عبد الله الجزائري - خاص ترك برس

بعد الأثر الكبير الذي احدثه الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا وكان له أثر كبير في احداث فاجعة غير مسبوقة في المنطقة لا سيما وان توابع الزلزال يكاد لا يمكن احصائها وحصرها ويمكن تقسيم الاضرار إلى قسمين وهما الأضرار المادية بالأرواح والإصابات والمباني المهدمة والمركبات والبنا التحتية والقسم الثاني هو الأضرار المعنوية وهذا ما خلّفه الزلزال من توابع ومشاهد مؤلمة خاصة اثناء حدوث الزلزال واستمراره لفترة طويلة على غير العادة ومن ثم ربطها بالمشاهد المؤلمة التي خرجت ما بعد الزلازل مما ولّد الكثير من الأوهام لدى الأفراد وخاصة الأطفال والأمهات كالصدمات وحالات الهلع والخوف الشديد والاضطرابات النفسية وخاصة وان الهزات الارتدادية لم تتوقف وفي ضل انتشار الاشاعات المقلقة وتناقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويمكننا ان نصفه بلغة عامية "زاد الطين بله" مما عرضهم لحالة من الضغط النفسي الشديد والقلق من القادم.

ومن منحى آخر فإن عدم الاستقرار وحالات النزوح والانتقال من مكان لآخر الذي خلّفها الزلزال وخروج الحياة عن روتينها الطبيعي وعن مسارها ولد قلق كبير لدى المتضررين من الزلازل وادى لخلق سلوكيات غير طبيعة لدى الأطفال مثل العنف والضرب والخوف الشديد من المناطق المرتفعة وربط مكان الزلزال بالحادثة ويعتبر هذا من الأمور الطبيعية التي نتوقع حدوثها ويأتي الدور الكبير امام الأخصائيين النفسيين لتفصيل متل هذه الحوادث والأمور التي من المؤكد ان تبنى عليها، فأن تحديد السلوكيات والمشاكل النفسية التي خُلقت جراء الزلزال يعتبر جزء من حلها وخاصة اذا ما تم بشكل مباشر.

وكما هو معلوم فان للرياضة دور كبير في التأثير على سلوك الأطفال بشكل ايجابي وتلعب أيضاً دور هام في التخلص من الضغوطات النفسية التي يتعرض لها أفراد المجتمع فهي تعتبر من أفضل الأساليب التي يمكن اللجوء إليها في حال الإصابة بنوع من أنواع الاضطرابات النفسية إلى جانب الأمور التي يتم اسخدامها في العلاج النفسي والتي ينصح بها المختصين.

وان استخدام الحركة والتمارين الرياضية للتعافي من مخلفات الزلزال يعتبر من أفضل الأساليب والطرق بغض النظر عن نوع الرياضة ووقتها ومكانها لما للرياضة واشكالها من فوائد عديدة لا يمكن حصرها فالمشي او الجري لمسافات معينة او المشاركة في العاب جماعية ودية مثل كرة القدم او السلة وممارسة الفنون القتالية مثل الكيك بوكسنج يساعد وبشكل كبير في التعافي من الاضطرابات النفسية التي أحدثها الزلزال.

ومن ناحية الأطفال فإن الأنشطة والالعاب الترفيهية والرياضية والمشاركة بالمسابقات والمحفزات وتواجدهم ضمن المجموعات تبعث فيهم التفاؤل والسعادة جراء العمليات الفسيلوجية والحيوية والافرازات الهرمونية التي تحدث اتناء وبعد ممارسة النشاط الرياضي والترفيهي والتي بدورها تعيد الطفل لوضعه الطبيعي وللمسار الذي كان عليه ما قبل الزلزال ومن هذا المنطلق نحن ننصح وبشدة مشاركة الأطفال وحتى الكبار في الأنشطة الرياضية والترفيهية بشتى اشكالها لما لها من أثر نفسي على الأطفال وهذا ما عمدت وعملت على تنفيذية البلديات في المدن المتضررة للحد من التوابع النفسية التي قد يتعرض لها الأطفال.

عن الكاتب

عبد الله الجزائري

مدرب وأكاديمي متخصص في الرياضة


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس