ترك برس

أصبح تطبيق "غيتير" (Getir) أعلى الشركات الناشئة قيمة في تركيا بعد وصول قيمته إلى 2.6 مليار دولار (21.6 مليار ليرة تركية)، وصارت شركة "غيتير" ثاني "شركة أحادية القرن" أو "يونيكورن" (Unicorn) في البلاد مع تجاوز قيمتها حاجز المليار دولار، إذ يرمز هذا المصطلح إلى الشركات الناشئة التي تتجاوز فيمتها المليار دولار.

وبخلاف ما جرت عليه العادة، لم يخرج المؤسسون من شركة "غيتير"، ولم يتم الاستحواذ عليها من قبل شركة أخرى. فعلى سبيل المثال خرج رائد الأعمال المؤسس لأول شركة أحادية القرن في تركيا "بيك غيمز" (Peak Games) من الشركة بعد أن اجتازت قيمتها المليار دولار، حيث استحوذت عليها شركة "زينغا" (Zynga) الأمريكية العملاقة في صناعة الألعاب العالمية مقابل 1.8 مليار دولار في عام 2020، وانتقلت إدارتها بشكلٍ كاملٍ إليها. 

وفي هذا السياق، أشار الشريك المؤسس لشركة "غيتير"، ناظم سالور، إلى أهمية امتلاك الشركاء المؤسسين الخمسة 60 بالمئة من أسهم الشركة الناشئة، التي جمعت في الأسبوع الماضي 300 مليون دولار في جولة التمويل التي تهدف للتوسع على الساحة الدولية.

وقدّرت جولة التمويل قيمة الشركة بنحو 2.6 مليار دولار، ولم يخرج أيٌّ من الشركاء المؤسسين من الشركة.

وفي حديث للصحافة، قال سالور: "منذ البداية، كنا ننصح الشركات الناشئة بأن تعامل المستثمرين بسخاء وألا تفقد حصتها"، مضيفًا أنهم عقدوا اجتماعات بصبر وتفاوضوا بشكل جيد مع المستثمرين في هذه المرحلة.

وأكّد على مفهوم المحافظة على حصة في الشركة بقوله: "نحن نقول: لا تبع شركتك كأنها صوص أو دجاجة، بل اربح المال من البيضة". 

وأشار سالور إلى أنه ليس ضد المستثمرين الأجانب، لكنه "ضد الحالة التي يتمّ فيها تفسير الخروج على أنه الخيار الوحيد. وإلا فإننا سنستفيد أيضًا من المستثمرين الأجانب. ومع ذلك، لقد تفاوضنا معهم بجد. وكنا انتقائيين للغاية. وبهذه الطريقة، ظلّت نسبة الشركاء المؤسسين والمستثمرين المحليين أعلى من 60 بالمئة".

تحلّى سالور بالصبر في طريقه إلى النجاح واستمرّ في طريقه دون يأس حتى عندما واجه صعوبات كبيرة بشأن تطبيق سيارات الأجرة "بي-تاكسي" (BiTaksi) الذي يُعدُّ من مؤسسيه أيضًا.

حيث واجه التطبيق منافسة من تطبيق "إي-تاكسي" (iTaksi) التابع لبلدية إسطنبول، وكان إذا جاز التعبير "مهزومًا".

لكن حقيقة أنه وجد فكرة "غيتير" وطورها في أثناء متابعته أداء تطبيق "بي-تاكسي"، ومحاولته جمع مستثمرين للمشروع، بدلًا من الاستسلام لليأس مع صعود تطبيق "إي-تاكسي"، هي مثالٌ رائع.

وفي الواقع، لدى النظر إلى هذا الجانب، فإن منافسة مؤسسات كبرى مسؤولة عن تنظيم القطاع مثل بلدية إسطنبول، لم تصرف سالور عن مساره.

وبالمحصلة، لم يخطىء سالور باتباعه مشروعه الخاص، على الرغم من تعرضه للهزيمة في جولات سابقة، إلا أنه قرر الاستمرار في أعمال أخرى مستلهمًا من تجربته في "بي-تاكسي".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!