إتيان مهتشوبيان - صحيفة أقشام - ترجمة وتحرير ترك برس

لعل ارتفاع المستوى الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع يجعل الأحزاب السياسية أمام امتحانات الجودة فكلما ارتفع المستوى الاقتصادي في أي مجتمع فإن معايير الجودة ترتفع عند المواطن حين يختار ممثليه السياسيين، و في الجانب الآخر كلما ازداد التوتر واضطراب الحياة الاقتصادية والاجتماعية، فإن معايير الجودة في اختيار الأحزاب السياسية تختلف وسقف المتطلبات لدى المواطن يقل للخروج من دائرة الاضطراب والأزمة إلى دائرة الاستقرار.

ففي السنوات الأخيرة بدأنا نلاحظ أن العقبات بدأت توضع أمام حزب العدالة والتنمية وذلك عن طريق رفع مستوى التطلعات، والهدف من هذا الوقوف أمام إرادة الشعب في اختيار العدالة والتنمية والبحث عن خيار أفضل يحقق تلك التطلعات.

ولا يخفى أنّنا بعد فترة بدأنا نلاحظ أن هناك قوى خفية تدفع في هذا الاتجاه، ولكن في الجانب الآخر نرى أن الناخب بدأ يشعر بالإفرازات التي نتجت عن انتخابات السابع من حزيران/ يونيو الماضية حيث بدأ الناخب بالمقارنة بين وجود حزب العدالة والتنمية لوحده في الحكم ووبين عدم الاستقرار الذي نتج عن عدم تمكين العدالة والتنمية من تشكيل حكومة لوحده

ولهذا فإن على حزب العدالة والتنمية اختيار من يمثله في البرلمان بدقة بحيث يستجيب لتوجهات الناخب التركي، وهنا لا يمكننا أن نغفل الأخطاء التي مارسها العدالة والتنمية في الانتخابات الماضية وخاصة التي لها علاقة في اختيار النواب بشكل لا يستجيب لتطلعات الناخب، كما لا يمكن أن نغفل دور بعض وسائل الإعلام المساندة للحزب التي دافعت عن بعض العناصر غير الجيدة داخل الحزب الأمر الذي خلق ردة فعل سلبية عند الناخب قبيل الانتخابات الماضية.

ولهذا فإنه يجب على الحزب في هذه المرحلة التركيز على عنصر الجودة التي تتلائم مع توجهات الناخب كي يحقق نتائج أفضل.

عن الكاتب

إتيان مهتشوبيان

عضو لجنة الحكماء وكاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس