ترك برس

أحيت تركيا الذكرى الـ 72 لوفاة القائد العثماني فخر الدين باشا، الملقب بـ"نمر الصحراء"، والشهير بدفاعه البطولي عن المدينة المنورة في وجه القوات البريطانية.

وبحسب تقرير نشرته وكالة الأناضول، ولد فخر الدين باشا - واسمه الكامل عمر فخر الدين ترك قان- عام 1868 بمدينة روسجوق في بلغاريا، واستقر مع عائلته في إسطنبول عقب الحرب العثمانية الروسية (1877-1878) المعروفة بـ"حرب 93".

تخرج فخر الدين باشا من المدرسة الحربية عام 1888، ثم أتم تعليمه في مدرسة الأركان الحربية ليتخرج منها برتبة نقيب أركان عام 1891، وشارك في الدفاع عن تشاتالجا، واستعادة إدرنة إبان حرب البلقان.

في بداية الحرب العالمية الأولى تولى فخر الدين باشا في الموصل قيادة الفيلق الثاني عشر التابع للجيش الرابع في الموصل، وفي 1914عُين نائباً لقائد الجيش الرابع.

وأخمد فخر الدين تمرد العصابات الأرمنية في أورفه وزيتون وجبل موسى وهتشين (جنوبي تركيا).

-تمرد الشريف حسين

في 28 أيار/ مايو 1916 عينه قائد الجيش الرابع جمال باشا قائداً لحامية الحجاز بالمدينة المنورة، بعد أنباء عن إعداد الشريف حسين لإعلان التمرد بالاتفاق مع الانكليز.

وبعد وصول فخر الدين إلى المدينة، أبلغ جمال باشا بأن الشريف حسين سيعلن التمرد في غضون أيام، ثم أعلن الشريف حسين وأبناؤه التمرد في 3 حزيران/ يونيو 1916، وقاموا بقطع الخطوط الحديدية والتلغراف حول المدينة المنورة.

وبعد يومين من إعلان التمرد، هاجمت قوات الشريف الحسين المخافر الحكومية في محيط المدينة المنورة لكن فخر الدين تمكن من صد هجوم القوات الغازية رغم قلة الإمكانات.

استمر فخر الدين باشا في الدفاع عن المدينة المنورة لمدة عامين و7 أشهر.

- إرسال الأمانات المقدسة إلى إسطنبول للحفاظ عليها من النهب

بناء على قرار الحكومة العثمانية بإخلاء الحجاز بشكل جزئي، عرض فخر الدين باشا على الحكومة نقل الأمانات المقدسة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى إسطنبول حفاظا عليها من النهب، ووفقت الحكومة العثمانية بشرط تحمل فخر الدين باشا مسؤولية إيصالها بسلام إلى إسطنبول.

وشكل فخر الدين باشا لجنة لتدقيق 30 قطعة من الأمانات المقدسة، ثم أرسلها إلى إسطنبول برفقة ألفين جندي.

وبعد انشقاق البدو وانضمامهم إلى قوات الشريف حسين والانكليز، بات من الصعب على قوات فخر الدين باشا حماية الخط الحديد الذي يربط المدينة المنورة بسوريا، وقام الجاسوس البريطاني الشهير بـ "لورانس العرب" بتلغيم الخط الحديدي وتفجيره.

بعد ذلك، قرر فخر الدين باشا إخلاء المدينة المنورة، وطلب من أمير مكة الشريف حيدر باشا مغادرة المدينة المنورة مع نحو 3 إلى 4 آلاف شخص.

واستمر فخر الدين باشا في الدفاع عن المدينة، لكن المتمردين استطاعوا محاصرة المدينة بعد السيطرة على محطة المدورة الواقعة بين توك والمدائن، ثم بدأت المجاعة والأمراض بالتفشي بين المتبقين من الشعب والجنود.

في 30 أكتوبر/ تشرين أول 1918 وقّعت الدولة العثمانية "هدنة موندروس" وانسحبت من الحرب العالمية الأولى.

وبعد هدنة موندروس، واصل فخر الدين باشا الدفاع عن المدينة المنورة لمدة 72 يوماً، وفي 13 يناير/ كانون ثاني 1919 اضطر لإيقاف دفاعه عن المدينة بسبب نفاد الطعام والأدوية والذخيرة، وبذلك انتهى الحكم التركي في المدينة بعد أن استمر 400 عاماً.

أرسل الإنجليز "نمر الصحراء" إلى مصر ثم إلى مالطا بصفته أسير حرب.

وفي 8 أبريل/ نيسان 1921 تمكن من مغادرة مالطا متوجهًا إلى أنقرة للانضمام إلى حرب الاستقلال، وكلّفه القائد العام مصطفى كمال (أتاتورك) بتوحيد القوات التركية التي تحارب في الجبهة الجنوبية ضد الجيش الفرنسي.

وعقب انتهاء الحرب على الجبهة الجنوبية بعد توقيع اتفاقية أنقرة مع فرنسا، عُين فخر الدين باشا من قبل مجلس الأمة التركي سفيرًا في العاصمة الأفغانية كابل في 9 نوفمبر/ تشرين ثاني 1921، ولعب دوراً مهماً في تعزيز الصداقة التركية - الأفغانية.

تقاعد فخر الدين باشا من الجيش عام 1936، وفي 22 نوفمبر عام 1948 توفي إثر تعرضه لأزمة قلبية أثناء سفره بالقطار قرب مدينة أسكي شهير التركية، ودفن في مقبرة آشيان أسري بإسطنبول.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!