ترك برس

تتجه الأنظار إلى العلاقات التركية الروسية عقب موافقة أنقرة على انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، في خطوة وصفتها موسكو بـ "طعنة في الظهر".

وجاءت موافقة تركيا على انضمام السويد للحلف على هامش قمة الأخيرة في ليتوانيا.

وفي معرض ردود الفعل على القرار التركي، قال البيت الأبيض إنه يعتزم تزويد أنقرة بمقاتلات "إف-16″، في سياق ترحيب واشنطن وعواصم غربية بخطوة تركيا التي ربطتها بالموافقة على انضمامها للاتحاد الأوروبي.

أما روسيا فلم تتأخر بإعلان انزعاجها من القرار التركي، الذي وصفته بأنه طعنة في الظهر، حيث ترى أن انضمام السويد إلى حلف الناتو ستكون له تداعيات على الأمن القومي الروسي، مؤكدة أنها ستتخذ إجراءات بشأنه.

كما صرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بأنه لا أحد من الأوروبيين يرغب برؤية تركيا في اتحادهم، وأنه "لا ينبغي أن تكون لتركيا أي أوهام في هذا الصدد".

 وفي هذا الإطار، تساءل تقرير لـ "الجزيرة" عما تعنيه الموافقة التركية على انضمام السويد إلى الناتو بالنسبة لتوسع الحلف وسياسة الباب المفتوح في ضوء التجاذبات التي أحاطت بالأمر، وكيف ستتعاطى موسكو مع هذه الخطوة، وما فرص انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، وما انعكاسات التقدم في تلك الفرص إقليميًا ودوليا؟

الدكتور خليل العناني، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، قال إن إعطاء تركيا الضوء الأخضر لانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، يأتي في إطار سعيها لجني بعض المكتسبات والمصالح، مقللا من أثر استياء موسكو تجاه علاقتها مع أنقرة.

وعدّد ضمن تلك المكتسبات التي تطمح إليها أنقرة، الإتمام السريع لصفقة شراء طائرات "إف-16" الأميركية، والتي صدرت تصريحات إيجابية بشأنها من قِبَل البيت الأبيض وممثلين للكونغرس، إضافة إلى التزام السويد باتفاقها السابق مع تركيا بخصوص مكافحة المنظمات التي تعتبرها أنقرة إرهابية، بحسب ما نقلته "الجزيرة".

تطور إيجابي

وبحسب العناني فإن الحديث عن إحياء مفاوضات انضمام أنقرة للاتحاد الأوروبي، هو في حد ذاته تطور إيجابي، ويأتي في سياق مساعي تركيا لتحسين صورتها، بعد مرحلة كان ينظر إليها كدولة منبوذة لاعتبارات مختلفة كأزمتها مع اليونان ومواقفها من بعض القضايا الإقليمية، وقربها من موسكو.

واعتبر أن اتساع حلف الناتو بعد انضمام السويد وفنلندا، يجعل منه أكبر تحالف دفاعي في التاريخ، وهو الأمر الذي بالرغم مما يحققه من مزايا لدوله، سيثير مشاكل مع روسيا، ويزيد من عدد الدول المتخلية عن الحياد، كما أنه ينبئ بانقسام العالم لفريقين، ويدخل العالم مرحلة تتعارض مع ما يرجوه الكثير من سيادة السلام العالمي.

لكنه في الوقت ذاته، لا يرى أن انزعاج روسيا من الموقف التركي، سيؤثر على علاقات البلدين، حيث يجد في تاريخ تلك العلاقات ما يؤكد إمكانية تجاوز أي خلافات، لافتا إلى أن روسيا تأخذ في الاعتبار وجود مصلحة حقيقية لتركيا حال انضمامها للاتحاد الأوروبي، لكنها تراهن أيضا على عدم القبول الأوروبي لذلك.

مكتسبات إضافية

فيما يرى الدكتور زياد ماجد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في باريس، أن من أهم المكتسبات التي ستحصل عليها تركيا بعد موافقتها على انضمام السويد، هو رفع الحظر الكندي عنها لبيع الأسلحة وعدد من المنتجات الأخرى، وتحقيق تقدم في ملفات إقليمية كنزاعها مع اليونان وقضية قبرص وإعادة التفاوض بشأن ملف اللاجئين.

ويرى أن توسع الناتو وانضمام السويد إليه، يأتي عكس ما كانت تريده روسيا من حربها ضد أوكرانيا، وهو الأمر الذي حرصت عليه واشنطن وعدد من العواصم الأوروبية، ليظهر الأمر في صورة فشل لموسكو في تحقيق أهدافها.

لكنه يذهب في الوقت نفسه -متوافقا مع العناني- إلى عدم تأثر العلاقات الروسية التركية بسبب قرار أنقرة الأخير، حيث يرى في هذا السياق أن هناك احتياجا متبادلا في ملفات مختلفة، مشيرا إلى وقوع مواجهات بين البلدين في ميادين مختلفة مثل ليبيا وسوريا وأرمينيا، لكن علاقاتهما ظلت حيوية باستمرار.

وفي هذا السياق، يرى أن تركيا صارت أكثر وضوحا بشأن حرصها على إبقاء العلاقات مع موسكو، وسط توجه لاستعادة العلاقة مع الغرب وتمتينها، ذاهبا إلى أن قدرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الحراك السياسي، تظهر نجاحا نسبيا في تلك الملفات.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!