ندرت أرسنال – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس
جاءت الوفود من كل الأقطار الإسلامية إلى تركيا من أجل حضور قمة التحالف الإسلامي، وكانت أذهان الحاضرين تحمل فكرة الحاجة الملحة لنظام جديد يعيد الأمور إلى نصابها في المنطقة، وفي هذا الصدد نشرت تركيا رسائلها إلى كل الحاضرين لتذكّرهم بضرورة التوحد والتعاون في كافة الأصعدة من السياسية وحتى الاقتصاد. كما أكد رئيس الجمهورية الطيب أردوغان على ضرورة مواجهة تحدي خطر تنظيم داعش كأمة إسلامية موحدة، وأنه يجب أن لا نترك المجال مفتوحا لغيرنا حتى يتدخل في إطار أجندته الخاصة الباحثة عن نفط وثروات المنطقة.
ما هو الشيء المختلف في الدول الإسلامية هذه المرة؟
في أجواء التحضير للقمة الإسلامية كانت تصب جميع التحليلات والتكهنات بأن القمة الثالثة عشر ستكون مختلفة بنتائجها التي ستخدم مصلحة وأهداف الدول الأعضاء، فهل حقا سيكون هنالك أي اختلاف؟ وما هو السبب؟ في مجمل الأسباب نرى مثلا السيطرة السعودية الكبيرة على بعض الدول مثل كازخستان وأذربيجان وباكستان ومصر ودعوتهم للمشاركة في إطار تحقيق مصالحها وأهدافها. كما ورأينا اختلافا كبيرا في أعداد المشاركين في هذه القمة، إذ لوحظ ارتفاع عددهم لتكون هذه القمة الأكثر حضورا بين القمم الأخرى، مما يؤكد على أن هناك اختلافا وتغيّرا جديدا في الأجواء.
كما لعبت الدعوة التي أرسلتها تركيا للدول الأعضاء دورا مهما في الدفع نحو هذا التغيير، إذ تكونت الدعوة التي قدمها رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان من 8 مواد لرئيس دولة كازخستان نزاربيوف، وكان ملخص تلك الدعوة على النحو التالي "ندعوكم للمشاركة في المنتدى الجديد الذي سيوحد الأمة ويدعم نهضتها بجهود دول قوات التحالف الإسلامي". وكان مُلاحظا أيضا أن ثنايا الدعوة لم تتطرق لأي منظمة أو اتحاد وتشكيل كـ (الولايات المتحدة الامريكية، والولايات المتحدة، والناتو، والمنتدى الاقتصادي، والبنك الدولي، والإنتربول، والصليب الاحمر...) وإنما اكتفت بذكر "الأمم المتحدة" ومجموعة "الخمس الكبار"، حيث أظهرت الدعوة حاجة ماسة لتشكيل تعاون يعوض ويحل مكان التشكيلين السابقين.
إقامة سور الصين العظيم بالتعاون مع أمريكا...
تريد الولايات المتحدة الأمريكية وكما جاء على لسان رئيسها أوباما من دول المنطقة تحمل مسؤولياتها والعمل من أجل حل أزماتها، فهي وكما ظهر في أكثر من مرة لا تريد أن تشارك بثقلها الكامل في صرعات خارجية، ورأينا مثال ذلك واضحا في أوكرانيا وسوريا. وبهذا فإن أمريكا لا تعترض على مشروع الرئيس أردوغان في تشكيل تعاون لتحمل تلك المسؤوليات. لكن السؤال هنا: هل ستدعم أمريكا هذا التحالف والتعاون؟
لو فازت المرشحة هيلاري كلنتون في الانتخابات الرئاسية القادمة أو أي مرشح ممن يتبنون السياسة الحالية لواشنطن فإن دعم أمريكا لتحالفات مثل المجلس الإسلامي أو تحالف دول وسط آسيا أو الجبهة الروسية في إطار إيقاف المد الصيني وارد وممكن. ولا يتوقف الأمر على أمريكا بل من الممكن أن نرى دعما روسيا كذلك في حال كان المنتدى الجديد مؤيد ومتجانس مع طهران.
ماذا قال السياسيون والإعلام؟
رأينا ردود فعل مختلفة سواء من السياسيين أو الإعلاميين على تحضيرات وأجواء القمة، وكان مما لفت انتباهي ما جاء في صفحة سي أن أن التركية، حيث كتبت مقالا بعنوان "إعدام جد الملك سليمان في إسطنبول"، والسؤال هنا: أين مكان مثل هذه الأسئلة والأطروحات الإعلامية في إطار العلاقات الجديدة والجيدة بين الرياض وأنقرة؟ وما هو مكان وفاة جد الملك قبل 196 سنة في إسطنبول من الحدث؟ بالطبع لا مكان لما يطرحونه في الحدث، لكن حقيقة ما يهدفون له هو محاولة يائسة في إطار الجهود المبذولة لإفساد القمة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس