ترك برس

قال مركز دراسات الشرق الأوسط (ORSAM)في أنقرة، أن أحد أسباب التحول في الموقف الإماراتي تجاه تركيا وتقاربها مع الأخيرة، هو جهود التطبيع بين أنقرة وعواصم عربية أخرى، أبرزها القاهرة والرياض.

وأضاف في تقرير له حول أسباب الانفتاح الإماراتي تجاه تركيا، أ، أسباب التحول في العلاقة تعود إلى جهود التطبيع بين تركيا ومصر وقطر والمملكة العربية السعودية.

وأوضح تقرير "أورسام" أن من بين الأسباب الأخرى لهذا التحول في العلاقات بين البلدين، هو تغيّر القيادة في الولايات المتحدة، والآثار الاقتصادية السلبية لفيروس كورونا المستجد.

وتابع التقرير قائلاً: "يبدو أن القدرة العسكرية المتزايدة لتركيا لعبت دورا حاسما في تغيير السياسة."

وأردف: "يضاف إلى ذلك أن مصر والسعودية -وهما من أقرب حلفاء الإمارات- غيرتا سياساتهما تجاه تركيا، وهو ما أثر أيضا في موقف أبوظبي تجاه أنقرة."

هذا ولم يكن يتوقع الخبراء هذه السرعة في الانفتاح بين أنقرة وأبوظبي، بعدما كان يسود التباعد والاصطفافات وسط تراكمات من الخلافات الثنائية والإقليمية.

والتقارب التركي الإماراتي الذي تجسد الأربعاء الماضي في اللقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان لم يكن مفاجئا، وإنما سبقه كثير من المؤشرات والسياقات وحتى التصريحات التي مهدت لإعلان لقاء كهذا يتوقع أن يكون مقدمة لشراكة أوسع، بحسب تقرير لشبكة الجزيرة القطرية.

مراقبون ذكروا أنه بعد مرور عقد كامل على "الربيع العربي"، انتهت معظم الثورات وخارت قوى جماعة الإخوان المسلمين مما يترتب عليه تخفيف اثنين من مصادر التوتر الرئيسية بين أبوظبي وأنقرة.

وأوضحوا أن الإمارات أدخلت تعديلات على سياساتها تتماشى مع وضعية خفض التصعيد في الإقليم والتي بدأت مع خسارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة ومجيء إدارة الرئيس جو بايدن.

وعلى الرغم من إسناد معظم المراقبين أسباب الانفتاح السريع بين الدولتين للملف الاقتصادي؛ فإن سمير صالحة -أستاذ العلاقات الدولية في جامعة كوجالي- يُخطّئ مَن يعتقد أن انطلاق الحوار التركي الإماراتي سببه اقتصادي كون العلاقات التجارية بين البلدين لم تتراجع على الرغم من كل التوتر في الملفات السياسية.

يُشار الى أن الإمارات تحتل المرتبة الأولى بين دول الخليج التي تستثمر داخل تركيا بحجم 4.3 مليارات دولار، حسب تقرير لوكالة الأناضول، كما أن مستشار الرئاسة الإماراتية الوزير أنور قرقاش يذكر أيضا أن دولته هي الشريك التجاري الأول لتركيا في الشرق الأوسط.

وقال الأكاديمي التركي صالحة: "كانت أبوظبي على علم بتفاصيل الحوار التركي المصري، والتركي السعودي، والمبادرة التركية في موضوع سد النهضة، وزيارة رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان إلى تركيا التي أعقبتها زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى العاصمة التركية، كما كانت أنقرة على علم بتفاصيل الخطة الإماراتية لتسوية النزاع الإثيوبي مع القاهرة والخرطوم، ودور الإمارات في دفع الأمور نحو الحلحلة في الملف الأفغاني الذي تُناقش فيه وتُعرَض خطة عربية إقليمية على أطراف النزاع".

ولفت إلى أن مستشار الأمن الوطني في الإمارات طحنون بن زايد كان في القاهرة قبل زيارته إلى أنقرة بأسبوع، وكانت هناك خطوات محسوبة وتفاهمات على نار هادئة، والتحرك الإماراتي التركي مرتبط حتما بالتحرّك الثلاثي التركي القطري الأردني.

بينما ذكر علي باكير الباحث في مركز ابن خلدون أنه سبق لأبوظبي أن استخدمت السياسة مدخلا لتطبيع العلاقة مع أنقرة بُعيد الانقلاب العسكري الفاشل عام 2016، لكن هذه المحاولة انتهت بشكل سيئ وتدهورت العلاقات بشكل أكبر مما كانت عليه مع غياب الثقة بمحاولة الانفتاح الإماراتية، لذلك تستخدم أبوظبي الآن أسلوبا آخر وهو الاقتصاد الذي هو مصلحة لها بالانفتاح على أنقرة.

والأربعاء الماضي، اختتم ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، زيارة رسمية إلى أنقرة التقى خلالها الرئيس رجب طيب أردوغان، ووقع الجانبان 10 اتفاقيات على هامش الزيارة.

والزيارة هي الأولى من نوعها منذ 10 سنوات، وتشكل علامة فارقة وذات أهمية كبيرة على صعيد العلاقة بين الدولتين من جهة، وعلى صعيد المحاور المنقسمة التي اصطفت بها دول الإقليم خلال السنوات الأخيرة، من جهة أخرى.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!