ترك برس

أضيفت مغارة جديدة إلى المغارات التي يعتقد إنها تعود لأصحاب الكهف، الذين تم ذكرهم في القرآن الكريم، والبالغ عددها 33 مغارة في العالم، تقع هذه المغارة في منطقة ليجة بمدينة ديار بكر جنوب شرق تركيا.  

ومن المعروف بأن أصحاب الكهف هربوا من ظلم الملك بعد اتباعهم لدين المسيحية، ثم لجؤوا إلى مغارة وناموا فيها، وقد ذكرت قصتهم في سورة الكهف بالقرآن الكريم واستيقاظهم بعد نومهم لمدة 309 أعوام، كما تم ذكرهم في الكتب المسيحية واليهودية وحتى المراجع الهندية، وتم تحديد 33 مغارة كمقام لأصحاب الكهف في أماكن مختلفة بالعالم، وقام الدكتور حسن تانريفردي، بإجراء دراسات وأبحاث تتعلق بالأماكن والدراسات المتعلقة بأصحاب الكهف، ليكتشف أن المغارة الموجودة في قرية "دورو"، المعروفة سابقا باسم "دركام" التابعة لمنطقة "ليجة" في ديار بكر تعود لأصحاب الكهف السبعة، ليتم تسجيلها المغارة رقم 34. 

يهتم الدكتور حسن تانريفردي، عميد كلية الحقوق و رئيس قسم القانون المقارن في جامعة دجلة، بالبحث والدراسة في الشريعة الإسلامية والتاريخ الإسلامي، وقد لفتت سورة الكهف انتباهه للبحث فيما يتعلق بأصحاب الكهف بما تحتويه من تفاصيل مهمة عن أصحاب الكهف لا توجد بباقي السور القرآنية، فقد كان يقرأ في شبابه سورة الكهف وتفسيرها باللغة العربية، ويقول: "سورة الكهف هي السورة الوحيدة التي فصلت قصة أصحاب الكهف، وذكرت بأسلوب رائع أبعاد الكهف وزاوية الشمس والعملة الفضية والمؤامرة، لاهتمامي بها بدأت بالبحث عن منطقتهم الجغرافية التي عاشوا بها".

ذكر الدكتور تانريفردي، أن مصدره الأول في البحث هو وهب بن منبه، الذي عاش في عهد الدولة الأموية، والذي قرأ عنه الكثير من الكتب، فقد اشتهر بعلمه عن الأمم السابقة والأنبياء، كما تعد أقواله من أهم المصادر في الدراسات والأبحاث، وقال: "وهب بن منبه هو من أوائل من ذكروا أصحاب الكهف، وفقا لما ذكره (بأن أحد حواريي النبي عيسى جاء إلى مدينة دقيانوس، التي كانت محاطة بالأسوار وتم وضع صنم على باب مدخلها، وكان ينبغي على كل من يريد الدخول إليها أن ينحني للصنم، لذلك فضل الحواري ألا يدخلها، وبدأ بالعمل في حمام بالقرب منها لدعوة الناس القادمين إلى الحمام لدين المسيحية، وكان يعتقد بأنه أرشد خمسة أشخاص من أهل دقيانوس، لكن عندما عثر على أحد أبناء دقيانوس ميتا في الحمام، غادره الحواري لقلقه من اتهامه بالمسؤولية عن وفاته، وبالفعل أشار التحقيق إلى اتهام الحواري وأتباعه".

وفقا لمصادر ما قبل الإسلام ولأقوال وهب بن منبه، فإنه يعتقد باعتناق أشخاص بأسماء مكسلينا وميسلينا ومرنوش ودبرنوش وكفشتاتايوش، الدين المسيحي، وقد ذكر تانريفردي، بأنهم كانوا أشخاصًا أرستقراطيين من دقيانوس، وأن مرسوما فوريا صدر بإعدام كل من اعتنق الدين المسيحي في دقيانوس، و مع ذلك عندما عرف بأن من اعتنق المسيحية أرستقراطيين، تم إعطائهم مهلة ثلاثة أيام للتخلي عن دينهم.  

تابع تانريفردي قائلا: "قرر الأشخاص الستة في آخر وقت المهلة النهائية الهروب، قائلين (لا نقبل بعبادة الأوثان، وربنا هو رب السماوات والأرض)، لذلك امتطوا خيولهم ليلا وهربوا، وتوجهوا إلى قرية راكيم، حيث يرعى الراعي "يمليها"  المؤمن بعبادة الله وحده، قالوا له (هربنا بعد أن صدر مرسوم بإعدامنا)، فقال لهم يمليها (ما دمتم هربتم، والموت من خلفكم، سنلجأ إلى مغارة يصعب الوصول إليها)، فساروا في الطريق طوال الليل برفقة الراعي وكلبه، ووصلوا إلى مغارة على تلة جبل في الصباح، ثم غطوا في نوم هانئ عميق على نية الهروب بعد الاستراحة من التعب".

كم من الوقت ناموا؟

ذكرت المصادر المسيحية بأنهم ناموا لمدة 300 عام، كما ذكرت سورة الكهف بأن نومهم استمر لمدة 309 أعوام وأن استيقاظهم في وقت الظهيرة وفي نفس الموسم، كما ذكرت بعض المصادر أن ملك دقيانوس أرسل من يتعقب أثرهم وغطى المغارة بجدار ليموتوا في مكان نومهم.

يؤكد تانريفردي، عدم صحة هذا القول بقوله: "وردت في القرآن تفاصيل عن نوم أصحاب الكهف (لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا)، لقد راجعت في الكثير من كتب التفاسير مثل الطبري والألوسي والقرطبي وفخر الدين الرازي وأبو سعود أفندي وغيرهم... تذكر المصادر أن مخبري دقيانوس وجدوا المغارة بتعقب الآثار، لكن كل من يدخل إلى المغارة يخاف ويصرخ هاربا، حتى المخبرين دخلوها ثم فروا هاربين على الفور، كما تظهر الآيات الكريمة دخول الشمس عليهم عند شروقها وغروبها، وأن أصحاب الكهف اعتقدوا عند استيقاظهم أنهم ناموا يوما أو بضع يوم، لأن ملابسهم لم تتغير ولحاهم بنفس الطول وفي نفس الموسم، أرسلوا يمليها، بنقودهم المعدنية إلى المدينة ليشتري لهم الطعام، وحذروه بأن لا يذكر عنهم أي شيء، وعندما أراد التسوق بالنقود التي تعود لما قبل 309 أعوام، اكتشفت قصته، وتوجه معه والي المدينة وأهلها إلى مغارة أصحاب الكهف، ليكونوا شاهدين على  معجزتهم، فأخبرهم الوالي بعدم وجود ما يخيفهم بعد الآن، كما دعاهم للقدوم للعيش في المدينة، ثم دخلوا السبعة أشخاص مع كلبهم إلى المغارة للتشاور وتوفوا جميعهًا".

ما هي العلامات؟

يوجد 33 مكانا مختلفا في العالم يقال إنه مغارة أصحاب الكهف من إسبانيا إلى أفغانستان، منها 3 مغارات في تركيا تقع في مرسين وكهرمان مرعش وإزمير، أشار تانريفردي، إلى أن المغارة الموجودة بين منطقتي هاني وليجة في ديار بكر، هي المغارة التي تشير لها الآيات المذكورة في القرإن الكريم، وقال: "ذكر اسم الرقيم مع أصحاب الكهف في سورة الكهف (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم...)، اسم القرية الحالي هو دورو، كان اسمها سابقا دار الرقيم، كما يحتفل سكان المنطقة بإقامة الولائم في يوم 28 أيار/ مايو، اليوم الذي استيقظ فيه أصحاب الكهف منذ عدة قرون، أهم ميزة هي العلامات المادية والجغرافية التي ذكرت في القرآن بأن الشمس تضربها من جهة الشرق عند شروقها ومن جهة الغرب عند غروبها، لدى هذه
المغارة هذه الميزة، كما ذكر هذا الوصف بالضبط في تفسير أبو سعود أفندي".

أعرب تانريفردي، عن إدراكه لوجود اعتراضات من أشخاص مدافعين عن مغارة منطقتهم بأنها مغارة أصحاب الكهف سواء في تركيا أو في العالم، لذلك سيتم تنظيم ندوة من قبل جامعة دجلة وبالتنسيق مع ولاية ديار بكر، لنقل الحقائق التي تم التوصل إليها ووضع الأدلة على الطاولة. 

وأضاف: "يحتفل هنا في يوم 28 مايو، كما يحتفل العلماء في تركيا والعالم بهذا اليوم، سأدعو الباحثين والمؤرخين، لنتحدث ونناقش لنرى أي مغارة تشير لها العلامات القرآنية، في ذلك الوقت علينا جميعا القبول بالنتيجة".

يثق الدكتور تانريفردي، بنتائج بحثه ودراساته، كما يعتقد أنه سيثبتها وفقا لعلامات القرآن الكريم وللمصادر الاخرى، وإذا تمكن من ذلك فسيتم قبول أن أصحاب الكهف السبعة استيقظوا في ديار بكر.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!