ترك برس-الأناضول

أشادت رسالة دكتوراه تمت مناقشتها مؤخرا، في جامعة "غازي" بأنقرة، بتطور العلاقات بين تركيا وقطر انطلاقا من مفهوم القوة.

وتعد الرسالة، التي أنجزها الباحث محمود سمير الرنتيسي، تحت عنوان "العلاقة بين قوة متوسطة ودولة صغيرة في الشرق الأوسط"، أول رسالة دكتوراه تنجز باللغة التركية حول العلاقات بين تركيا وقطر.

- دراسة شاملة لعلاقات تركيا وقطر

واعتبر مشرف الرسالة البروفسور مهمت شاهين، أنها تميزت بشمولية النظرية المستخدمة، حيث لم تختزل تفسير العلاقة في الجانب الأيديولوجي أو المصلحي أو البنيوي المتعلق ببنية النظام الدولي فقط.

وأضاف شاهين، للأناضول، أنها تناولت العلاقات على أكثر من مستوى تحليل هي: مستوى النظام الدولي والإقليمي، ومستوى العوامل المحلية، الذي تدخل فيه تصورات القادة والثقافة الاستراتيجية والعلاقة بين المجتمع والدولة والمؤسسات المحلية.

بدوره، أثنى البروفسور محي الدين أتامان، من جامعة "أنقرة للعلوم الاجتماعية"، على الرسالة مشيرا إلى عدم اكتفاء الباحث بالتعريفات الغربية للمفاهيم بل قيامه بدراسة تعريفات شرقية ومقارنتها وتقييمها بشكل يتناسب مع طبيعة إقليم الشرق الأوسط.

ورغم أن الرسالة ركزت على العلاقة بين أنقرة والدوحة، منذ عام 2002 حتى 2020 إلا أنها تناولت أيضا تاريخ نشوء العلاقة بين الدولة العثمانية ومؤسس قطر الشيخ جاسم بن محمد، وجذور العلاقة بين البلدين منذ 1870 وحتى 1920.

كما تطرق الباحث إلى الأزمات التي تعرض لها البلدان خلال فترة الربيع العربي وكيف تعاملا مع بعضهما خلال هذه الفترة.

وذلك ابتداء بأحداث "غيزي بارك" عام 2013، ومرورا بأزمة قطر مع جيرانها بين 2014 و2017 ومحاولة انقلاب 15 تموز 2016 في تركيا، وأزمة الليرة التركية في 2018، وأزمة تركيا مع الجامعة العربية خلال عملية نبع السلام 2019.

واعتبر في رسالته، أن مواقف الدولتين في التعامل مع الأزمات تشير إلى مسار تطور إيجابي بين الدولتين.

- تركيا وقطر نحو مزيد من التقارب

وفي ذات السياق، وجد الباحث أن مسار الأحداث الدولية والإقليمية، التي من بينها التحالف المتنامي شرقي المتوسط، وإعلان واشنطن عن "صفقة القرن" لتصفية القضية الفلسطينية، يدفع تركيا وقطر نحو التقارب بشكل سلس.

وأوضح أن قادة البلدين تعاملا مع الأحداث النظامية بسياسات خارجية منسجمة بالرغم من اختلاف موقع الدولتين.

ورأى أن القيادة في تركيا وقطر تميزت بممارسة "القيادة الاستخراجية"، التي توظف الإمكانات والموارد من أجل مصلحة البلد سواء في سياق القوة الناعمة أو الصلبة.

وتابع: "كان واضحا سعي البلدين للعمل باتجاه علاقة تكاملية من خلال مساهمة الطرفين في مد الطرف الآخر بما ينقصه في المجال السياسي والاقتصادي والأمني وغيرها".

كما اعتبر الباحث في رسالته، أن "التطور في علاقة البلدين يمكن أن يؤثر على النظام الإقليمي في حال أصبح هذا النظام أكثر تسامحا".

واستدرك: "لكن يبدو أن قيام البلدين بإحداث تغيير إقليمي صعب في ظل الظروف الإقليمية، حيث يحتاجان لتعاون دول أخرى معهما".

وذكر أن "البلدان يقومان حاليا بالعمل معا من خلال التضامن والتنسيق في مواجهة التهديدات التي تواجه أحدهما، ويعتبر تطوير البلدين لتفاهمات أمنية في سياق التوازن ضد القوى المتوسطة الأخرى في المنطقة التي تحاول تغيير النظام لصالحها".

وتشهد العلاقات التركية القطرية تطورا متناميا وتعاونا متواصلا على مختلف الأصعدة، مع وجود تناغم سياسي كبير واتفاق في وجهات النظر، تجاه كثير من القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما قضايا الشرق الأوسط.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!