ترك برس

تباينت ردود أفعال المعارضة التركية، حيال إسقاط مقاتلة روسية من طراز "سوخوي-24"، يوم الثلاثاء الماضي، لدى انتهاكها المجال الجوي التركي عند الحدود مع سوريا بولاية هطاي جنوبي البلاد.

حزب الشعب الجمهوري

دعا رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، "كمال قليجدار أوغلو"، جميع الأطراف إلى ضبط النفس حيال حادث إسقاط الطائرة من قبل الجيش التركي، مؤكدًا دفاع حزبه عن مصالح تركيا حتى النهاية، مشيرًا أن "الصراع يضر بتركيا وروسيا معًا".

وأردف قليجدار أوغلو في كلمة له خلال اجتماع لمجلس الحزب في مركزه الرئيسي بأنقرة، قائلًا: "نعلن للرأي العام حساسيتنا حيال ضرورة تحرك الدول الأطراف في المنطقة بحكمة وعدم انتهاك حدود الدول الأخرى".

من جانبه، قال نائب الحزب في مدينة إسطنبول "إران أردام"، في تغريدة نشرها عبر حسابه الشخصي في موقع تويتر، إنه "إذا كانت المقاتلة الروسية، انتهكت حدودنا، وجرى تحذيرها 10 مرات كما جاء في بيان هيئة الأركان العامة، فإن الخطوة صحيحة، ولكن ينبغي قراءة المسألة من وجهة نظر مختلفة، لأن الأمر متعلق بالحرب ضد داعش".

بدوره اعتبر النائب "باريش يارقاداش"، خطوة إسقاط الجيش التركي للمقاتلة الروسية، "إدخال البلاد إلى حرب"، مشيرًا أن "هذه الحرب ليست حربنا نحن. تركيا لا تستحق كل هذه التصرفات أبدًا".

حزب الحركة القومية

اتهم رئيس حزب الحركة القومية التركي "دولت باهجيلي" في بيان صادر عنه تعليقًا على إسقاط المقاتلة الروسية، روسيا بـ "ارتكاب مجازر بحق تركمان سوريا، بذريعة محاربة الإرهاب"، مبديًا دعمه للحكومة من أجل الدفاع عن التركمان، ومطالبًا إياها بـ "الدفاع عنهم حتى النهاية".

وانتقد باهجيلي، تصريحات الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، التي وصف فيها إسقاط تركيا للطائرة الروسية بأنه "طعنة في الظهر"، كما اعتبر التصريح "لا يمتلك أي مصداقية، ويعبّر عن محاولة بوتين الرامية إلى إخفاء جرائمه في المنطقة"، مؤكدًا "ضرورة أن توضّح روسيا الاتحادية الدافع الحقيقي للهجوم على التركمان، بدل توجيه رسائل تهديد متتابعة لتركيا عقب إسقاط الطائرة".

واعتبر بهجيلي القصف الروسي على المناطق التركمانية في سوريا المتاخمة للحدود مع تركيا، بأنها "تصرف بدائي لا يمكن قبوله"، مشددًا أن "الشعب التركي لا يمكنه النظر إلى تلك التصرفات الوحشية كأمر طبيعي، أو أن يلتزم الصمت حيال تلك الاعتداءات"، على حد قوله.

من جانبه، قال نائب باهجيلي "أوميت أوزداغ"، في مؤتمر صحفي بمبنى البرلمان، إن "حزبه يمتلك معلومات، عن قيام طائرات حربية روسية، بانتهاك الأجواء التركية عدّة مرات مسبقًا"، مضيفاً أن "إسقاط الطائرة، جاء وفق قواعد الاشتباك التي وضعتها تركيا".

وأكد أوزداغ أنه "ليس هناك أي وجود لتنظيم داعش أو لجبهة النصرة، في منطقة جبل التركمان "بايربوجاق"(شمالي اللاذقية السورية)"، معتبراً أن "المقاومة التركمانية هي من قبيل الكفاح الوطني"،  مشيرًا أن "على تركيا وروسيا التحلي بالهدوء، وإن أي توتر غير محسوب في العلاقات بين البلدين، سيلحق الضرر بكليهما".

حزب الشعوب الديمقراطي

انتقد نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعوب الديمقراطي "إدريس بالوكان"، قرار الحكومة التركية حيال إسقاط المقاتلة الروسية، متهمًا إياها باتباع سياسة خاطئة حيال أحداث المنطقة، وادعى أن "إسقاط المقالتة الروسية، كان قد خُطط لها من قبل".

وكانت مقاتلتان تركيتان من طراز "إف-16"، أسقطتا طائرة روسية من طراز "سوخوي-24"، يوم الثلاثاء الماضي، لدى انتهاك الأخيرة المجال الجوي التركي عند الحدود مع سوريا بولاية هطاي (جنوبا)، وقد وجّهت المقاتلتان 10 تحذيرات للطائرة الروسية خلال 5 دقائق - بموجب قواعد الاشتباك المعتمدة دولياً- قبل أن تسقطها، فيما أكد حلف شمال الأطلسي (الناتو)، صحة المعلومات التي نشرتها تركيا حول حادثة انتهاك الطائرة لمجالها الجوي.

بدورها أعلنت روسيا، أن الطائرة التي أصابتها تركيا وسقطت في منطقة بايربوجاق (جبل التركمان) بريف اللاذقية الشمالي (شمال غربي سوريا) قبالة قضاء يايلاداغي بولاية هطاي التركية، تابعة لسلاحها الجوي.

وكانت طائرات حربية تابعة لسلاح الجو الروسي، انتهكت الأجواء التركية مطلع تشرين أول/أكتوبر الماضي، وقدم المسؤولون الروس اعتذاراً آنذاك، مؤكدين حرصهم على عدم تكرار مثل تلك الحوادث مستقبلًا، فيما حذرت أنقرة، من أنها ستطبق قواعد الاشتباك التي تتضمن ردًا عسكريًا ضد أي انتهاك لمجالها الجوي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!