محمد بارلاص - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

هل تذكرون؟ ألم يدل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريح قال فيه: "اتخذنا قرارًا بالانسحاب من سوريا. الوجود العسكري الأمريكي في سوريا سوف ينتهي"؟

هل نرجع معًا إلى الثامن عشر من أغسطس/ آب العام الماضي لنستذكر تفاصيل الخير؟

ماذا قال ترامب؟

أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريح مفاجئ حول خبر مفاده أن القوات الأمريكية  المنتشرة في المناطق التي تعتزم تركيا تنفيذ عملية عسكرية فيها، سوف تنسحب. 

وقال ترامب: "انتصرنا على داعش. هذا كان الهدف من وجودنا في سوريا"، وأكد خبر اعتزام بلاده الانسحاب. 

في ظهيرة اليوم نفسه، كانت وسائل الإعلام العالمية تتناقل تصريحًا لمسؤول في الجيش الأمريكي أعلن فيه تلقيهم تعليمات بالانسحاب من سوريا. 

لم يمض بضع ساعات على انتشار الخبر حتى جاء تصريح من أعلى منصب في الولايات المتحدة، حيث أكد ترامب صحة الخبر. 

بلد عجيب

حال يُرثى له هو ما تعيشه اليوم الولايات المتحدة، شريكتنا الاستراتيجية والتي تعتبر بمثابة زعيم حلف الناتو.

إذا كان لديكم الوقت واستمتعم لتصريحات الرئيس الأمريكي وحاولتم فهم ما الذي يهدف إليه صانع القرار في هذا البلد فلا بد أنكم ستصابون بخيبة أمل. 

لا مفر من عملية شرق الفرات

بالنتيجة، في كل مرة يظهر صواب الخط الذي نسير عليه. بمعنى أنه إذا كنا نخطط لإنشاء منطقة آمنة في شرق الفرات، فإننا سنفعل ذلك بكل تأكيد. 

بطبيعة الحال، ليس هدفنا الدخول في اشتباك قريب مع القوات الأمريكية الموجودة هناك. لكن إنشاء هذه المنطقة الآمنة سوف يتحقق عاجلًا أم آجلًا لأنها تتمتع بأهمية قصوى بالنسبة لأمن تركيا. 

وزير الدفاع الأمريكي يدلي بدلوه

في الآثناء، سوف تتواصل التصريحات المختلفة الواردة من الولايات المتحدة بطبيعة الحال. فوزير الدفاع مارك اسبر اعتبر أي عملية تركية محتملة في شرق الفرات "غير مقبولة".

وقال اسبر، وهو في طريقه إلى العاصمة اليابانية طوكيو، "لا يمكن قبول أي عملية عسكرية يتم تنفيذها من جانب واحد في شرق الفرات. نأمل بالتوصل إلى اتفاق مع تركيا"..

نعم، هذا هو الوضع في واشنطن.. لو كان الأمر لكم، لمن ستولون الأهمية لتصريحات ترامب أم لما يقوله وزير الدفاع؟ 

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس