ترك برس

تناول مقال في "سفوبودنايا بريسا" الروسية إمكانية إجراء مقايضة بين تركيا وروسيا حول شبه جزيرة القرم وجمهورية شمال قبرص التركية.

وقال كاتب المقال "فيكتور سوكيركو"، إن وضع شبه جزيرة القرم لا يزال معلقًا بالنسبة إلى عدد من الدول الغربية، بحسب وكالة (RT).

ورأى الكاتب أن "ثمن القضية، عقوبات من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي". 

وأضاف: "المعترفون بتبعية القرم لروسيا رسميا: أفغانستان وفنزويلا وكوبا ونيكاراغوا وكوريا الشمالية وسوريا.

فلا تزال هناك حاجة إلى اعتراف دولي بتبعية شبه جزيرة القرم إلى روسيا، فذلك يعني علاقات تجارية واستثمارا وتدفق السياح".

وتابع: "الملفت أن هناك أملا في الاعتراف بشبه جزيرة القرم من حيث لم يكن متوقعا، من تركيا". 

واعتبر أنه "إذا اعترفت تركيا بشبه جزيرة القرم روسية، فإن العديد من الدول الأخرى التي تمتنع عن هذه الخطوة بسبب ضغوط واشنطن، سوف تحذو حذو أنقرة".

وزعم الكاتب أن "تركيا وجّهت إلى روسيا رسالة، بصيغة دعوة إعلامية لمستقبل تطوير علاقاتهما الدولية، على لسان البروفيسور التركي حسن أونال، الذي نشرت كلماته صحيفة Aydinlik Gazetesi". 

ويقترح أونال إجراء مقايضة، "فكرتها في إمكانية أن تعترف تركيا بشبه جزيرة القرم روسية مقابل اعتراف روسيا بجمهورية شمال قبرص تركية". 

وأونال، الخبير في العلاقات الدولية، مقتنع بأن "روسيا وتركيا لديهما مصالح مشتركة، ينبغي أن تستبعد منها الولايات المتحدة، التي تستغل النزاعات لإظهار نفوذها في أي منطقة من العالم".

وفي الصدد، قال الخبير العسكري الروسي فلاديسلاف شوريغين: "إن ربح روسيا من مثل هذه الصفقة، إذا حدثت، مثير للجدل". 

وأضاف شوريغين: "نخاطر هنا في الدخول في صراع، على الأقل دبلوماسي، مع قبرص نفسها واليونان وبعض الدول الأوروبية الأخرى، خاصة تلك المطلة على البحر الأبيض المتوسط".

وتابع: "لقد قررنا وضع القرم، وهناك افتراضات وازنة بأن ينال اعترافا دوليا بمرور الوقت. أما مع شمال قبرص، فالأمور أكثر تعقيدا". 

وبيّن أنه "لم يتم الاعتراف بشمال قبرص جزءا من الأراضي التركية، حتى من قبل المملكة المتحدة، التي يشكل أفرادها العسكريون أساس وحدة الأمم المتحدة في الجزيرة. 

ولا تدخل الولايات المتحدة، التي يفترض أن تكون قد دعمت أنقرة، كطرف ثالث في هذا النزاع الطويل".

وفي أكثر من مناسبة، أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن تركيا ستواصل الدفاع عن حقوق ومصالح تتار القرم سواء الذين يعيشون في شبه الجزيرة أو الذين اضطروا إلى مغادرة المنطقة بعد ضمها بشكل غير قانوني، وأنه لن "يبقى تتار القرم وحدهم في الدفاع عن قضيتهم المشروعة".

وفي مارس/آذار 2014، ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، المطلة على البحر الأسود، إلى أراضيها، عقب استفتاء غير قانوني قاطعه تتار القرم.

ومنذ قرار الضم، تعرض التتار في المنطقة للقمع، بما في ذلك الاعتقالات والاحتجازات التعسفية، فيما طالب البرلمان الأوروبي، في وقت سابق، روسيا بوقف الظلم الممارس بحق التتار في شبه الجزيرة.

أتراك التتار هم السكان الأصليون لشبه جزيرة القرم، وتعرضوا لعمليات تهجير قسرية، اعتبارًا من 18 أيار/ مايو 1944، باتجاه وسط روسيا، وسيبيريا، ودول آسيا الوسطى الناطقة بالتركية، التي كانت تحت الحكم السوفييتي آنذاك.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!