ترك برس

الخط الغباري هو فن الخط الرفيع جدا والصغير جدا، الذي لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، ويعد عمر فاروق تكين، أحد الأساتذة الاثنين المعروفين بهذا الفن في تركيا، حيث ينتج أعمالا صغيرة الحجم إلا أنها ذات قيمة كبيرة.

اختفى فن الخط الغباري منذ أكثر من مئتي عام، عند توقف استخدام الحمام الزاجل، فقد ظهر هذا الخط في القرن التاسع الميلادي لإرسال البيانات والأوامر الفورية من قبل الدواوين، كان الفنان التركي نجاتي كوركماز، أول من أعاد إحيائه، بعد أبحاث ودراسات استمرت لمدة 20 عاما، ويقال بأن العثمانيين طوروا  هذا الفن مبتكرين كتابة المصاحف الصغيرة التي كانت تحفظ في علب الذهب أو الفضة.

أشار عمر فاروق تكين، البالغ من العمر 26 عاما، المقيم في أنقرة،  إلى عمله بفن الخط الغباري منذ عام 2015، بهدف الحفاظ على هذا الفن وحمايته من الاندثار والنسيان، وقال: "كنت مهتما بالفن والكتابة منذ طفولتي، وعندما شاهدت أعمال الفن الغباري المعروضة في متحف مولانا، لفتت انتباهي وبدأ فضولي منذ ذلك الحين، مما دفعني للعمل به وممارسته، وأصبحت اليوم حرفيا مؤهلا بهذا المجال".

يعمل تكين، بالمواد الدقيقة جدا مثل بذرة التين وحبة الرز، حيث يقوم بكتابة كتابات صغيرة لا ترى بالعين المجردة، ويجهز أعماله باستخدام المجهر والعدسة المكبرة، ويقول: "هذه الكتابات هي فن يتم القيام به ضمن قاعدة معينة وليست كأي كتابة عادية، وتنفذ بطريقة خاصة من خلال الاهتمام بتشريح الحرف قدر الإمكان".

يعد الفنان الشاب تكين، أحد الممثلين المهمين في فن الخط الغباري في تركيا، ويقوم بعرض أعماله الصغيرة بحبوب الأرز أو بذور التين، التي تشبه إلى حد ما أسلوب الدراويش، كما يستخدم إبرة النحلة بالكتابة في بعض الأحيان، وأحيانا شارب الثعلب كفرشاة، وتساعده هذه الأدوات الفريدة على إنتاج أعمال فنية نادرة تمتاز بأحبارها المختلطة الخاصة، ويعرضها في متاحف ومعارض عديدة.

أشار عمر فاروق تكين، إلى صنعه مسبحة من أصغر بذور التين في العالم عام 2016، وقال: "تعرض هذه المسبحة في متحف ديار بكر، لقد كان من نصيبي أيضا كتابة سورة الإخلاص كاملة على حبة الأرز مع البسملة الشريفة".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!