ترك برس

قال تقرير صحفي إن تركيا ضمن الوجهات المفضلة للأثرياء الروس الهاربين من بلادهم برفقة أموالهم، وذلك بسبب تداعيات الحرب التي تشنها روسيا ضد الجارة أوكرانيا.

وسارع الأثرياء المقربون من الكرملين للبحث عن ملاذ آمن لأصولهم وطائراتهم الخاصة، وذلك عقب فرض الولايات المتحدة وأوروبا عقوبات على بلادهم ونخبتها المالية بسبب الحرب في أوكرانيا.

وفي تصريحات سابقة له، أكد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ذلك قائلاً: "هؤلاء الأثرياء وأفراد عائلاتهم لا يمكنهم الاحتفاظ بأموالهم وأصولهم في الولايات المتحدة وأوروبا والاحتفاظ بيخوت بمئات ملايين الدولارات"

ولوّح المدعي العام الأمريكي بالعصا، وقال إنه "لا يهم كم أبحرتم بعيداً باليخوت ولا قدرتكم على إخفاء أصولكم ونشاطاتكم. ستستخدم وزارة العدل كل الوسائل المتاحة للعثور عليكم، وإحباط مخططاتكم ومحاسبتكم".

أما وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، فقد أقرّت بالقلق من اللجوء إلى العملات المشفّرة الخارجة عن سيطرة البنوك المركزية، وتبييض الأموال. وقالت: "نحن قلقون من التهرب من العقوبات وندرك أن الأصول المشفّرة تشكل فرصة لذلك".

وذكر تقرير لـ "BBC" البريطانية، أن عدد الدول التي يمكن اعتبارها ملاذاً آمناً للنخبة الروسية قد تضاءل، إلا أنه لا يزال أمام هؤلاء المقربين من بوتين خيارات كثيرة لإخفاء أصولهم المنقولة، والإفلات من العقوبات، مبينة أن تركيا ضمن هذه البلدان.

وفيما يلي البلدان التي يلجأ إليها الأثرياء الروس مع أموالهم:

تركيا

عضو نشط في حلف شمال الأطلسي "ناتو". وهي وسيط في المفاوضات الروسية الأوكرانية. لكنها رفضت باستمرار فرض عقوبات على روسيا، كما أنها لم تغلق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية.

وقد أعلن وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو ترحيب بلاده بالأغنياء الروس للاستثمار أو السياحة، طالما أعمالهم تلتزم بالقانون الدولي. وقال الرئيس رجب طيّب أردوغان إن بعض المجموعات يمكنها حط رحالها في بلاده. ومع ذلك، لا يزال بإمكان الحكومات الغربية الضغط على أنقرة لتشديد الثغرات من خلال فرض عقوبات ثانوية لإجبار تركيا على اتخاذ موقف أكثر صرامة ومنعها من أن تصبح ملاذاً آمناً للأوليغارشية.

لكن أستاذ الاقتصاد في جامعة أوكلاند بالولايات المتحدة، د مصطفى شاهين، قال لـ "بي بي سي" إن لدى الأثرياء الروس المقربين من الكرملين وسائل عدة لإخفاء أموالهم، مستعينين بالقوانين الغربية نفسها.

ولفت إلى أنه "لا يمكن للولايات المتحدة وأوروبا ملاحقة أي مواطن ثري لمجرد كونه روسياً"، مضيفاً انه "بإمكان أي منهم رفع دعوى قضائية أمام المحاكم الغربية وكسبها".

قبرص الرومية

لطالما وفرت ملاذا للعديد من الروس فاحشي الثراء ومكاسبهم غير المشروعة. لكنها وافقت على اقتراح بقطع روسيا عن نظام سويفت ومنعت السفن البحرية الروسية من التزود بالوقود في الموانئ القبرصية. وهي ليست عضو في "ناتو" مثل تركيا.

الإمارات

لطالما رحبت الإمارات، وتحديداً دبي وأبو ظبي، بالأوليغارش الروس، اللتين كدستا ثرواتهم بدون التساؤل عن كيفية جمعهم لها.

لم تؤيد الإمارات دعوة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإدانة الغزو الروسي وظلت صامتة بشأن الدعوة إلى فرض عقوبات.

وفقاً لتقرير صادر عن وكالة رويترز، ثمة دلائل إلى أن الإمارات باتت وجهة أكثر جاذبية للأثرياء الروس، ويقال، وفقاً رويترز أيضا، إن شركات التشفير لديها أغرقت بطلبات لتصفية مليارات العملات المشفرة للاستثمار في العقارات أو تحويل أموالهم هذه إلى عملة صعبة.

عشرات الطائرات الخاصة بهم تقبع على مدرج في الصحراء الإماراتية، مسؤولون في صناعة الطائرات وصور الأقمار الصناعية و بيانات من شركة بحوث الطيران WINGX أحصت مائة طائرة منها.

كذلك الأمر بالنسبة لغيرها من الأصول المنقولة كاليخوت.

جزر المالديف

دولة أخرى تجنبت الدعوات إلى فرض عقوبات واستمرت في توفير ملاذ آمن للأثرياء الروس، وليس لديها معاهدة تسليم المجرمين مع الولايات المتحدة.

إسرائيل

شكلت لأعوام الوجهة المفضلة للنخبة الروسية. إسرائيل قالت إنها لم تنضم إلى فرض العقوبات، لكنها لن تكون معبراً لتجاوز العقوبات على روسيا.

إستونيا

كافحت منذ فترة طويلة غسيل الأموال، لكنها تضررت تحديداً من قضية بنك Danske، أكبر فضيحة من نوعها في أوروبا، البنك الدنماركي الذي فشل من عام 2007 إلى عام 2016 في اكتشاف 200 مليار يورو من الأموال غير المشروعة التي يتم تحويلها عبر فرعه في إستونيا، والتي يأتي معظمها من روسيا. الآن، تفكر إستونيا في قوانين من شأنها تضييق الخناق على قطاع التشفير.

الجزر العذراء البريطانية

الملاذ الضريبي الضخم، لا تتعاون مع القوانين الغربية بشكل تام. وتجري بريطانيا النظر في كيفية تطبيق العقوبات ضد الأثرياء الروس، وسط مخاوف من فضح ثروات غربيين آخرين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!