يوسف ضياء جومرت- صحيفة قرار- ترجمة وتحرير ترك برس

الآن يجب أن تكون أهداف 2019 أهم وذات أولوية أكبر من أهداف 2023، وذلك من قبل الشعب ومن قبل السياسيين، ولا سيما من قبل حزب العدالة والتنمية.

إن أهداف 2019 هي أهداف سيتم الوصول إليها من خلال السير بهدوء وحكمة، إلى هذا اليوم فقد تم السير بهذه الطريقة، بحكمة وهدوء.

إن الرئيس "رجب طيب أردوغان" قائد يجيد لعبة المجازفات، وتحمّل المخاطر. وعندما يجازف المرء في أمر ما، يستحق ذلك الأمر بشكل أكبر.

على سبيل المثال انتخابات 1 تشرين الثاني / نوفمبر كانت مجازفة، ولا سيما أنّها جاءت بعيد اتخاذ قرار بالذهاب إلى انتخابات مبكرة، بعد فشل التحالفات عقب انتخابات 7 حزيران / يونيو عام 2015.

وبعيد فوز العدالة والتنمية بنسبة 49.5، في 1 نوفمبر، أصبحت التحليلات تأتينا بالمجان، وهذا ما يفعله الجميع، فهل كان هناك أحد يعلم بالنتيجة التي كانت ستخرج بها صناديق الانتخابات في 1 تشرين الثاني/ نوفمبر؟

فلا تلتفتوا إلى أولئك الذين سيقولون نحن كنا نعلم، فلو خرجت نتائج 1 تشرين الثاني / نوفمبر بنتائج مغايرة، حينها أيضا كانوا سيقولون الكلام نفسه، كنا نعلم ذلك، وكان لا يخفى على أحد".

موضع الشاهد هنا، أنّ أردوغان جازف في انتخابات 1 تشرين الثاني / نومفبر، من خلال الذهاب إلى انتخابات مبكرة، وانتصر.

ليلة محاولة الانقلاب جازف الرئيس أردوغان مجازفة كبيرة، فلو أنّه سار على خطى السياسيين التقليديين، وفعل ما فعلوه أمام العسكر لمكث في الفندق الذي كان فيه ليلة محاولة الانقلاب، ولكنه لم يفعل ذلك ولم يستسلم. فقد جازف بحياته، وخاطر على الرغم من الطائرات التي كانت تدور في السماء بحثا عنه بهدف التعرض له، ونزل في إسطنبول.

وبذلك أحبط أردوغان في ليلة واحدة، وبدعم كبير من قبل الشعب محاولة الانقلاب التي قام بها "غولن".

والدخول في معترك تغيير الدستور والنظام في تركيا، والانتقال من النظام البرلماني إلى الرئاسي يعدّ حلقة من حلقات المجازفة.

والمخاطر التي كان من الممكن أن يخرج بها التغيير هو على سبيل المثال لا الحصر: عدم الحصول على صوت 330 نائب لعرض الدستور الجديد على الاستفتاء، وبالتالي كان من الممكن أن تحدث مشاكل في البرلمان، هذا أصغر خطر كان من الممكن أن يحدث على سبيل المثل.

ولكن لم تحدث أية مشاكل، وتمكنوا من عرض الدستور على الشعب.

في تاريخ 16 نيسان / أبريل، كان هناك خطر كبير، وحينها ظهر أن الخطر ليس خطرا صغيرا، فقد تم تغيير الدستور والانتقال إلى النظام الرئاسين بنسبة أصوات مؤيدة 51.6 ضد الأصوات المعارضة والتي بلغت نسبتها 48.4. كان من الممكن ألا يمر الدستور الجديد من الاستفتاء الشعبي، ولكنه مرّ.

إن خطر 2019 أكبر بكثير من خطر 16 نيسان / أبريل.

إن صحّ التعبير، ما قمنا ببنائه بتأنّ وعناية فائقة وحرص كبير، ما هو هذا الشيء؟ فلنقل إنه بناء، فالبناء الذي عملنا على تشييده بعناية بعد عناء طويل، هناك خطر أن نسلّم مفتاحه للغير.

والرئيس أردوغان، كما المخاطر السابقة، جازف في هذا الأمر أيضا، ولكن هناك عامل يخفف من حدة هذه المخاطر والمجازفات، ما هو هذا العامل؟ أردوغان هو هذا العامل المخفف من حدة المخاطر، وذلك لكونه هو القائد لتلك المجازفات لا الموكل لها.

وهو أكثر من يرى المخاطر المحدقة، فغيره من الممكن ألا يرى تلك المخاطر مثله، ذلك لكون أردوغان أمام هؤلاء الغير. وهذا يعني أنّه لا يوجد أحد أمام أردوغان، وعلى أساسه أردوغان ياخذ التدابير الللازمة. ولذلك نجد أنّه وعلى الرغم من وجود سنتين لحلول عام 2019، إلا أنّه أدخل حزبه في أجواء الانتخابات.

ورغبته بالانتقال إلى زعامة الحزب جاءت بسبب الحاجة بالدرجة الأولى. وربما يهدف من خلال ذلك إلى التركيز التام.

إن أولئك الذين لا يرون المخاطر مثل أردوغان، نجد رخاوة في تصرفاتهم، وكذلك نجد عدم تركيز. بينما لا يمكننا أن نجد رخاوة لدى أردوغان، على الأقل إلى الآن لم يحدث شيء من هذا القبيل.

إن السياسة التي يتبعها أردوغان يمكن تلخيصها بعبارة، المحاولة منّا والتوفيق من الله. كانت هذه المقولة في السابق تقال عن ظهر قلب، إلا أنّ أردوغان تمكن من تحويلها إلى قاعدة يتم العمل على أساسها.

عن الكاتب

يوسف ضياء جومرت

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس