ترك برس 

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن محللين سياسيين واقتصاديين يرون أن  العقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب على تركيا لن تدمر الاقتصاد التركي، ولن تدفع تركيا إلى وقف عمليتها العسكرية في شمال شرق سوريا لطرد تنظيم "ي ب ك". 

وأوضحت الصحيفة أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب العام الماضي على الصلب المستورد من تركيا قلل كثيرا من الصادرات التركية إلى الولايات المتحدة، كما أن تهديد ترامب بوقف المفاوضات التجارية مع تركيا بشأن اتفاق تجاري بقيمة مئة مليار دولار ليس من المتوقع أن يكون له تأثير كبير أيضًا. 

وقالت سلوى  ديميرألب، أستاذ الاقتصاد بجامعة كوتش في إسطنبول: "نظرًا لأن المسؤولين الأميركيين أو الأتراك لم يشرحوا بالتفصيل كيفية زيادة حجم التجارة أربعة أضعاف، فلم يتوقع المحللون أي تأثير إيجابي فوري على الاقتصاد التركي. ومن ثم لا ينبغي أن يكون لسحب هذه الصفقة تأثير كبير أيضًا."

بدوره رأى سيباستيان غالي، كبير خبراء الاستراتيجيات الكلية في شركة نورديا لإدارة الأصول في لوكسمبورغ، أن فرض تعريفة جمركية لايعد مصدر قلقل بالنسبة إلى المستثمرين. 

وقال غالي: "العقوبات غير فعالة، وهم يعلمون أنها غير فعالة. لكنه أضاف أن التعريفات تخيف كل من الشركات والمستهلكين. إنهم يدخرون أكثر ويستثمرون أقل لأنهم يخشون المستقبل. يمكن أن يكون التأثير على التوقعات كبيرًا جدًا."

وأضاف إنه إذا أراد ترامب حقًا إيذاء الرئيس أردوغان ، فسيتخذ خطوات تجعل من الصعب على البنوك التجارية التركية والبنك المركزي إجراء معاملات بالدولار.

وأعلن البيت الأبيض يوم الاثنين إنه سيفرض عقوبات على العديد من كبار المسؤولين في أنقرة، بمن فيهم وزيرا الدفاع والطاقة ووزارتهم ، مما يعزلهم بشكل أساسي عن النظام المالي العالمي. ويسمح الأمر التنفيذي للرئيس ترامب بتوسيع نطاق العقوبات ليشمل المسؤولين الآخرين أو الكيانات الحكومية.

وأشارت الصحيفة إلى أن لعقوبات المالية الشاملة ضد الحكومة التركية ستُعتبر معادية للغاية بالنظر إلى أن تركيا لا تزال اسمًا حليفًا للناتو.

ويوم الثلاثاء، انخفضت الليرة بنحو 0.6 في المئة مقابل الدولار، وهو مبلغ صغير نسبيا نظرا لتقلبات العملة التركية في الآونة الأخيرة. ويفترض المحللون أن البنك المركزي التركي والبنوك التجارية التي تسيطر عليها الدولة تستخدم احتياطياتها بالدولار لشراء ليرة في السوق ومنع حدوث انخفاض حاد.

وانخفضت صادرات تركيا من الصلب إلى الولايات المتحدة في العام الماضي بعد قرار مماثل من ترامب برفع التعريفة الجمركية، ومن ثم فلن يكون للعقوبات الجديدة تأثير يذكر. 

وقال أوجور دالبيلر، عضو مجلس إدارة جمعية مصدري الصلب التركية والرئيس التنفيذي لشركة تشولاك أوغلو ميتالورجي، وهي شركة منتجة للصلب في إسطنبول، إن الإنتاج انخفض بنسبة 10 في المائة هذا العام.

وتعرضت صناعة الصلب التركية لعدة ضربات العام الحالي، حيث عاني عانى العملاء في الشرق الأوسط من التوترات في المنطقة، وفرضت أوروبا قيودًا على واردات الصلب استجابةً لنقص المعروض العالمي، كما تراجع الطلب من اليابان، وهي عميل مهم آخر، ولذلك تعد التعريفات الأمريكية مشكلة صغيرة. 

وأعرب دالبيلر عن غضبه من أن التعريفات، المبررة أصلًا بأسباب تتعلق بالأمن القومي، تستخدم للضغط على تركيا سياسيا.

وقال إن "مضاعفة الرسوم الجمركية تثبت مرة أخرى أن الرئيس الأمريكي لا يستخدم سلطته للأمن القومي، ولكنه يستخدمها سياسيا ضد تركيا". 

وفرضت الولايات المتحدة تعريفة بنسبة 50 في المائة على الصلب التركي العام الماضي وسط نزاع بشأن قس أمريكي احتجز في تركيا بتهمة التعاون مع منظمة إرهابية. وخفضت إدارة ترامب التعريفة الجمركية إلى 25 بالمائة في أيار/ مايو الماضي إلى نفس مستوى الرسوم الجمركية المفروضة على معظم المنتجين الأجانب الآخرين.

وقال أليكس غريفيث، المحلل في شركة وود ماكنزي للأبحاث، إن واردات الولايات المتحدة من الصلب التركي انخفضت خلال الفترة من كانون الثاني/ يناير إلى آب/ أغسطس، بنسبة 80 في المائة لتصل إلى 136 ألف طن، وهذا لا يعد شيئا أساسيًا على نطاق عالمي".

وأضاف أن الصادرات وصلت إلى مستوى لا يجعل الولايات المتحدة وجهة تصدير رئيسية. 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!