ترك برس 

حذر الأدميرال الأمريكي جيمس سترافيديس، القائد السابق  لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا، من أن طرد تركيا من الحلف بسبب شرائها صواريخ إس 400 الروسية، سيكون خطأ جيوسياسيا كبيرا وهدية للرئيس الروسي بوتين، داعيا في الوقت نفسه إلى بذل جهود لوقف الصدع بين تركيا والحلف.

ووصف سترافيديس في مقال مطول نشرته وكالة بلومبرغ، موقف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بالمتناقض في انتقاده لشراء تركيا لمنظومة الصواريخ الروسية، حيث قال في وقت سابق إن العقوبات على تركيا ستكون غير عادلة، ثم عاد وأوقف مبيعات المقاتلة F-35 إلى تركيا يوم الأربعاء.

وأضاف أن البنتاغون يؤيد بشدة طرد تركيا من برنامج F-35 بالكامل، كمشتر ومورد لقطع الغيار، كما أن الكونغرس غاضب من حصول تركيا على الصواريخ الروسية وسيدعو على الأرجح إلى فرض عقوبات عليها بناءً على قانون  مكافحة خصوم أمريكا من خلال العقوبات الصادر عن الحزبين في عام 2017. 

وأشار إلى أن هذا الخلاف يأتي على خلفية خلافات تركية أخرى مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تتعلق برفض تركيا الشديد للدعم الأمريكي لتنظيم "ي ب ك" في شمال شرق سوريا، واستمرار أنقرة في التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط.

وحدد المسؤول العسكري السابق عددا من الإجراءات التي ينبغي على الغرب اتخاذها لإنقاذ العلاقة بين تركيا والناتو:

أولًا، تحتاج إدارة ترامب والأوروبيون إلى إدراك مدى ارتفاع المخاطر في هذا النزاع. 

وأوضح بالقول: "إن تركيا كانت منذ مدة  طويلة عضوًا تنفيذيًا قيمًا في التحالف. وكانت القوات التركية تحت قيادتي محترفة للغاية وجزءًا من جهودنا في أفغانستان وليبيا ومنطقة البلقان، وكذلك ضد القرصنة في أعالي البحار".

وأضاف أن فقدان بلد يملك ثاني أكبر جيش في التحالف سيكون خطأ جيوسياسيًا كبيرًا. كما أنه سيشكل سابقة خطيرة  لرؤية أمة تشعر أنها كانت مدفوعة بالعقوبات. ولذلك يحتاج الغرب إلى العمل من أجل التوصل إلى أن تبقي تركيا عضوًا فاعلًا ومساهمًا في الناتو.

ووفقا لسترافيديس، فإن ثاني إجراء هو تحويل النقاش بعيدًا عن السياق الحالي للنزاع الأمريكي التركي، وتركيز النقاش في مقرحلف الناتو في بروكسل. 

وأوضح أن : "هناك حاجة إلى صوت تحالف موحد للمساعدة في إقناع تركيا بأن شراء S-400 هو خطأ، ولكن ليس نهاية مشاركة تركيا في الناتو. من الأهمية بمكان أن ينحني قوس السلوك التركي عن روسيا دون أن يكسر بالكامل".

ثالثًا، يجب أن يفكر حلفاء الناتو بشكل أكثر إبداعًا في كيفية معالجة المخاوف المحددة حول النظام.

وبيّن أنه قد تكون هناك حلول تقنية  مثل فصل S-400 عن بقية منظومة الدفاع الجوي لحلف الناتو التي يتم تشغيلها من قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا، أو أن يفكر حلف الناتو في تشجيع الأتراك على إبقاء صواريخ  S-400 داخل الصناديق، ثم يباع لهم نظام دفاع جوي متطور آخر بسعر مخفض ، لتلبية احتياجاتهم الدفاعية المشروعة. 

واضاف أن الرئيس ترامب عرض على الأتراك صواريخ باتريوت، وهناك أنظمة جيدة أخرى متاحة لا تثير مشاكل مثل صواريخ إس 400. وفيما يتعلق ببيع تركيا F-35s ، فمن الممكن تأجيلها بدلًا من إلغاؤها بموجب العقوبات بينما يعمل الناتو على حل المشاكل.

وأخيرًا، وبحسب سترافيديس، زيادة مستوى المشاركة على الجبهات الرئيسية الأخرى، من التبادلات رفيعة المستوى بين الوفود إلى تشجيع المساهمات التركية الأكبر في بعثات الناتو الأخرى إلى المحادثات الشخصية. المزيد من التكامل الدبلوماسي والتشغيلي خارج النطاق الضيق للدفاع الجوي يمكن أن يكون مفيدًا.

وختم سترافيديس مقاله بالقول: "إذا اختارت تركيا المضي قدمًا في عملية شراء S-400 بأكملها، فيجب على الجانبين في هذا النزاع العمل على إيجاد نتيجة مقبولة لا تحطّم وحدة التحالف ولكنها تحافظ أيضًا على سلامة دفاعات الناتو الجوية، لكن الأمر سيستغرق الكثير من العمل والاستعداد لتقديم تنازلات".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!