ترك برس

تنطلق في بروكسل، اليوم الخميس، أعمال القمة الأوروبية بحضور قادة ورؤساء حكومات الدول الـ27 المشكِّلة للاتحاد الأوروبي، ومن أبرز المواضيع المطروحة على جدول أعمال القمة، العلاقة مع تركيا، في سياق التوترات الجارية في شرق المتوسط.

وتعد العلاقات الأوروبية التركية هي الملف الأهم على أشغال القمة، وذلك على خلفية التوتر الشديد الذي تشهده العلاقات بين اليونان وتركيا، والتصعيد الذي رافقه في شرق المتوسط.

ومن المنتظر أن يؤكد القادة الأوروبيون في هذه القمة على دعمهم لكل من اليونان وقبرص في مواجهة تركيا مع التأكيد على ضرورة التهدئة وخفض التوتر، بحسب ما نقلته "الجزيرة نت."

وتراهن بعض دول الاتحاد الأوروبي، وفي مقدمتها اليونان، على فرض عقوبات ضد تركيا، بغية حملها على تقديم تنازلات في نزاع الغاز مع أثينا وقبرص بمنطقة شرق المتوسط.

وكان رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، قد زار كلا من اليونان وقبرص منتصف شهر سبتمبر/أيلول الماضي، وتحدث هاتفيا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد قال إن كل الخيارات موضوعة على الطاولة، خلال هذه القمة، وذلك في رسالة إلى تركيا إن لم تسلك ما سماه نهجا بنّاء في حل النزاعات الراهنة بشرق البحر المتوسط.

ويبدو أنه من الواضح أن الأمور تتجه نحو الأفضل خاصة بعد المحادثات العسكرية، التي جرت بين أنقرة وأثينا في العاصمة البلجيكية بروكسل، بالإضافة إلى المبادرات السياسية التي ترعاها ألمانيا.

وأمس الأربعاء، شددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في كلمة لها ببرلمان بلادها على أهمية تعاون الاتحاد الأوروبي مع تركيا.

وأوضحت أن للاتحاد علاقات ذات أبعاد متعددة مع تركيا، و"علينا موازنة علاقاتنا مجددا معها"، وأشادت ميركل بحسن استضافة تركيا للاجئين، مشيرة إلى أنها عضو أيضا في حلف الناتو.

وعشية القمة، بعث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رسالة إلى القادة الأوروبيين أكد فيها أن علاقات تركيا بالاتحاد الأوروبي تواجه امتحانا جديدا، في غضون ذلك، كشف مسؤول ألماني رفيع أن القمة لا تتضمن أي خطط لفرض عقوبات على تركيا.

وأشار أردوغان إلى أن "اليونان وقبرص هما سبب المشاكل، وليست تركيا"، مجدِّدا استعداد بلاده للحوار غير المشروط مع اليونان بشأن الخلافات على الحدود البحرية في شرق المتوسط، ونوه إلى دعم مبادرات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في هذا السياق.

وأضاف أردوغان أن تركيا ترغب في رؤية منطقة شرق المتوسط يسودها التعاون والسلام والاستقرار عبر التوزيع العادل للثروات؛ إلا أنه شدد على أن مطالبة تركيا بوقف عملياتها في البحث والتنقيب شرق المتوسط "غير محقة وغير عادلة".

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده واليونان جارتان، وعليهما الجلوس إلى طاولة الحوار لحل المسائل العالقة بينهما، دون أن تنجر اليونان وراء تحريض أطراف معينة.

وقال الوزير التركي إنه يتوقع أن تسفر قمة الاتحاد الأوروبي عن خطوات إيجابية في قضايا عالقة مثل نزاع شرق المتوسط والاتفاق بشأن المهاجرين والاتحاد الجمركي.

وفي حين تبرز تقديرات باحتمال إعلان عقوبات على تركيا استجابة للرغبة اليونانية، وسط تفسيرات باعتبار قرار أنقرة الأخير سحب سفينة "عروج ريس" للشاطئ كمناورة لتخفيف توجهات العقوبات ضدها، ترى أطراف أوروبية أخرى أن سحب السفينة بمثابة "بادرة حسن نية" قبيل القمة.

وكان مسؤولون أوروبيون تحدثوا عن ضرورة انتهاج سياسة "العصا والجزرة" مع تركيا حيال أزمة شرق المتوسط، وهو الطرح الذي رفضته الأخيرة بشدة، مؤكدة أنها ليست من نوع الدول التي يمكن أن تُعامل بهذا الشكل.

وقد وافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين عقدوا اجتماعا في برلين نهاية أغسطس/آب الماضي على طلب قبرص مناقشة فرض عقوبات على تركيا بسبب دورها في عمليات التنقيب التي تجريها في مساحات مائية تطالب بها قبرص.

في المقابل، ذكرت وسائل إعلام تركية أنه في الوقت الحالي، وبالنظر لكافة القضايا الاقتصادية وملف اللاجئين وغيرها بين أنقرة والاتحاد الأوروبي، فإنه من غير الواقعي أن يأخذ الاتحاد قرارا بوقف المفاوضات وفرض عقوبات مؤثرة، مشيرة إلى أن عقوبات اقتصادية متعلقة بسفينة "عروج ريس" هي المطروحة على طاولة الاتحاد.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!