ترك برس

قالت صحيفة واشنطن بوست إن التدخل التركي في الصراع الليبي كان منعطفا مذهلا نجح في تغيير مسار الحرب بسرعة على عكس توقعات المراقبين، مشيرة إلى أن خسائر اللواء المتقاعد خليفة خفتر الأخيرة قد تدفع موسكو إلى البحث عن بديل له.

وأوضحت الصحيفة أن حفتر كانت له اليد الطولى قبل خمسة أشهر بفضل مجموعة مقاتلين تضم المرتزقة وأنظمة دفاع جوي من روسيا وطائرات بدون طيار من الإمارات العربية المتحدة. فنجح في السيطرة على على شرق وجنوب ليبيا، وكذلك على معظم منشآت النفط في البلاد.

وأضافت أن قواته المكونة من مجموعات المليشيات التي تعمل تحت اسم القوات المسلحة العربية الليبية سارت قدما على عدة خطوط أمامية في طرابلس واستولت على مدينة سرت الإستراتيجية على البحر المتوسط ​​في كانون الثاني/ يناير.

وفي ذلك الوقت وقعت حكومة الوفاق الوطني وقعت اتفاقيات مع تركيا، فزادت أنقرة الدعم العسكري، وأرسلت الطائرات بدون طيار، والمدربين العسكريين والمدرعات، من بين أسلحة أخرى.

وفي الشهر الماضي، تمكنت قوات حكومة الوفاق من السيطرة على بلدات على طول الساحل الغربي، وتوجت انتصاراتها بالاستيلاء على قاعدة االوطية الجوية، على بعد حوالي 80 ميلاً جنوب العاصمة، والتي احتفظ بها حفتر منذ 2014.

وأشارت الصحيفة إلى أن استيلاء قوات الوفاق على منظومة الدفاع الجوي الروسي بانتسير وعرضها في شوارع طرابلس، إلى جانب تدمير الطائرات التركية بدون طيار عدة منظومات أخرى، أحرج موسكو وشركاء خليفة حفتر العسكريين الآخرين.

وفي يوم السبت، كانت قوات الوفاق الوطني تتقدم في مدينة ترهونة، آخر معقل في الغرب يسيطر عليه حفتر.

خطوة حفتر التالية

ووفقا للصحيفة، فإن مسار الحرب يتوقف على رد مؤيدي حفتر الأجانب، وخاصة موسكو والإمارات العربية المتحدة، وجهودهم لوقف التقدم التركي.

ولفتت إلى ما تردد بقوة في الأيام الأخيرة عن إرسال موسكو ست طاائرات ميج وطائرتي سوخوي 24 لدعم حفتر، وهو ما اعتبره مراقبون تحذيرا لتركيا.

وأضافت أنه إذا أرسلت موسكو طائرات من طراز ميج، فسوف يمثل ذلك تصعيدًا كبيرًا. فحتى الآن، كان الدور الأكثر أهمية لروسيا من خلال المئات من المرتزقة الروس من مجموعة فاجنر المرتبطة بالكرملين، والتي ساعدت حفتر على كسب الأرض.

وأردفت أن موسكو لم ترد على تقارير إرسال طائرات لحفتر، لكنها انضمت إلى أنقرة هذا الأسبوع في دعم الدعوات لوقف إطلاق النار وعملية السلام السياسي التي تقودها الأمم المتحدة، في محاولة واضحة لتجنب المواجهة.

وذكّرت بأن تركيا وروسيا حاولتا في يناير الماضي التوصل إلى وقف لإطلاق النار، لكن حفتر انسحب فجأة من العملية، محرجا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كما حاولت القوى الأوروبية والولايات المتحدة في الشهر نفسه إيجاد حل سياسي لإنهاء حرب ليبيا. لكن المحادثات في برلين لم تفعل الكثير لمنع الإمارات من توسيع دعمها العسكري لحفتر، مما دفع تركيا لتصبح "أكثر عدوانية".

انشقاقات في قوات حفتر

وتنقل الصحيفة عن محللين أن خسائر حفتر في الغرب تسببت في انشقاقات داخل معسكره. وكذلك فعل إلغاؤه مؤخرا لاتفاق سياسي وإعلانه بالسيطرة الكاملة على شرق ليبيا، الأمر الذي أدى إلى نفور العديد من حلفائه السياسيين والقبائل المؤثرة.

وقال جمعة القماطي: "دعوة حفتر للعودة إلى الحكم العسكري لم تكن مقبولة. حلفاؤه السياسيون في شرق ليبيا لا يثقون به، ونتيجة لذلك يجرون محادثات استكشافية مع حكومة الوفاق الوطني. يريد أنصاره الدوليون دعمه لكنهم يجدونه غير فعال عسكريا وغير منتظم سياسيا. إنه يخوض العديد من المعارك الداخلية والخارجية".

وأشارت إلى أن روسيا، الحليف الرئيسي لحفتر، يمكن  أن تبحث عن بدائل له، مذكرة بأن موسكو دعمت موسكو مبادرة سياسية جديدة أطلقها عقيلة صالح، رئيس برلمان شرقي ليبيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!