الأناضول

توالت ردود أفعال شعبية في دول عربية على فوز رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بانتخابات رئاسة الجمهورية التركية أمس وأول أمس.

وأعرب مواطنون وكتاب وإعلاميون وسياسيون عن ترحيبهم بهذا بفوز أردوغان، معتبرين أنه "نموذج يحتذى به إسلاميا وعالميا في تحقيق الإدارة الناجحة".

وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات في تركيا، عن فوز أردوغان بالانتخابات الرئاسية "بعد حصوله على الأغلبية المطلقة التي تقرها المادة الـ4 من قانون الانتخابات الرئاسية في البلاد، وذلك بحسب النتائج الأولية".

وتشير النتائج غير الرسمية إلى فوز أردوغان بـ52.85% من إجمالي المقترعين.

ففي الكويت، رحبت أوساط سياسية، خاصة الإسلامية منها، بفوز أردوغان، بينما ظهرت ردود أفعال ساخرة من كتاب.

وقال المحامي محمد الدلال نائب الأمين العام للحركة الدستورية الإسلامية لشؤون السياسة (الجناح السياسي لجمعية الإصلاح الاجتماعي المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين بالكويت) إن "نجاح أردوغان ليس شأنا تركيا خاصا بل نموذج يحتذى به إسلاميا وعالميا في تحقيق الادارة الناجحة وتقدم الدول، ولذلك فإن نجاحه هو نجاح لملايين البشر".

وأضاف الدلال، في تصريحات لوكالة الأناضول، أن "أردوغان كقائد مسلم استطاع أن يكسر المعادلة العلمانية بذكاء واستطاع أن يجعل من تركيا رقما صعبا في المنطقة العربية مؤيدا لحقوق الشعوب وبالأخص فلسطين".

وبحسب الدلال فإن "نجاح أردوغان برئاسة تركيا بقدر ما أفرح العرب والمسلمين باستمرار الخط الداعم لقضاياهم، بقدر ما أحزن الصهاينة العرب (لم يسمهم) بفشل مخططاتهم".

فيما أرجع النائب البرلماني السابق جمعان الحربش (إسلامي) فوز أردوغان إلى "ما أحدثه من نهضة لتركيا منذ تسلم حزبه للحكم" عام 2002.

وقال الحربش في تغريدات له على حسابه بموقع "تويتر" إن "تركيا اليوم تتفوق على كثير من الدول الأوروبية التي طالما نظرت لها نظرة دونية"، مضيفا "لذلك تمسك الشعب التركي بأردوغان وحزبه في الحكم".

وعلى "تويتر" أيضا، كتب النائب الكويتي السابق، وليد الطبطبائي (إسلامي)، أن "أردوغان بطل تركيا الحديثة وصانع نهضتها العظيمة يحصل على 55%".

بدوره، قال النائب السابق المحامي أسامة الشاهين (إسلامي) للأناضول: "أهنئ الرئيس أردوغان باعتباره شخصا دعم بشجاعة قضايا العرب والمسلمين وكذلك لكونه منهجا للإدارة الرشيدة والحكم العادل"، مشيدا بالممارسة الديموقراطية التعددية النزيهة التي فاز بموجبها.

وقال النائب السابق ناصر الدويلة (مستقل) في تغريدة على "تويتر": "انتصر أردوغان وهو نصر أفرح الله به المؤمنين وخذل الله به أعداء دينه ومن يتبع هواه بغير علم".

فيما قال وزير الإعلام الكويتي الأسبق سعد بن طفلة العجمي (ليبرالي) على "تويتر": "هناك فرق بين أن نفرح لفوز أردوغان لأنه يمثل إرادة الشعب التركي الصديق، وبين أن نهلل لفوزه طربا لأنه ضد محور مصر والسعودية والإمارات".

أما الكاتبة سعدية مفرح (مستقلة) فأبدت استغرابها من انشغال العرب بالانتخابات التركية الحالية أكثر من انشغالهم بأي انتخابات سابقة.

وقالت مفرح في تغريدة على "تويتر" إن "العرب منشغلون بالانتخابات التركية الراهنة أكثر من انشغالهم بأي انتخابات تركية سابقة.. لماذا يا ترى ؟".

وفي غزة، عبّر مواطنون فلسطينيون عن فرحتهم، بفوز أردوغان بالانتخابات الرئاسية، آملين في استمرار دعمه، ومساندته للقضية الفلسطينية والعمل على إنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع منذ السابع من الشهر الماضي.

وقال المواطن الفلسطيني عبد القادر أبو شعبان (52 عامًا) لوكالة الأناضول: "كنت أتابع الانتخابات الرئاسية بلهفة شديدة، وكنت أتمنى فوز رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان".

وأضاف: "حين أعلن عن فوز أردوغان شعرت بسعادة تغمرني لأن فوز أردوغان يعني فوز فلسطين وغزة، فهذا الرجل هو صاحب كلمة حق مع الشعب الفلسطيني، ويتقدم على غيره من الكثير من الزعماء والقادة العرب بمواقفه المشرّفة".

وتابع: "أردوغان صاحب مواقف كبيرة وبصمة مع الشعب الفلسطيني وخاصة، في الحروب الإسرائيلية السابقة على غزة".

وثمنّ موقف أردوغان من نقل جرحى الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة لعلاجهم في تركيا.

فيما قال المواطن صلاح الدين الشاويش إن "فوز أردوغان سيكون مكسبا للأمة الإسلامية والعربية، وبالأخص القضية الفلسطينية".

وأضاف" أبارك للشعب التركي بهذا الفوز، وأتمنى أن تبقى القضية الفلسطينية حاضرة في السياسة التركية المناصرة لها".

وأعرب عن أمله "أن يكون لأردوغان قرارات جريئة، وعاجلة وسريعة توقف العدوان الإسرائيلي على غزة".

فيما أعربت المواطنة نور السوافيري عن فخرها بفوز أردوغان "بسبب ديمقراطيته وعدالته بين شعبه ومساندته للقضية الفلسطينية".

وقالت السوافيري للأناضول إنه "لا يوجد زعيم عربي ولا قائد خدّم القضية الفلسطينية كما فعل أردوغان وشعبه، وأمل أن يزيد من مواقفه المناصرة للقطاع غزة ورفع الحصار (الإسرائيلي المفروض منذ عام 2006) عنه بأسرع ما يمكن".

بدورها، باركت مها التركماني (34 عاما) فوز أردوغان، وأكدت متابعتها للانتخابات التركية وتحقق ما كانت تتمناه، وهو فوز أردوغان.

وأضافت أن "الشعب التركي بفوز ردوغان سيكون أفضل، ونحن في غزة سنكون أفضل بفضل دعمه وقراراته".

وفي الضفة الغربية الفلسطينية قال إياد خريم، وهو طالب جامعي، إن "فوز أردوغان، نصر لفلسطين، وللقضية الفلسطينية، ودعم للعدالة".

وأضاف خريم: "نتمنى لأردوغان التوفيق، وان يحظى الشعب التركي بمزيد من التقدم والرفاهية.. في أول خطاب له عقب الفوز أفرد أردوغان مساحة هامة لفلسطين".

فيما قال رأفت الحج، من مدينة جنين (شمال)، إن "فوز اردوغان نصرة لفلسطين، وضربة لدولة الاحتلال الإسرائيلي".

وتابع الحج، الذي أطلق قبل نحو عام على أول طفل ينجبه اسم أردوغان"، قائلا إن "هذا الرجل خليفة إسلامي".

وقال جمال أبو السعود (موظف حكومي) إن "تركيا الحديثة المتوازنة بتعدديتها، نموذج يحتذى بها، بأبسط أدبيات التبادل السلمي للسلطة ومفاهيم التعددية الفكرية والثقافية".

وقال أسامة صوافطة إن "هذا الرجل (أردوغان) تربى على القيم والمبادئ الأصيلة يستحق الفوز، وفوزه نصرة للحق".

بدوره، قال المواطن عزمي طلعت "عندما كنا الليلة الماضية نستمع إلى كلمة السيد رجب طيب أردوغان، والتي قال فيها إن فوزه هو فوز لفلسطين وغزة والقدس ورام الله ونابلس وأريحا، شعرت حقا أننا أمام خليفة للأمة، يضع قضية الأمة الإسلامية الأولى أمام عينيه".

وأضاف " نأمل أن تشهد الأيام القادمة مزيدا من الدعم للقضية الفلسطينية ولقطاع غزة خاصة".

من جانبه قال عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، عباس زكي: "نأمل أن يكون فوز أردوغان نصرة للقضية الفلسطينية".

وفي الأردن، قال وزير الإعلام الأردني السابق راكان المجالي، لوكالة الأناضول إنه "رغم كثافة السواد وتوالي الانكسارات في المنطقة، ينجح رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، في تقديم نموذج مختلف في منطقة يسيطر عليها الضعف".

وأضاف المجالي، الذي لم يخفِ تسعادته بنتيجة الانتخابات، إن "نجاح أردوغان ليس له أو لتركيا فقط، بل إن له انعكاساته على المنطقة برمتها".

ويقرأ المجالي نبأ فوز أردوغان بأنه "نجاح في التصدي لكل المتآمرين على تاريخ ومستقبل تركيا، ومنعها من الانزلاق إلى الفوضى، أو حتى إلحاقها بدول المنطقة التي تغرق بالدماء وتدور في دوائر الفشل السياسي والاقتصادي"، مراهناً على انعكاس كل ذلك إيجاباً على فلسطين.

ويتفق معه النائب البرلماني علي عواد السنيد الذي يرى أن "نجاح أردوغان هو مؤشر على نجاح البرنامج الداخلي التركي".

وقال النائب السنيد إن "نجاح أردوغان هو نصر للمسلمين والحق والعدالة.. والموقف التركي كان على الدوام الأقرب للموقف العربي".

وأعرب عن أمله في أن "يستمر أردوغان في مواقفه الداعمة للشعوب العربية، والثورات العربية، وقبل ذلك كله، فلسطين".

على الصعيد الاقتصادي، قال  المحلل الاقتصادي الأردني نايف الكيلاني، إن الإجراءات والاصلاحات الاقتصادية التي أجراها أردوغان في بلاده على مر السنوات الماضية جعلت الناخب التركي لا يجد زعيما غير أردوغان يستحق صوته.

ورأى الكيلاني أن استقلالية أردوغان في الشأن الاقتصادي منحته مزيدا من التأييد، معتبرا أن "الشعوب العربية لا تخفي رغبتها في استنساخ الوصفة الاقتصادية التركية".

ومضى قائلا: "ارتفعت قيمة الصادرات التركية إلى 152 مليار دولار خلال العام الماضي، أي عشرة أضعاف قيمة الصادرات التركية قبل تولي أردوغان السلطة (عام 2003)، وانتقلت تركيا من المرتبة الـ 111 إلى المرتبة الـ 17 على قائمة أقوى الاقتصادات في العالم، بحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن صندوق النقد الدولي".

وبحسب الناشط السياسي الأردني، يوسف العيسى، فإن "شعوب المنطقة ثارت على حكامها من أجل أمور عدة، وعلى رأسها الإصلاح الاقتصادي، وفي الوقت الذي كانت فيه الشعوب الثائرة تطالب بإصلاحات لتحسين ظروف عيشها، كان الاقتصاد التركي ينافس على مستوى العالم".

واعتبر أن "انحياز أردوغان، لصالح قضايا حساسة، كالقضية الفلسطينية والثورة السورية، كان ملامسا لمشاعر ومطالب شعبه وهو ما يعطيه صفات قلما تجتمع بزعيم واحد"، على حد قوله.

معلقا على فوز أردوغان، قال الكاتب صالح القلاب في صحيفة "الرأي" الأردنية اليومية (شبه رسمية)، اليوم،  "إذا لم تكن قد طرأت مفاجأة قبل انتخابات الرئاسة التركية ،التي جرت أمس الأحد وخلالها، فإن المؤكد أن عملية فرز صناديق الاقتراع ،التي من المتوقع ألاَّ تعطي نتائجها إلاَّ صباح اليوْم الاثنين أو لاحقاً، ستُظهر أن فوز رجب طيب أردوغان كان محسوماً حتى قبل عملية الفرز ".

ورأى  أن تَغلُّب أردوغان على كلٍّ من أكْمل الدين إحسان أوغلو وصلاح الدين دميرطاش كان "تحصيل حاصل" ، مضيفا أن أردوغان "بقى في الحكم أكثر من 10 أعوام وهو ذهب إلى هذه المعركة المصيرية فعلاً ببرنامج أنَّ هوية تركيا الجديدة ،التي جرَّبت النظام العلماني زهاء ستة وتسعين عاماً، هي الهوية الإسلامية".

وأضاف القلاب أن "الحقيقة ستقولها صناديق الإقتراع في صبيحة هذا اليوم (الإثنين) أو بعد ذلك ويبقى أنه علينا أن نتساءل ،إذا كان الفائز رجب طيب أردوغان.. والواضح أنه سيكون هو الفائز، عمَّا إذا كان رئيس تركيا الجديد سيُطلُّ على العرب تحديداً بنفس الجلباب الذي أطل عليهم به عندما كان رئيساً للوزراء وهو جلباب «الإخوان المسلمين» أم أنه سيطل عليهم كحامل للهوية التركية الجديدة التي هي الهوية الإسلامية الواسعة والفضفاضة والتي تتطلب أن يضع هذا الرجل ،بعد أن غادر موقع رئيس الحكومة وأصبح رئيساً للدولة، نفسه على مسافة واحدة من جميع الدول العربية بدون أي تحيز لا لـ"الإخوان" ولا لغيرهم.

وفي مصر، تقدمت جماعة الإخوان المسلمين، بالتهنئة للشعب التركي على نتيجة الانتخابات الرئاسية.

وقالت الجماعة، في بيان تلقت وكالة الأناضول نسخة منه، إن "هذا الفوز له دلالات كثيرة، في أنها (العملية الانتخابية) تمت في نزاهة وشفافية تامة، بنسبة (فوز لأردوغان بلغت) 53% وهذه النسبة تدور حولها نسب الفوز في الدول الديمقراطية العريقة، وهي تدل على احترام التعددية السياسية والفكرية".

ورأت أن "فوز أردوغان هو ثمرة لجهود ضخمة بذلها هو وحزبه، انتشل بها تركيا من قاع التخلف إلى المركز السابع عشر اقتصاديًا على مستوى العالم ، وأن نجاحهم كان نتيجة لإبعاد الجيش عن السياسة، وإنهاء الانقلابات العسكرية التي كانت سبباً في تخلف البلاد".

وأضافت جماعة الإخوان أن "أردوغان وحكومته انحازوا إلى جانب الحق والعدل في كل القضايا الإقليمية والدولية وعلى رأسها القضايا العربية، واحترموا المبادئ والقيم، فانتصارهم لقضية فلسطين، والسعي لكسر حصار غزة، ورفضهم استخدام مطاراتهم لضرب العراق سنة 2003 رغم أن تركيا عضو في الناتو (حلف شمال الأطلنطي)، تقطع بأنهم أصحاب مبادئ".

وفي الصومال، رحب برلمانيون ونشطاء حقوقيون وصحفيون بفوز أردوغان برئاسة تركيا.

وقال إبراهيم صالح النائب في البرلمان الصومالي لوكالة الأناضول إن "فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية التركية بأغلبية ساحقة دليل على ثقة الشعب التركي بأنه القادر الوحيد على إدارة البلد".

ومضى قائلا إن نبأ فوزه "أدخل السعادة في قلوب الشعب الصومالي أكثر من الاتراك".

وأضاف أن "المجتمع الصومالي كان على ثقة في فوز أردوغان قبل الانتخابات لما يتمتع به من شعبية واحترام  داخل بلده وخارجه".

فيما أعرب الصحفي الصومالي عبد الرحمن محمد عن مدى سعادته لحظة سماعه بفوز أردوغان، مضيفا أنه سخر وقته لمتابعة الانتخابات الرئاسية التركية أكثر من أية انتخابات أخرى تم إجراؤها في العالم.

وأضاف أن "الكل يعرف الروابط الأخوية بين الشعبين الصومالي والتركي، وأردوغان هو الذي صنع تلك الروابط"، معتبرا أن "فوز أردوغان يجعل الشعب الصومالي يتطلع إلى مستقبل مشرق".

أوقالت فهمة عبد الله، وهي ناشطة حقوقية، فقالت للأناضول إن "المظلومين وبسطاء الحال في العالم هم من يفرحون بفوز أردوغان  قبل الجميع لأنه المعين الوحيد والمهتم بشؤونهم".

وأضافت أن أردوغان "لفت انتباه العالم في وقت يعتبر فيه العالم الصومال أخطر منطقة على الكرة الأرضية وهاهم يسارعون  الآن إلى فتح سفارتهم بعد التواجد التركي في الصومال".

وفي اليمن، هنّأ رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح، محمد اليدومي، رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، بفوزه في الانتخابات الرئاسية.

وأعرب اليدومي، في برقيه تهنئة نشرها الموقع الإلكتروني الرسمي للحزب ( يشارك في الحكومة بأربع حقائب)، عن تهاني حزبه ومباركته لأردوغان بمناسبة فوزه برئاسة الجمهورية التركية.

 وقال رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح إن "الفوز سيعمل على إنجاز مشروع تركيا الجديدة، وسيعزز من دور تركيا الشقيقة على المستويين الإقليمي والدولي ويدعم مواقفها الشجاعة في مساندة قضايا الأمة ووقوفها إلى جانب تطلعات الشعوب الحرة في المنطقة والعالم بأسره".

ولفت إلى إعجاب العالم بالمواطن التركي وهو يحتشد بالملايين أمام صناديق الاقتراع لاختيار رئيس للجمهورية للمرة الأولى في تاريخه، مدشنا مرحلة جديدة من الديمقراطية في تركيا، والتي من خلالها تم وضع منصب الرئاسة بيد الشعب، وتعزيز إرادة الشعب وحريته في اختيار حكامه بطريقة حرة ومباشرة ودون وسطاء.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!