محمد بارلاص - صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

كنا قد ذكرنا من قبل لكن سنعيد ونزيد بان أطراف الساحة السياسية يتجاهلون أحد اهم حجار زاوية السياسية التركية، وهو حقيقة لا يمكن تجاهلها في السياسة التركية، يحاولون بكل ما اوتوا من قوة وعقل ان يلتفوا عنه، لكن تُخيّبهم الحقيقة الراسخة، انه رئيس الجمهورية رجب طيب اردوغان. هو الذي انتصر بمنصب الرئيس بأصوات وإرادة الشعب، وهو الذي يحظى بكل الشرعية الدستورية، هو الذي سيوافق على أي تحالفات يمكن ان تعقد في المستقبل القريب او البعيد.

الائتلاف الثلاثي

-لو نظرنا الى نسب الأصوات التي حصل عليها أي من الاطراف في الساحة سنجد ان أكبر طرف وأكثر منافس حصل على ثقة واصوات الناخبين هو اردوغان. لو نظرنا الى كل حزب ونسبته لوجدنا ان حزب العدالة والتنمية حصل على نسبة 41% من الأصوات، بينما حزب الشعب الجمهوري حصل على نسبة 25%، لكن نرى الرئيس اردوغان قد اكتسح الانتخابات الرئاسية بنسبة 53%، الا يكون اردوغان هو صاحب أكبر نسبة لإرادة الشعب والممثل الأنسب للشعب وإرادته؟؟؟

-وبهذا فاني اختصر الإتلاف الذي من الممكن ان يتم المصادقة عليه على النحو التالي: إذا أردنا تحالف قوي يحل كل المشاكل الموجودة والمحتملة فإننا بحاجة الى تحالف يضم الرئيس اردوغان وحزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري.

اقتراح للحل

بما ان الرئيس اردوغان لن يستطيع ان يكون وزيرا او رئيس للوزراء لأنه في مكان رئاسة الجمهورية، الى ان آلية تحقيق التحالف الثلاثي ممكن ان يكون على النحو التالي كما ناقشته مع احمد بكين:

-سوف تحوي بروتوكولات الإتلاف بين حزب الشعب الجمهوري وحزب العدالة التنمية وبموافقة وإمضاء رئيس الجمهورية ممثل عن الرئيس في الحكومة المراد انشائها ويكون الممثل عن اردوغان شخصية سياسية مقربة منه مثل بينالي يلديرم الذي سياخذ منصب نائب رئيس الوزراء ويعمل على التوفيق بين حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري كلما استدعت الظروف لذلك، وبهذا يمكن التوفيق بين حزبين يملكان من الخطوط الحمراء ما يكفي لإقامة أكبر ساحات العداء بينها.

يوجد فرص لنجاح التحالف

ونحن نغرق في تفاصيل التحالفات لا بد ان لا ننسى ان بإمكاننا النجاح كما نجح "ائتلاف الجمرك" في عام 1995 عندما تم تعيين تانسو شيللار رئيس للوزراء ودينيز بايكال نائبا له، في ذلك الإتلاف تم نسيان او محاولة نسيان الضغائن والمنافسة السياسية والذي أتاح الانفتاح على خيارات وحلول مقبولة، في أيامنا هذه بإمكاننا محاولة إعادة الكرة بالانفتاح على الخيارات والحلول ومحاولة ترك الخطوط الحمراء من اجل مصلحة الوطن والمواطن، لكن في حال لم ترضى الاطراف بمثل هذه التنازلات وتصر على ما هي عليه فلن يكون امامنا سوى "نموذج النعام" يُرافص ويفاحص لا تدري له مقدمة ولا مؤخرة، ضال ومُضل يأخذ البلاد الى منعطفات قد تكون غير محمودة عواقبها.

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس