ترك برس

أكد الكاتب الصحفي التركي كمال أوزتورك أنّ أصوات الضمائر التي تناشد القلوب، سواء كانت لفنانين عالميين، أو نجوم هوليوود، أو علماء، أو رجال دين، أو البابا، تصطدم بدبابات إسرائيل وتسقط أرضًا.

وفي مقال تحليلي له بعنوان "نهاية الدبلوماسية والخطاب والضمير"، نشره موقع الجزيرة نت، تطرق أوزتورك إلى انعقاد منتدى أنطاليا الدبلوماسي في تركيا بمشاركة العديدَ من رجال الدولة والدبلوماسيين والشخصيات الهامّة من جميع أنحاء العالم.

شارك في المنتدى 4700 شخص من 148 دولةً، وكان الموضوع الرئيسي هو: "إبراز الدبلوماسية في زمن الأزمات".

وأوضح أوزتورك أنه عندما نتحدّث عن الأزمات، يتبادرُ إلى الذهن، على الفور، أزمةُ غزة، وهي أكبر أزمة إنسانية وسياسية وجغرافية، شهدها العالم في الخمسين عامًا الماضية. وفي هذا السياق، أدانَ الجميعُ، بمن فيهم رؤساء الدول، الإبادةَ الجماعيةَ والمجازر، والاحتلال الوحشي الذي قامت به إسرائيل.

وقال إنه في الأيام التي عُقد فيها هذا الاجتماع، كانت المنطقة الحدوديّة لرفح ـ التي لجأ إليها تقريبًا جميع سكان قطاع غزة باعتبارها آمنة ـ تتعرضُ باستمرار للقصف من قبل إسرائيل. وقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن عدد الضحايا بواقع 30410 أشخاص. وفي المقابل، أعلن "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" ـ ومقره أوروبا ـ عن أنّ دبابات إسرائيليّة قتلت عمدًا العشرات من الفلسطينيين في قطاع غزة.

في الوقت نفسه، كانت الطائراتُ التابعةُ للولايات المتحدة الأميركيّة ومصر تلقي مساعدات إنسانية على غزّة من الجو، وكأنهم استخدموا الطريق الجوي بدلًا من معبر رفح الذي دُمّر بسبب القصف، ولا يمكن فتحه، دون خجل (!)

وأضاف: "لقد قاموا بقصف الأشخاص الذين كانوا يحاولون تسلُّم هذه المساعدات بقذائف المدفعيّة الإسرائيلية، ولقي 112 شخصًا مصرَعهم في مكان الحادث. في المقابل لم ترد إسرائيل على ردود الفعل الدولية المستنكرة لهذا الهجوم؛ لأن مسؤولي إسرائيل المغفلين قد تجاوزوا الحدود.

لقد انتقلوا إلى مستوى لا يوجد فيه قيم إنسانية أو قانونية أو أخلاقية. ولهذا السبب، فإن الدبلوماسية والخطاب والضمير قد وصلت إلى نهايتها في غزة".

أصوات الضمائر تصطدم بالدبابات الإسرائيلية

وقال أوزتورك: إنّ الدبلوماسيةَ والتّواصلَ ومناشدة الضمير لا يمكن أن تحدث إلا في عالم أخلاقي. بالطبع، في بيئة تعمل فيها قواعد القانون الدولي والعَلاقات الدولية، هناك فائدة كبيرة لهذه الأمور، ولكن هذا لم يعد قاعدة سارية المفعول بالنسبة لإسرائيل الآن.

لا تهتمُ إسرائيل بأن تكون جميع الشوارع من لندن إلى ماليزيا، من البوسنة إلى جنوب أفريقيا مليئة بالأشخاص ذوي الضمائر الحية، الذين يلعنون إسرائيل.

إنّ أصوات الضمائر التي تناشد القلوب، سواء كانت لفنانين عالميين، أو نجوم هوليوود، أو علماء، أو رجال دين، أو البابا، تصطدم بدبابات إسرائيل وتسقط أرضًا.

وتابع المقال:

لا يمكن لأحد أن يقول؛ إن جميع دعوات وردود الفعل والاستنكارات، التي تم إطلاقها على مستوى رؤساء الدول في أوروبا وآسيا وأميركا اللاتينية وأفريقيا، أثّرت على المسؤولين في إسرائيل الذين أمروا بقتل الأطفال.

لم نرَ أيَّ تأثير لدعوات واستنكارات الاتحاد الأوروبي، ومنظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الأفريقي، على الصواريخ والطائرات والدبّابات الإسرائيلية.

إذن، لماذا يستمر العالم بالتمسّك بهذه البيانات بإصرار؟

بماذا تفكر الأم الفلسطينية التي قُتل طفلها في طابور الخبز عندما تسمع هذه النداءات، في رأيك؟

يجب أن تدفع إسرائيل الثمن

الجميع يعلم، الآن، أنّ إسرائيل، التي تسحقُ جميع القيم الإنسانية بدباباتها، وتضرب بصواريخها، لا تتأثر بتلك النداءات. الآن، يتطلبُ الأمر خطوات تجعل إسرائيل تدفع الثمن، فيجب عزل إسرائيل عن العالم، وقطع كل العلاقات التجارية معها، وفرض حظر في جميع المجالات، بما في ذلك إغلاق الأجواء أمام طائراتها والموانئ البحرية أمام سفنها.

ويجب إرسال قوّات السلام لوقف الجيش الإسرائيلي القاتل، ويجب حماية الشعب الفلسطيني برعاية الأمم المتحدة والدول الإسلامية، كما يجب فتح معبر رفح، ورفع الحصار عن غزة.

على الأقل، سيجعل أيٌّ من هذه الإجراءات إسرائيلَ تدفعُ الثمن.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!