهم أخذ تصريح من الجيش الإسرائيلي أما الآن فلا يوجد أي اتصال مع المزارع.

ونوّه بأن السفير التركي لدى لبنان هاكان تشاكل طلب خلال زيارته الأخيرة الأسبوع الماضي، مساعدة الحكومة التركية في الحصول على الوثائق الإضافية من الأرشيف العثماني، التي ما زالت أنقرة تحتفظ به.

وذكر أن الأمم المتحدة تريد أن تستشهد بتركيا، لإثبات صحة هذه الوثائق التي يحتفظ بها أهالي شبعا.

من جهته، اعتبر رئيس بلدية كفر شوبا، قاسم القادري، أن زيارة السفير التركي لدى لبنان إلى القرى الحدودية، جاءت لتصل الماضي بالحاضر بعد انقطاعٍ دام نحو قرن من الزمان.

وقال في حديث للأناضول، إن العثمانيين تركوا إرثًا تاريخيًا ثقافيًا وسياسيًا كبيرًا بالرغم من تعرّض هذا التاريخ لتشويه كبير من الغرب وأعوانه، حيث نعت العثمانيين بـ"التخلف والاستعمار".

وأضاف: كنا نسمع من أجدادنا المديح والشكر للسلطان عبد الحميد الثاني، الذي عمل في عهده على مسح الأراضي، وأصبح أجدادنا يملكون صكوك ملكية لأراضيهم في جميع قرى "العرقوب السبعة" (٧ قرى‎ حدودية مع إسرائيل‎)، وخاصة بلدتي كفرشوبا وشبعا.

ولفت إلى أنه في عهد العثمانيين كانت هناك مدرسة، وكانت الدولة ترسل مدرسًا خاصا لهذه المدرسة يعرف بـ"الهوجا"، وكان المسلمون يشعرون بالعز والافتخار أيام السلطنة.

وتابع: في هذه المنطقة نتطلع إلى علاقات تاريخية جديدة بين الشعبين اللبناني والتركي بالتعاون مع السلطة السياسية التركية بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان.

ومنذ أن وَقَّعَ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 25 مارس/ آذار الماضي، على اعتراف مزعوم بـ"سيادة" إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، يعيش اللبنانيون هاجس "الضحية التالية" بعد الجولان والقدس.

ويتخوّف اللبنانيون من خسارة مزارع شبعا وتلال كفر شوبا (جنوب)، على غرار ما فعله ترامب بالقدس والجولان.

والنطاق الجغرافي لـ"مزارع شبعا" غير محدود بدقة، وهي تمتد طوليًا بحدود 24 كم، ويتراوح عرضها بين 13 و14 كم، وتقع على منحدرات وتلال وسهول وهضاب، وتتدرج من ارتفاع 1200 متر عن سطح البحر وصولًا إلى موازاة مستوى سطح البحر.

وتسيطر إسرائيل على 12 مزرعة في المنطقة، ويمرّ الخط الأزرق، الذي رسمته هيئة الأمم المتحدة عام 2000، على جبل السماق وشمالي قمة جبل "روس"، حيث يبقى معظم منطقة "مزارع شبعا" جنوبًا له.

ولم يتمكن لبنان حتى اليوم من الحصول على اعتراف رسمي من النظام السوري بلبنانية "مزارع شبعا"، أو بترسيم الحدود معه، وهو اعتراف تنتظره الأمم المتحدة لتثبت لبنانية تلك المناطق.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!