ترك برس

عقب جنوح سفينة حمولة في قناة السويس بمصر، أعلنت تركيا عن استعدادها لإرسال سفينتها "نانه خاتون" المخصصة للإنقاذ، للمساهمة في تعويم السفينة العالقة، ما أثار الفضول لمعرفة صاحبة اسم السفينة التركية.

نانه خاتون هي امرأة عثمانية بسيطة كانت تعمل مع أهل قريتها في الزراعة، التي تقع في حي العزيزية التابع لمدينة أرضروم، شمال شرقي تركيا، ويقع بالقرب من حيّها أحد الحصون العثمانية، التي كانت تصد هجوم الجيوش الروسية على المدينة.

في بداية الحرب الروسية التركية، وتحديدا في يوم 7 نوفمبر/تشرين الثاني 1877، استولى الروس على حصن العزيزية بعد أن قُتلت كل الحامية العثمانية، ومن بينهم حسن شقيق نانه خاتون، فأقسمت "أن تنتقم لله ولموت شقيقها ولوطنها الجريح".

زحف جيش الأهالي، وفي مقدمته " نانه خاتون"، التي ركضت حتى سبقت الجميع، في هجومه ومواجهته للترسانة الروسية بسلاح بسيط، ورغم مقتل مئات المدنيين العثمانيين بالرصاص الروسي؛ إلا أن الأهالي استطاعوا دخول الحصن بعد أن كسروا أبوابه الحديدية.

وقد عثر على نانه خاتون مصابة وفاقدة للوعي، وهي قابضة بشدة على فأسها بيديها المخضبتين بالدماء، وأمضت بقية حياتها في العزيزية، وبعد سنوات فقدت زوجها، ثم فقدت ابنها يوسف في معركة "جنق قلعة" الشهيرة.

وعُرِفَت نانه خاتون باسم "أم الجيش الثالث"، كما حصلت على لقب "أم الأمهات" في عيد الأم عام 1955. وتوفيت نانه خاتون، إثر إصابتها بمرض الالتهاب الرئوي في 22 مايو/أيار 1955، عن عمر يناهز 98 عاما، ودفنت في مقبرة الشهداء بحصن العزيزية.

وتخليدا لاسم نانه خاتون الملقبة بـ"قاهرة الغزاة الروس"، تم تسمية الكثير من الشوارع والحدائق والمساجد باسمها، وتم إنتاج الفيلم التركي "غازي كادين نانه خاتون" (Gazi Kadın Nene Hatun) عام 1973، من بطولة توركان شوراي، وقادر إينانير، كما أُنتج فيلم ثان بعنوان نانه خاتون عام 2010.

وكان وزير النقل والبنية التحتية التركي، عادل قره إسماعيل أوغلو، أعلن استعداد بلاده تقديم المساعدة في إعادة تعويم السفينة الجانحة بقناة السويس، وذلك قبل النجاح في تعويمها صباح اليوم.

وقال إسماعيل أوغلو في مقابلة تلفزيونية إن "الحادث يؤثر على التجارة العالمية، ولدينا أسطول قوي وماهر للغاية، وعرضنا تقديم المساعدة، وإذا تلقينا ردا إيجابيا سنقدم المساعدة"، مضيفا "سفينة نانه خاتون، التي نمتلكها، واحدة من السفن المعدودة في العالم، التي تنفذ مثل هذه العمليات الكبيرة".

والإثنين، أعلنت هيئة قناة السويس، نجاح جهود طواقمها وشركة الإنقاذ الهولندية (SMIT)، في تعويم السفينة الجانحة في ممر القناة منذ الثلاثاء الماضي.

وصباح الثلاثاء الماضي، واجهت سفينة الحاويات طقسا عاصفا أثناء سفرها شمالا في قناة السويس من الصين إلى مدينة روتردام الهولندية؛ ما أدى إلى جنوحها، وسد الممر المائي العالمي.

والسفينة مملوكة لشركة "شوي كيسن" اليابانية، ومسجلة في بنما، ومستأجرة من شركة "إيفر غرين" التايوانية، ويبلغ طولها 400 متر، وتحمل نحو 220 ألف طن من البضائع. 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!