أوزان جيهون - أكاديميك بيرسبيكتيف - ترجمة وتحرير ترك برس

إنّ من المعروف أنّ مُفوضيّة الاتحاد الأوروبي وبرلمان الاتحاد الأوروبي لديهما مواقف حساسة جداً تجاه تركيا. ولكن على الرغم من هذه الحساسية، فإنّ المصالحة الوطنية التي قامت بها تركيا لم تلق الدعم والاهتمام الذي تستحقه من قبلهم. 

ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بمسألة عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، خصوصاً بعض المجموعات التي تحاول أن تمنع حصولها على العضوية في الاتحاد الأوروبي بأي ثمن كان، فإنّ استمرار الأزمة الكردية في تركيا وسقوط الأرواح في كل يوم يُشكّل حجة كبيرة لهم بهذا الشأن تدعم موقفهم؛ بأنّ تركيا لا يمكن أن تكون عضوا في الاتحاد الأوروبي. 

في تركيا القديمة، كانت الخلافات والنزاعات بين حزب العمال الكردستاني والعلمانيين تُشكّل جواً ملائما "لتركيا الضعيفة" للذين يعيشون خارج البلاد ويروقهم ذلك.

ولكن المواطن التركي سواء كان من أصل تركي أو من أصل كردي كان يتألم كثيرا. و لم يمُرّ على تركيا يومٌ لا تبكي فيه الأمهات التركيات والكرديات. وكان الشباب يفقدون أرواحهم في سن صغير بزي عسكري أو بزي إرهابي، وكانت تُقام مراسم الجنازة في كل يوم في أنحاء البلاد من الشرق إلى الغرب. وفي النتيجة، في 30 سنة لقي أكثر من أربعين ألف مواطن حتفهم.

أمّا الآن فقد تركت تركيا تلك الأيام خلفها.

فقد أطلق حزب العدالة والتنمية مُبادرة "المصالحة الوطنية" بين الأتراك والأكراد لإنهاء الإرهاب في تركيا حتى لا تبكي الأمهات أكثر من ذلك. حيث سخرت الدولة إمكانيات أجهزتها وبشكل خاص جهاز الاستخبارات لإنجاح هذه العملية. ومع ذلك تتقدّم تركيا خطوات عملاقة ضد المؤامرة التي ترغب بتضعيف البلاد. 

في السنوات الاخيرة لم تبكِ الأمهات، وبات المواطنون في شرق البلاد سعداء و راضين من المصالحة الوطنية، وأبدى الجميع وخاصة التجار الأتراك والاكراد رغبتهم بالسلام النهائي في تركيا واستعدادهم لبذل الجهود لتحقيق هذه الغاية. وسيكون النجاح في بناء تركيا جديدة وحديثة مع تحقيق هدف حل المسألة الكردية وإنهاء الاٍرهاب في البلاد. 

وتعدّ دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان منظمته لنزع السلاح مؤشراً على نجاح جهود هذه المصالحة الوطنية. كما توضح لنا هذه الدعوة أيضا أنه ينبغي على حزب العمال الكردستاني إنهاء التمرّد المسلح الذي بدأ عام 1984.

عندما تنجح تركيا في المصالحة الوطنية وتحقق هذا الهدف فإنّها ستتقدّم خطوة عملاقة نحو السلام في تركيا وفي الشرق الأوسط أيضا.

عن الكاتب

أوزان جيهون

نائب في البرلمان الأوروبي للدورتين الرابعة والخامسة


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس