تونجا بنغن – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

من الواضح تمامًا أن الولايات المتحدة تماطل تركيا بشأن المنطقة الآمنة، كما فعلت في منبج، وأن المبادرات الدبلوماسية في هذا الخصوص لم تؤتِ ثمارها. 

أعلنت تركيا موقفها الحازم وأبلغت الولايات المتحدة أن "السيل بلغ الزبى". لهذا تتجه الأمور نحو الخيار الأخير بناء على الرد الذي سيصل من واشنطن هذا الأسبوع. 

بمعنى أن عملية تطهير في شرق الفرات توشك على الانطلاق كما حدث من قبل في غربه. فالمنطقة الآمنة التي تفكر الولايات المتحدة بإنشائها تخالف تمامًا الأمن القومي والمصالح التركية. 

يؤكد البعض أن تركيا تأخرت في تنفيذ العملية، وفي هذا الشأن يقول الخبير الاستراتيجي نعيم بابور أوغلو:

"ليت تركيا نفذت العملية قبل استلام منظومة إس-400، لأنه لم يكن هناك وقتها عقوبات قانون "CAATSA". تريد الإدارة الأمريكية الآن عدم تفعيل المنظومة لتجنب العقوبات، وفي الوقت نفسه لا ترحب بالعملية التركية في شرق الفرات، بما في ذلك ترامب أيضًا. 

لذلك في حال إقدام تركيا على تنفيذ العملية رغم أنف الولايات المتحدة فإن الأخيرة ستلجأ لتسريع فرض عقوبات CAATSA".

ويؤكد بابور أوغلو على ضرورة تنفيذ العملية بسرعة، موضحًا توقعاته بشأن خيارات العملية بالقول: 

"حشدت تركيا 6 ألوية ما بين منطقتي سوروج وأقجة قلعة مقابل منطقة تل أبيض. هذا يعني أن العملية المحتملة ستكون في محيط تل أبيض، باتجاه الجنوب على عمق 30 كم، حيث تلتقي خطوط المواصلات في عين عيسى.

هذا يعادل العشرين ميلًا التي تحدثت عنها الولايات المتحدة في السابق بخصوص المنطقة الآمنة. ما يميز المنطقة أن سكانها من العرب وطبيعتها سهلة. لذلك أعتقد أن العملية ستُنفذ بين شرق عين العرب وغرب تل أبيض.

وبالتوازي مع هذه العملية، يمكن تنفيذ عملية فرعية على عمق 30- 40 كم في محيط عين العرب، تنفيذ العملية في رأس العين وشرقها على الأخص في الحسكة غير وارد لأن هناك قوات كبيرة لتنظيم "ي ب ك/ بي كي كي" هناك. 

لذلك من المحتمل جدًّا أن تبدأ العملية من تل أبيض وحتى عمق 30 كم. ستقف العملية عند حد معين في إطار ما ذكرته واشنطن سابقًا حول عمق المنطقة 20 ميلًا أي 32 كم. لكن العملية ستُنفذ شاءت الولايات المتحدة أم أبت".

وعن سؤال حول إمكانية تدخل الولايات المتحدة عسكريًّا ضد العملية التركية المحتملة، يجيب بابور أوغلو:

"لا تستطيع الولايات المتحدة التدخل بشكل مباشر. لن تصطدم القوات الأمريكية بالجيش التركي. وعلى أي حال ليس هناك وحدات مقاتلة أمريكية في المنطقة، ولذلك ستلجأ واشنطن لاستخدام مطاياها من التنظيمات الإرهابية، أو عن طريق الجنود المرتزقة، فقد زاد عددهم. وقد تلحق واشنطن خسائر بالقوات التركية عبر قصف جوي مدعية أنه حدث بالخطأ أو عن غير قصد".

عن الكاتب

تونجا بنغن

كاتب لدى صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس