ترك برس

بالرغم من البعد الجغرافي فيما بين تركيا وباكستان إلا أنهما ترتبطان بروابط تاريخية مشتركة مع التراث الديني والثقافي الراسخ بسبب سياسة البلدين، وأيضا بينهما علاقات وتعاون وثيق في مختلف المجالات. ومؤخرًا شاركت تركيا باحتفالات العيد الوطني الباكستاني، وغنّى فنان باكستاني أغنية باللغتين التركية والأوردية تلفت الانتباه للصداقة بين باكستان وتركيا وأذربيجان، اسمها "تركيا قلب باكستان وأذربيجان روحها".

وشارك كل من فرقة السلاح الجوي (SOLOTÜRK) التي تؤدي حركات بهلوانية بالطائرات المقاتلة من سلاح الجو التركي، واتحاد "مهتران" الذي يقدم عرضًا موسيقيًا للفرقة العسكرية العثمانية الانكشارية، بالاحتفالات التي تم تنظيمها في 26 آذار/ مارس في إطار العيد الوطني الباكستاني في العاصمة إسلام أباد.

كان أول ظهور لفرقة السلاح الجوي التركي بالحركات البهلوانية خلال فعالية الاحتفال بالذكرى المئوية للسلاح الجوي في 15 نيسان/ أبريل 2011، بقاعدة أكينجي في أنقرة.

ونشرت وزارة الدفاع الوطني مقطع فيديو على حسابها في تويتر، لأداء اتحاد مهتران وفرقة العروض الجوية SOLOTÜRK في الاحتفالات، وقالت: "شاركنا في احتفالات اليوم الوطني لدولة باكستان الشقيقة والصديقة، وقدمنا عروض SOLOTÜRK التي زينت السماء بعروضها البهلوانية، وعروض اتحاد مهتران حيث أثارت أناشيدها حماس الجمهور الباكستاني خلال احتفالات إسلام أباد، لتدوم الأخوة بين باكستان وتركيا".

أغنية توثق صداقة ثلاث دول "تركيا قلب باكستان وأذربيجان روحها"

الفنان الباكستاني أسد قريشي، ألّف أغنيةً ولحّنها لتسليط الضوء على الصداقة التي تجمع باكستان مع تركيا وأذربيجان، أطلق عليها اسم "تركيا قلب باكستان وأذربيجان روحها"، وأدّاها باللغتين التركية والباكستانية، بهدف دعم الصداقة بين الدول الثلاث.

وقام قريشي بتصوير مقاطع الأغنية في مدينة لاهور الباكستانية، وعرض من خلالها صورًا لرؤساء الدول الثلاث: الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، ورئيس الوزراء الباكستاني عمران خان.

ترتكز العلاقات بين باكستان و تركيا على روابط تاريخية مشتركة مع التراث الديني والثقافي الراسخ بسبب سياسة البلدين، وبالرغم من بعدهما الجغرافي حافظ كلا البلدين على العلاقات والتعاون الوثيق في مختلف المجالات مثل الاقتصاد والدفاع. وتعد تركيا من أوائل الدول التي اعترفت بدولة باكستان بعد أن تأسست في عام 1947، مما أدى لتطور العلاقات وتعمقها، خاصة بدعم البلدين لبعضهما البعض في أصعب الأوقات مثل الكوارث الطبيعية.

ونجم عن العلاقات التركية الباكستانية، تأسيس مجلس التعاون الاستراتيجي YDSK في عام 2009، كما قام الرئيس أردوغان، بزيارة رسمية إلى باكستان في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، وحضر أردوغان أيضًا قمة منظمة التعاون الاقتصادي EİT بإسلام أباد في آذار/ مارس 2017.

ومن الجدير بالذكر أن حجم التجارة الثنائية بين تركيا وباكستان بلغ 675 مليون دولار حتى نهاية عام 2017. كما بلغ حجم استثمارات الشركات التركية في باكستان حوالي 2 مليار دولار، وإجمالي حجم  المشاريع التي قامت بها الشركات التركية في باكستان بمجال البناء 1,7 مليار دولار حتى بداية عام 2019.

وقام رئيس الوزراء عمران خان، بزيارته الرسمية الأولى لأنقرة، برفقة وفود رفيعة المستوى في 3 كانون الثاني/ يناير 2019، وذلك بدعوة من الرئيس أردوغان، حضر خلالها منتدى رجال الأعمال والمستثمرين المنعقد في أنقرة.

تتواصل أيضا انشطة البحث والتطوير في إطار التعاون والمشتريات العسكرية فيما بين تركيا وباكستان، كما يتم تنفيذ مشاريع دفاعية مختلفة بين البلدين في ظل تنسيق مستمر وزيارات متبادلة ومنتظمة من قبل المسؤولين العسكريين.

وتحتل أنشطة المساعدات التي تقوم بها وكالة التعاون والتنسيق TIKA مكانة مهمة في العلاقات الثنائية، حيث دعمت الوكالة باكستان خلال وقوع الزلزال في عامي 2005 و2010، بإنشاء العديد من المدارس والمستشفيات، ولا تزال تقدم الكثير من الدعم عند الحاجة.

وقد استفاد ما يزيد عن مئة ألف طالب باكستاني من المنح الدراسية المقدمة بالتنسيق مع مؤسسة الأتراك في الخارج والمجتمعات ذات الصلة YTB.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!