ترك برس

في كل انتخابات تشهدها تركيا منذ عقود، يقدم المتنافسون فيها وعوداً لنيل ثقة وصوت الناخب، مثلما تشهده البلاد حالياً قبل الانتخابات المقبلة. إلا أن هناك بعض الوعود ظلّت عالقة في أذهان الناخب التركي، نظراً لغرابتها وجانبها المثير للجدل.

الوعود الانتخابية المبالغ فيها ليست جديدة على الناخب التركي، فقد حفرت بعضها في ذاكرة الأتراك حتى تحولت في بعض الأحيان إلى أمثال شعبية، مثل "مهما دفع غيري سأدفع فوقه 5 ليرات"، وهي المقولة التي أطلقها الرئيس الأسبق سليمان ديميريل خلال حملته الانتخابية، وحفظها التاريخ، محاولًا من خلالها قطع الطريق على منافسيه.

كما اشتهرت رئيسة الوزراء السابقة وزعيمة حزب الطريق القويم تانسو تشيلر بوعودها بشأن جعل كل مواطن يملك مفتاحين؛ واحد لمنزله والآخر لسيارته، في حين كانت أغرب وعود حزبها في انتخابات عام 1991 تنص على التعهد بجعل جدران مراكز الشرطة مصنوعة من الزجاج الشفاف، وقادت هذه الوعود على ما يبدو حزب "الطريق القويم" إلى الفوز بالمركز الأول في الانتخابات، بحسب تقرير لـ "الجزيرة نت".

وعود غريبة مشابهة في الانتخابات الحالية

ولم تخلو الانتخابات الحالية من تقديم متنافسيها وعوداً مثيرة وغريبة كتلك التي كانت قبل عقود، وأبرزها الامتناع عن تقديم طعام غير فاخر للقطط، مثلما أعلن عن ذلك رئيس حزب الشعب الجمهوري ومرشح المعارضة للرئاسة كمال كليجدار أوغلو في أحد فيديوهاته التي نشرها على حسابه في تويتر، حيث نشر في حسابه على إنستغرام صورة له مع قطة "شيرو" في مقر حزبه، وعلق عليها بالقول إنه شرح له آخر ما يعمل عليه، "بعدما أصبح (القط شيرو) من أرباب السياسة في أروقة الحزب"، وأضاف "لقد قطعت على نفسي عهدا مع شيرو، عندما نأتي إلى السلطة سنتخلى عن طعام القطط الفاخر، فنحن سنحب الجميع، بما فيهم القطط والزهور والحشرات، فالرحمة فضيلة".

قانون الأسئلة التي لا تسأل

وفي منصة أخرى، خرج كليجدار أوغلو بفيديو عبر حسابه -الذي أنشأه حديثًا في "تيك توك"- متعهدًا بالعمل على إصدار قانون يمنع طرح أسئلة تنم عن تمييز أو عدم مساواة، موضحا ذلك قائلًا "عندما أصبح رئيسا للجمهورية سأقضي على الوسائط والمحسوبيات".

وأضاف "هل أنت متزوج؟ هل أنت أعزب؟ هل أنت غير محجبة؟ هل أنت محجبة؟ هل سيكون لديك أطفال؟ وهل أنت من برج الجوزاء؟ ستصبح هذه الأسئلة من الماضي بعد 14 مايو/أيار، متابعا "السيد كمال سيعمل على إصدار قانون الأسئلة التي لا تُسأل وسأكون رئيسا للجميع".

أتاتورك في خطب الجمعة

وتعهد رئيس حزب البلد والمرشح للرئاسة محرم إنجه -المنشق عن حزب الشعب الجمهوري، الذي يؤكد مرارًا انتماءه للفكر الكمالي- بفرض ذكر اسم مؤسس الجمهورية التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك في خطب الجمعة.

وقال إنجه إنه "في حال انتخابي رئيسًا للجمهورية سأقوم بعزل علي إرباش (رئيس الشؤون الدينية) لرفضه ذكر اسم أتاتورك في خطب الجمعة"، مضيفًا "لا بد من ذكر اسم أتاتورك في خطب الجمعة".

وغير بعيد عن مقترح إنجه، تعهد حزب الشعوب الديمقراطية المعارض والموالي للأكراد في برنامجه الانتخابي بإلغاء رئاسة الشؤون الدينية واستبدالها برئاسة الشؤون الإيمانية، لتشمل جميع الأديان وفقًا لقادة الحزب.

الوصاية الدولية

أما رئيس حزب الرفاه الجديد فاتح أربكان -الذي انضم لتحالف الجمهور الحاكم، ولكنه يخوض الانتخابات بقوائمه الخاصة- فقد تعهد في حال فوز حزبه في الانتخابات بالعمل تحت قبة البرلمان لرفع ما سماه "وصاية خارجية" مفروضة على 3 وزارات وطنية، في ادعاء قابله كثير من المواطنين بالاستغراب.

وقال أربكان "نأمل أن نكافح بشكل أكثر فاعلية في البرلمان لإنقاذ وزارة الزراعة لدينا من سيطرة مؤسسة بيل غيتس، وتخليص وزارة الصحة من وصاية منظمة الصحة العالمية، وتحرير وزارة التربية والتعليم الوطنية من وصاية لجنة فولبريدج الأميركية.

ولا يوضح أربكان كيفية سيطرة هذه المؤسسات الخارجية المذكورة على الوزارات ولا نوع الوصاية التي تمارسها عليها، في حين وردت هذه الوعود في قائمة مطالب كان حزب الرفاه الجديد قد تقدم بها لحزب العدالة والتنمية كشرط للانضمام إلى تحالف الجمهور.

13 مليون لاجئ

يعرف رئيس حزب الظفر القومي أوميت أوزداغ بمواقفه المناوئة للاجئين والأجانب ويعد ملف اللجوء في البلاد أهم أركان حملته الانتخابية، إلا أن برنامجه الانتخابي نص على أرقام وجداول زمنية قد تكون الأكثر مبالغة في هذا الصدد.

فقد تعهد أوزداغ بأن حزب الظفر الذي يقوده هو الوحيد الذي سيرسل 13 مليون "لاجئ وهارب في تركيا إلى وطنهم بالقوة في غضون عام".

يذكر أن الطاولة السداسية أو تحالف الأمة المعارض الذي قدم كليجدار أوغلو مرشحًا مشتركًا للرئاسة تعهد بحل ملف اللاجئين وإعادتهم إلى بلادهم في غضون عامين في ظروف مواتية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!