هاكان جليك – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس

بينما كان تاريخ 23 يونيو/ حزيران يقترب، تواردت تعليقات من قبيل "لن تستطيع تركيا الخروج بسلام من هذه الانتخابات، ستكون هناك مشاحنات، وسيرتفع التوتر". بل إن مجلس أوروبا وضع هذا الاحتمال بالاعتبار وأرسل مراقبين إلى الانتخابات. 

لكن لم يحصل أي شيء من هذا القبيل. أتمت تركيا الانتخابات بدون مشاكل، وبنضج يصلح أن يكون مثالًا يحتذى للعالم بأسره. تم الإعلان عن نتائج الانتخابات بسرعة. 

في حوالي الساعة السابعة مساءً، ظهر مرشح حزب العدالة والتنمية بن علي يلدريم على الشاشة، وأعلن فوز منافسه أكرم إمام أوغلو، وتقدم بالتهاني إليه، وهذا تصرف هام سوف يحتل مكانة في تاريخنا. 

كان من الملفت أيضًا أن يلدريم وعد بتقديم الدعم لإمام أوغلو في القضايا التي تتطلب ذلك. لأنه في الأحوال العادية يسعى من يغادرون المناصب عندنا، في حال تغير السلطة، إلى إفشال من يحلون محلهم. بهذه العبارة كسر يلدريم قاعدة متجذرة. 

وبعد أن اتضح المشهد، ظهر أكرم إمام أوغلو أمام الناس وألقى كلمة أعجبتني. فقد قال فيها إنه سيحتضن الجميع ولن يعمل على تهميش أحد. 

آمل أن ينجح في تنفيذ المشاريع التي ينتظرها 16 مليون من أهالي إسطنبول، من خلال فتح صفحة جديدة، كما كان يردد باستمرار خلال حملته الانتخابية. 

أما إذا ركز إمام أوغلو على انتخابات الرئاسة التركية المزمع إجراؤها عام 2023، بعيدًا عن رئاسة بلدية إسطنبول بناء على توصيات قادمة من هنا وهناك، فسيكون من الصعب عليه إدارة الانجاز الذي حققه في انتخابات 23 يونيو. 

بعد الإعلان عن النتائج، هنأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تغريدة على تويتر، أكرم إمام أوغلو، وكانت التهنئة من أهم الخطوات ليلة الانتخابات. 

أعتقد أن النتيجة التي حققها إمام أوغلو في مواجهة يلدريم ستكون سببًا في نقد ذاتي جدي في أوساط حزب العدالة والتنمية. وأتوقع أن يكون هناك تغيير وتجديد بشكل متدرج في الكوادر القيادية للحزب. 

أردوغان زعيم يمتلك الكثير من الخبرة والحنكة. تمكن حتى اليوم من إدارة أصعب المراحل. أعتقد أنه سوف يحلل الرسائل التي وجهها الناخبون على أشمل وجه، ويقدم على بعض الخطوات العملية. 

ما أطمح إليه كمواطن هو إجراء الانتخابات القادمة في موعدها. مجرد احتمالات وسيناريوهات الانتخابات المبكرة ستلحق الضرر بتركيا. حان الوقت الآن للنظر إلى المستقبل والتركيز على الإصلاحات.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس