ترك برس

يحتفل في 12 أيار/ مايو في كل عام بـ"يوم الممرضات"، اللواتي يطلق عليهن في الثقافة العربية "ملائكة الرحمة" وبالتركية "الملائكة البيض"، ويعملن في هذا العام ساعات عمل أكثر من المعتاد بسبب تفشي فيروس كورونا.

وقد هنّأ وزير الصحة التركي فخر الدين كوجا الممرضات بيومهن في رسالة نشرها على حسابه في تويتر قال فيها: "اليوم يوم البطولة لممرضاتنا اللواتي يؤدين وظيفتهن على أتم وجه، ويكافحن تفشي فيروس كورونا، ويتواصلن مع أقارب المرضى لطمأنتهم عن وضعهم".

فور دخولهن المستشفى، ترتدي الممرضات الملابس الواقية ليعملن في الخط الأمامي بمحاربة الوباء لإنقاذ حياة المرضى مضحين بحياتهن، حالهن كحال جميع الكوادر الطبية الذين منهم الأم والأب والزوج والزوجة حتى لو كان لديهم عوائل وأطفال فإنهم يتركونهم من خلفهم.

تستلم الممرضات المرضى المشتبه بإصابتهم بكوفيد 19، فيقمن بإجراء التحاليل اللازمة، وفي حال كانت النتيجة إيجابية، يبدأن بعلاج المريض. ويقيم العديد من الممرضات في مساكن الطلبة خوفا من نقل العدوى إلى عوائلهم.

أما في أقسام العناية المركزة، يعتنين الممرضات بمرضى الوباء مرتدين ملابس واقية ونظارات وقفازات وكمامات، ويتواصلن هاتفيا مع عوائل المرضى لطمأنتهم عن وضعهم الصحي.

واجهت ممرضة العناية المركزة كيزام تملتاش، البالغة من العمر 27 عاما، صعوبات في بداية أيام تفشي الوباء حين أصيبت به، وقالت: "أسعدني جدا إنخفاض عدد الإصابات والوفيات. يملؤني انخفاض عدد المرضى بالأمل حتى لو بشخص واحد، ويقويني ذلك على أداء عملي. فهمت الآن معنى قدسية عمل الممرضة، نظرا لأنني ممرضة يجلب لي جيراني الطعام باستمرار، ويعطيني الناس أولوية الجلوس في الحافلات، لذا من المستحيل أن لا أستشعر أهمية عمل الممرضة".

أما كيزبان دنيز، ممرضة العناية المركزة، فقد اضطرت لوضع مسافة بينها وبين عائلتها، حتى أنها لم تلتقي بوالديها، وقالت: "اضطررت إلى وضع مسافة بيني وبين أطفالي الذين أشتاق لمعانقتهم. لقد أحببت أن أعمل ممرضة، واليوم فهم الجميع أهمية عملنا. كان لدينا في المستشفى مريض وضعه خطير عمره 35 عاما، همست في أذنه: (كن قويا، لا زلت شابا) وكنت أعلم أنه سيسمعني، فرمش بعينيه. ناديت زملائي، وكررت كلماتي وكرر ردة فعله، فصفقنا له جميعنا".

وتفتخر الممرضة صابرة يمان البالغة من العمر 26 عاما، لوقوفها بجانب المرضى في هذه الأيام الصعبة وهي تحلم بأن تحتضن طفلها، وتقول: "أراد ابني معانقتي ذات يوم، فقلت له: لن نتعانق، لأن لدي فيروس. وسألني: (هل يوجد فيروس ببن الأم وطفلها؟) فبكيت في تلك اللحظة. أطلب من الجميع التزام منازلهم وعدم الخروج لنتمكن من معانقة أطفالنا".

يعمل أحمد غوكهان، البالغ من العمر 31 عاما، ممرضا في المستشفى. وقد درس التمريض بعد تخرجه من كلية التربية، وهي المهنة التي يعتقد الجميع أنها حكر على النساء فقط. يقول أحمد: "تغير هذا الاعتقاد حاليا، يعمل الرجل بتفان وتضحية مثل المرأة. تجري معركة بيننا وبين الوباء. ذعرنا في البداية وارتحنا بعد أن تعلمنا كيف نتعامل مع المرض في الجبهة".

من جهته، صرح رئيس الأطباء الدكتور عبد الرحمن حمدي، بأن الممرضات يقفن جنبا إلى جنب مع الأطباء في مكافحة تفشي فيروس كورونا. وقال: "نجحنا في التصدي له والسيطرة عليه في وقت قصير بفضل جهودهم المبذولة بتفان وتضحية".

وتعمل خديجة آريك، ممرضة العناية المركزة في قسم الأطفال حديثي الولادة في "مستشفى التعليم والبحوث سلطان غازي حسكة"، وقد اضطرت لعدم مخالطة طفلتها البالغة من العمر خمسة أعوام ونصف لترعاها والدتها، ثم أعادتها إلى المنزل بعد أن أصيبت جدتها بالوباء.

عاشت آريك في غرفة منعزلة عن زوجها وابنتها لمدة 14 يوما لمخالطتها لوالدتها، لتتوفى والدتها خلال فترة العزل. دخل الزوج محمد آريك بعد مدة إلى المستشفى لتلقي العلاج من إصابته بالوباء، مما اضطر آريك لعزل نفسها مرة أخرى.

أوكلت آريك رعاية ابنتها إلى والدها وأخيها، ووواصلت مدة عزلها. وبعد أسبوع من تلقي زوجها للعلاج عاد إلى المنزل ليعزل نفسه، بينما كانت تعاني من أعراض الوباء وتأخذ العلاج اللازم.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!