ترك برس

لم تكن سلوفاكيا بعيدة عن تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية، إذ تدفق مئات آلاف اللاجئين إليها، في وقت تعاني البلاد بعض المصاعب المالية، ما دفعها إلى تكثيف الدعوات لضخ استثمارات على أراضيها.

وتركيا إحدى الدول التي تلقت دعوات رسمية للاستثمار على الأراضي السلوفاكية، مع ما تشهده أنقرة من تطور لافت في القطاعات الصناعية والصناعة اللوجستية والنقل وغيرها.

رئيس وزراء سلوفاكيا إدوارد هيغر، دعا رجال الأعمال من بلاده وتركيا لتنفيذ استثمارات متبادلة في الجانبين، مشيراً إلى أنهم سيرحبون بتنفيذ أي استثمارات تركية في سلوفاكيا.

جاء ذلك، في تصريحات أدلى بها هيغر لوكالة الأناضول، على هامش مشاركته بالمنتدى الاقتصادي العالمي "WEF" في دافوس بسويسرا، الأسبوع الماضي.

ويروج هيغر لبيئة العمل على أراضي بلاده، مؤكدا أن سلوفاكيا "نفذت العديد من الإصلاحات في مختلف المجالات، أبرزها عالم الأعمال، وفتحت أبوابها للمستثمرين من كل أرجاء العالم".

وقال: "سلوفاكيا سترحب بأية استثمارات تركية تأتي إليها".

وعززت تركيا مكانتها في اقتصادات مجموعة العشرين، على الرغم من الظروف الصحية والجيوسياسية العالميتين، غير المواتية، والتي أثرت على مختلف اقتصادات العالم.

وأوصى هيغر الشركات السلوفاكية أيضاً، بالاستثمار في تركيا مشيراً إلى أن التعاون وزيادة التجارة بين البلدين يساعد دائماً في تأسيس علاقات أفضل.

وحقق الاقتصاد التركي خلال العام الماضي 2021، نموا بلغت نسبته 11 بالمئة مقارنة بالعام السابق له 2020، مدفوعا بتحسن معظم القطاعات خاصة الصناعة والنقل واللوجستيات.

وأشارت المعطيات الرسمية إلى أن الناتج المحلي الإجمالي في 2021، ارتفع 42.8 بالمئة مقارنة بعام 2020، ليبلغ 7 تريليونات و209 مليارات و40 مليون ليرة تركية (534 مليار دولار).

سيوبخصوص الحرب الروسية الأوكرانية، قال هيغر إن حوالي 400 ألف لاجئ أوكراني دخلوا سلوفاكيا منذ اندلاع الحرب في 24 فبراير/ شباط الماضي.

ولفت إلى أن هذا الرقم يعد كبيراً بالنسبة لعدد سكان البلاد البالغ 5 ملايين نسمة.

وأوضح أن 70 ألف لاجئ أوكراني فقط بقوا في سلوفاكيا بينما هاجر الباقون إلى دول أوروبية أخرى.. "اللاجئون الأوكرانيون يرغبون في العودة إلى وطنهم بعد انتهاء الحرب".

وتضغط أزمة اللاجئين على اقتصاد سلوفاكيا وعلى مواردها المالية والبنى التحتية، وسط مخاوف من تدفق المزيد خلال الفترة المقبلة.

وأوضح هيغر: "نبذل جهداً كبيراً من أجل دمج اللاجئين في المجتمع.. أنشأنا ملاجئ مؤقتة لهم للإقامة بها حتى وقت عودتهم لبلادهم".

وزاد: "أغلب اللاجئين الأوكرانيين في سلوفاكيا من النساء والأطفال.. لذلك هناك حاجة إلى مدارس لرياض الأطفال والمدارس الأخرى وتطوير البنى التحتية من أجلهم".

وبين أنهم تلقوا دعماً كافياً من الاتحاد الأوروبي والدول الأوربية، من أجل اللاجئين الأوكرانيين، وأن تجربة استقبال اللاجئين كانت تجربة جديدة عليهم.

ونجحت تركيا خلال العقد الماضي، في إدارة أزمة اللاجئين السوريين على أراضيها، وتحولت إلى تجربة يمكن نقلها للمجتمعات المستضيفة للاجئين الأوكرانيين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!