نهال كرجا - صحيفة خبر ترك – ترجمة وتحرير ترك برس                   

يتعرّض حزب العدالة والتنمية لتأثير سلبي كبير نتيجة الضُغوطات التي تقوم بها أحزاب المُعارضة وعلى رأسها الحزب الجمهوري والحزب القومي وحزب الشعوب الديمقراطية. فهذه الأحزاب لا تُمارس أي منافسة حقيقية بين بعضها البعض وإنما ينصبّ كل تفكيرها على طُرق ووسائل من أجل الإطاحة بالحزب الحاكم حزب العدالة والتنمية.

يوجد الكثيرمن الدوافع المُختلفة التي تُحرّك المعارضين للحزب الحاكم، فعندما نرى إجتماع ما لا يقل عن 30 ألف شخص بطلب من دميرتاش في إزمير أثناء حملته الإنتخابية  فهي بالتأكيد دوافع خارج ردود الأفعال السياسية الطبيعية.

لقد توحّدت إتجاهات سياسية متناقضة في حزب الشعوب الديمقراطية. فكما هو معروف أن ألد الأعداء للقوميين الأكراد هم القوميين الأتراك، ولطبيعة الظروف التي تعيشها السياسة التركية جعلت كلى الطرفين أكثر قربا من بعضهم البعض، فقد جمع حزب الشعوب الديمقراطية تحت مظلته الكثير من المُختلفين سياسيا، مثل اليساريين والكماليين والقوميين الأتراك.

في محاولات حزب الشعوب الديمقراطية الحصول على معدل إنتخاب أعلى ومنافسة حزب العدالة والتنمية في التكتلات التي يتركز فيها مؤيدوه ومنتخبوه، يسعى للإستفادة من ثنائية الحركة السياسية والقوة العسكرية، فهو يشعر أنه بحاجة للسلاح والقوة التي تتعامل معه. لا أتوقع أن تكون محاولات حزب الشعوب الديمقراطية في تعدّي الحد الإنتخابي ناجحة بنسبة 100% لكن ستكون لهم نجاحات حتى ولو كانت محدودة. المشكلة هنا ليست إمكانية تعدي الحد الإنتخابي وإنما التقلّبات الغير متوقعة للمزاج العام الإنتخابي، إلى الآن لم تظهر دلائل تبين أن مثل هذه التقلبات مُرشحة الحصل، لكن كون الفترات الزمنية دول، فإن إنقلاب المزاج الإنتخابي يبقى واردا حتى لو بنسبة ضئيلة. فمثلا الأكراد الذين انتخبوا في الماضي أردوغان، ترى جزء منهم يريد أن ينتخب حزب الشعوب الديمقراطية لأنه كردي.

 

لو فكرنا في إحتمالية عدم فوز أردوغان برئاسة الجمهورية، ما الذي كان من الممكن أن يحصل؟ أو ما الذي يمكن أن يحصل لو فقد حزب العدالة والتنمية مكانتة في سدة الحكم؟......

لو فقد حزب العدالة والتنمية زخمه الإنتخابي وقدرته السياسية ونتج عن ذلك عدم تمكنه من تكوين حكومة لوحده، في تلك اللحظة فقط سيكون على كل الأحزاب التحالف من أجل محاولة أخذ زمام المبادرة والسيطرة على الحكومة. أتعلمون ما الذي يمكن أن يحدث لو أمسك التحالف إدارة الأمور؟ لقد رأينا الخراب الذي جلبه التحالف في الماضي، لكن لو تمكّن التحالف في المستقبل ستكون المشاكل التي جلبها في الماضي مجرد لعب عيال، وسيقضي التحالف على كل المُنجزات التي حققتها تركيا في السنوت الأخيرة، فلا اقتصاد ولا حياة سياسية ولا أمن ولا استقرار؛ ذلك لأن الأحزاب في التحالف ستكون غير موحدة وسيعمل كل حزب فقط حسب أجنداته الخاصة.

ستتم مُعاداة ومُحاربة أردوغان وحزب العدالة والتنمية ومشروع تركيا الحديثة ، فهناك الكثير من المشاريع التي لا تعجبهم، سيجمعوها ثم سيعملون على تفكيكعا وإعادة بنائها حسب رغباتهم، حتى تركيا قبل 13 عام ستكون نعمة لما سيُحضروه لنا؛ لأنهم لا يملكون خطط مستقبلية، وإنما يملكون الرغبة الشديدة الجامحة لهزيمة أردوغان بأي شكل كان.

ولتعلموا علم اليقين أن هذا التحالف رغم إجتماعه على محاربة الحزب الحاكم حزب العدالة والتنمية إلا أنهم لو تمكنوا في الحكم، ستدب بينهم العداوة والبغضاء وستكون معارك سياسية دامية. فمن الكماليين الذين يحملون أفكار الإسلاموفوبيا، إلى الجمهوريين الذين سيسكبوا الزيت على نار الحروب بالمنطقة، ومن حزب الشعوب الديمقراطية الذي يُخفي تحت جناحية الإرهابيين من حزب العمل الكردستاني، الى التنظيم الموازي الذي يسيطر على كثير من المكاتب الحكومية، كل هؤلاء سيتصارعون مع بعضهم ومع القاعدة التنظيمية لحزب العدالة والتنمية ومع الشريحة الواسعة من الشعب التي تؤيد أردوغان وحزبه، نعم ستكون معارك طاحنة تُفضي الى فوضى تأكل الأخضر واليابس.

مُختصر الحديث يقول أن "حزب العدالة والتنمية حزب ديني كبير، نقل المجتمع والحياة السياسية في تركيا نقلات نوعية، فهو وحده القادر على مُتابعة الطريق الذي بدأه وهو وحده القادر على إدارته".

عن الكاتب

نهال بينغيسو كراجا

كاتبة في موقع خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس