ترك برس

بعد فشل محاولة الانقلاب في تركيا، ظهرت تساؤلات عن الخطأ الذي ارتكبته الحكومة وأتاح الفرصة لعناصر غولن المتغلغلة داخل الجيش للتجرؤ على القيام بمحاولة انقلاب، ويرى ال التركي عرفان أتاسوي أن هناك إجابتين لهذا السؤال.

في مقاله بصحيفة تركيا "انتقاد ذاتي للجيش التركي" يشير أتاسوي إلى أن الإجابة الصائبة على هذا السؤال هي أن هناك تقصير فعلي من الحكومة التي أخطأت في عملية المراقبة، أما الإجابة الأخرى فتتلخص بالقول التقليدي الذي يدعي بأن كل ما يحدث في تركيا هو مؤامرة خارجية.

ويُلخص أتاسوي نظرته إزاء التساؤل وإجاباته كما يلي:

ـ الوقوف إلى جانب الذي يقولون إن الحكومة قصرت أمر إلزامي على الجميع، فالمواطنون الأتراك يطلقون على الجيش اسم "حجر النبي"، فلا ينتظر أحد من المواطنين بأن يقوم الجيش بتصويب نيران أسلحته نحو المدنيين العُزل، ويقصف البرلمان، ويختطف رئيس الأركان وغيرها من الأفعال المُشينة التي هزت صورة الجيش في عيون المواطنين. وإن اختراق الجيش بهذا الشكل، على الرغم من تحذير عدد من الصحفيين والمسؤولين قبل عام 2012 يُعد تقصيرًا ملموسًا للحكومة التركية.

ويؤكّد أتاسوي على أن الذي أوقف الانقلاب بشكل فعلي هم الجنود الشرفاء الذين انطلقوا بطائراتهم وأسلحتهم صوب الانقلابيين، لمنعهم من قتل المواطنين وإيقاع تركيا في أتون صراع شبيه بما يجري في العراق أو سوريا، مشيرًا إلى أن الدور البطولي الذي قام به الجنود المعارضون للانقلاب، يؤكد أن الجيش التركي ليس ضد الديمقراطية بل هو جيش حامٍ فعلًا للديمقراطية، وقد أثبت ذلك من خلال وقوف رئيس هيئة الأركان خلوصي أكار أمام الشعب متبادلين التحية في ميدان "يني كابي" في السابع من الشهر الجاري.

ـ نظام الاقصاء المتبنى من قبل الحكومات السابقة: الحكومات وقيادات الجيش السابقة وضعت معايير سلبية لتقييم الشباب الراغبين في الالتحاق بالجيش، حيث كانت هذه المعايير تتناول الانتماء الديني بشكل أساسي، بحيث كانت تُجرى تحقيقات حول الشباب الراغبين في الالتحاق، فيتم إقصاء أي شاب يُعرف بأنه يُقيم الصلاة أو يقرأ جريدة مقربة من الجناح الإسلامي أو زوجته تُصلي أو أخته تذهب لمدرسة دينية وغيرها من المعايير التي حالت دون دخول شباب الأناضول صاحب الانتماء الوطني الحقيقي للجيش حسب وصف أتاسوي، وأفسح المجال أمام المنظمات المنفعية، لا سيما جماعة غولن، التي تعمل دون انتماء وطني بل من خلال ولائها التنظيمي لاختراق الجيش وتبوء مناصب مهمة فيه.

يوضح أتاسوي أن جماعة غولن اخترقت الجيش وشكلت منظومة قيادة مغايرة لتلك الموجودة في الجيش، فصار هناك أئمة وتابعون لهم يديرون الجيش ويحركونه ويستغلون المواقع الحساسة فيه لصالحهم.

يقترح أتاسوي حلولًا لقضية المعايير غير المنطقية واختراق المنظمات غير الوطنية كما يلي:

ـ ضرورة إدراك الحكومة التركية ورئاسة هيئة الأركان لهذا الاختراق، ووضع معايير عقلانية تساهم في إمداد الجيش بكوادر وطنية حقيقية تتبع لقيادة البلاد الشرعية فقط، وإقرار عدد من القوانين التي تسمح للجنود بالصلاة وأداء عبادتهم كما يرغبون.

ـ رفع مستوى المتابعة الاستخباراتية لكافة الأشخاص المنتسبين للجيش، ووضع نظام عقوبة صارم بحق كل من تثبت علاقته بطرف غير وطني.

ـ إجراء عمليات التطهير مع المحافظة على صورة الجيش صلبة أمام الجمهور والساحة الدولية، ليظل محافظًا على هيبته.

ـ الإنصات جيدًا لآراء الخبراء القانونيين المدنيين حول الإجراءات القانونية الممكنة للحيلولة دون قيام الجيش بأي عملية انقلاب مستقبلية، كحل لتجاهل الجيش لأي رأي تجاه هيكليته.

وتأتي اقتراحات أتاسوي في ظل سعي الحكومة التركية لإجراء عملية تطهير كاملة للجيش من الاختراقات، وإجراء عملية اصلاح جذرية تحول دون اختراقه وقيامه بانقلاب مرة أخرى.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!